الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صافرات الإنذار تدوي في مسغاف عام ومرجليوت على الحدود مع لبنان

logo
العالم

التصويت المبكر في ولاية جورجيا.. أرقام قياسية برسائل سياسية

التصويت المبكر في ولاية جورجيا.. أرقام قياسية برسائل سياسية
التصويت للانتخابات الأمريكية في جورجياالمصدر: رويترز
16 أكتوبر 2024، 2:10 م

رابح فيلالي - إرم نيوز

قال مسؤولون محليون بولاية جورجيا، إن عملية التصويت المبكر شهدت في اليوم الأول لها أرقامًا قياسية لم تسجل في تاريخ الولاية، وفاقت إلى حد الضعف أرقام تلك المشاركة التي كانت قد شهدتها انتخابات الرئاسة  قبل أربع سنوات.

أي أن انتخابات العام 2020 شهدت مشاركة 128 ألف ناخب في اليوم الأول للتصويت، على حين شهد اليوم الأول من انتخابات هذا العام 328 ألف ناخب.

الهزيمة الموجهة

ولأن جورجيا تحظى بأهمية خاصة بالنسبة للمرشحَين، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب تحمل هذه الأرقام كثيرًا من المعاني في الحسابات التي تخص كل طرف من طرفي السباق الرئاسي.

وذلك لأن الديمقراطيين صنعوا التاريخ في انتخابات الرئاسة الأخيرة عندما فازوا بالولاية في حالة تاريخية نادرة، وهو الاستثمار الذي عززوه بنجاحهم مجددًا بالفوز في انتخابات مقعدي مجلس الشيوخ عن الولاية في العام نفسه وفي المدة الانتخابية نفسها، ما خلق انطباعًا أن الحزب الديمقراطي بات قادرًا على المنافسة والفوز داخل القلاع التقليدية المحافظة جدًّا للحزب الجمهوري وعلى رأسها ولاية جورجيا.

الرئيس بايدن كان قد دفع بكثير من الجهد والطاقة والاهتمام خلال ولايته الرئاسية الحالية، وكذلك النائبة هاريس التي قامت بسبع زيارات للولاية بصفتها نائبة للرئيس، وأربع زيارات حتى الآن بوصفها مرشحة عن الحزب الديمقراطي، وكل ذلك سعيًا من الديمقراطيين للمحافظة على الزخم الكبير الذي أوجدوه في الولاية منذ انتخابات الرئاسة التي جاءت ببايدن وهاريس إلى البيت الأبيض.

مقابل ذلك لم يهدأ الجمهوريون منذ تلك الهزيمة الموجعة بالنسبة لهم، سعيًا لمحاولة فهم المتغيرات السياسية والديموغرافية في الولاية التي أدت إلى تلك النتائج التاريخية في الولاية.

وبقراءة التاريخ نجد أن هذه الولاية الجنوبية التي تشكل جزءًا مما يعرف بحزام الشمس الذي يضم إلى جانب جورجيا كل من ولايتي نيفادا وكارولينا الشمالية، كان دائمًا جمهوريًّا في اختيارات ناخبيه، بل كثيرًا ما كان الحزب الجمهوري يلجأ إلى تفعيل حظوظه وخططه في هذا الحزام للرد على الديمقراطيين في الحزام الشمالي من البلاد، الذي يوصف عادة الحزام الأزرق الذي يضم ولايات ويسكنسن وميشغان وكذلك بنسلفانيا.

أخبار ذات علاقة

"التصويت المبكر".. مشاركة قياسية لناخبي أمريكا في جورجيا "المتأرجحة"

 

ولكن الصورة منذ انتخابات العام عشرين تغيرت بخسارة الجمهوريين لولاية جورجيا في انتخابات الرئاسة ومجلس الشيوخ، وخسارتهم الأخيرة كذلك في ولاية نورث كارولينا بفوز المرشح الديمقراطي بمنصب حاكم الولاية.

هذه بعض الأسباب التي تجعل من أرقام التصويت المبكر في ولاية جورجيا تحمل كثيرًا من المعاني بالنسبة للمخططين في الحزبين، إضافة إلى أسباب أخرى غيرها. 
ينظر الديمقراطيون بكثير من التفاؤل إلى هذه الأرقام لاعتقادهم أن حجم المشاركة الواسعة سيكون دائمًا مؤشرًا على أن قواعدهم التقليدية في الولاية تدرك أهمية التصويت، وقيمة مشاركتها في الانتخابات.

 تكرار سيناريو الخسارتين

وهم بذلك يقصدون أصوات الأمريكيين من أصول إفريقية، وكذلك هم يعتمدون على أرقام الانتخابات الأخيرة، إذ إن عملية فرز الأصوات أظهرت بأنه كلما امتدت العملية تجاه بطاقات التصويت المبكر أو التصويت عن طريق البريد، كانت النتائج تظهر تفوق الديمقراطيين.

على عكس ما أظهرته بطاقات التصويت المباشر في يوم الانتخابات، إذ أظهرت أغلب تلك البطاقات تصويتًا وقتها في صالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومرشحي الحزب لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ.

ومنذ أربع سنوات والنقاش لم يتوقف داخل أروقة الحزب الجمهوري حول كيفية ضمان عدم تكرار سيناريو الخسارتين الماضيتين في جورجيا، لذلك لجأ حكام ومشرعو الولاية الجمهوريون إلى تقديم مشاريع قانونية لإعادة توزيع الدوائر الانتخابية ووضع قانون انتخاب جديد في الولاية، وقوانين تنظم عملية التصويت المبكر منه أو المباشر في يوم الانتخابات.

هذه المشاريع عارضها الديمقراطيون على المستويات التشريعية والحكومية جميعها، سواء أعلى المستوى المحلي أم الفيدرالي، وانتقدوها في المناسبات جميعها وفي تلك التجمعات جميعها التي نظمها الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس والمشرعين الديمقراطيون عن الولاية في مجلسي النواب والشيوخ.

يقول ديمقراطيو ولاية جورجيا، إن أرقام اليوم الأول من التصويت المبكر في ولايتهم أظهرت نجاح إستراتيجيتهم على المستوى القاعدي، في تحفيز القواعد المؤيدة للحزب بالدفع  بالناخبين المحليين إلى التخطيط المبكر لمسألة إعطاء أصواتهم ضمانًا لوصولها في الوقت المحدد، سواء أعن طريق البريد في حال التصويت الغيابي أم السماح بإعطاء وقت كافٍ لمن يتعذر عليهم التصويت في يوم الانتخابات. 

لا تزال هناك ثلاثة أسابيع كاملة من هنا إلى موعد يوم التصويت المباشر، ولكن الأرقام القياسية التي تظهرها عملية التصويت في ولاية جورجيا، والعشرين ولاية الأخرى التي بدأت عمليات التصويت المبكر حتى الآن تظهر أرقامًا بلغت الخمسة ملايين من الناخبين أدلوا بأصواتهم حتى الآن، وهو رقم يظهر حجم الاستجابة القياسية بين الناخبين الأمريكيين في انتخابات هذا العام.

التاريخ السياسي

من جانبهم يدرك الجمهوريون حجم ذلك الخطأ الذي ارتكبه الرئيس السابق ومرشحهم الرئاسي السابق والحالي دونالد ترامب قبل أربع سنوات، عندما قلل من قيمة التصويت المبكر والتصويت الغيابي بدعوته لأنصاره بالتصويت بكثافة في يوم الانتخابات، وهو الأمر الذي أدى بحسب تقديرات داخلية من الحزب إلى خسارة ترامب للانتخابات عندما أظهرت البطاقات المفروزة في التصويتين تفوقًا واضحًا للرئيس بايدن على حساب ترامب، حتى في تلك الولايات التي كان الجمهوريون يعتقدون أنها محسومة سلفًا لصالحه، كولايتي جورجيا وأريزونا.

ومنذ تلك اللحظة بدأ ترامب تلك المساعي التي حاول من خلالها التأثير في نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة من خلال التدخل لدى المسؤولين المحليين، وهو الأمر الذي قاد لاحقًا إلى مواجهته باتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، ومحاولة تغيير نتائجها في القضية الشهيرة التي لا يزال يواجه فيها القضاء بمعية عشرين من كبار مساعديه في إدارته السابقة.

ومن هنا تظهر أهمية أرقام التصويت في هذه الولاية بالنسبة للديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء في انتخابات هذا  العام، لأن حسابات اللحظة الحاضرة تستند بالكامل إلى تلك الحسابات المرتبطة بالذاكرة القريبة لانتخابات العام عشرين عشرين.

وكذلك بحسابات الذاكرة البعيدة؛ لأن التاريخ السياسي في ولاية جورجيا كان دائمًا في صالح الجمهوريين، ولم يكن إلا نادرًا جدًّا في صالح الديمقراطيين، وهو إرث لا يريد الجمهوريون المحافظون في الولاية خسارته مجددًا، ولا حتى التفريط فيه بطبيعة الحال في ولاية لطالما كانت ولا تزال رمزًا للتيار المحافظ في أمريكا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC