الأمم المتحدة: 142 ألف نازح في غزة خلال أسبوع
في تطور قد يعيد رسم المشهد العسكري، وسّعت القوات الروسية عملياتها في كورسك، في محاولة لاستعادة السيطرة على المنطقة التي كانت إحدى أبرز الأوراق التفاوضية بيد أوكرانيا.
وتقدُّم الجيش الروسي في الأيام الأخيرة داخل كورسك يشير إلى أن نهج موسكو الجديد قد يُضعف موقف كييف في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
وخلال زيارته الأولى من الهجوم الأوكراني لكورسك، حيث ارتدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزة عسكرية، أمر رئيس الأركان فاليري غيراسيموف، بتحرير المنطقة الروسية بشكل كامل.
وقال بوتين: "أتوقع أن تنجز كل المهمات القتالية التي تخوضها وحداتنا، وأن يتم قريبا تحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل من العدو".
ومن جانبها، أفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن العملية الروسية لطرد القوات الأوكرانية من المقاطعة دخلت مرحلتها الأخيرة.
وأعلن قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أن قواته تتراجع في المنطقة الروسية، قائلا: "الوضع في كورسك أكثر صعوبة، وأولويتي كانت وستبقى إنقاذ حياة الجنود الأوكرانيين، ولهذا الغرض، تقوم وحدات قوات الدفاع عند الضرورة بمناورات نحو مواقع أكثر ملاءمة".
ويرى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، سمير أيوب، أن الهدف الأساسي لدخول القوات الأوكرانية إلى منطقة كورسك كان السيطرة على أكبر محطة نووية هناك، في محاولة للضغط على روسيا لإخلاء مدينة زاباروجيا وإظهار قدرة الجيش الأوكراني على التوغل داخل الأراضي الروسية.
وأضاف أيوب، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه العملية لم تسر كما خططت لها كييف، بل تحولت إلى عبء على القوات الأوكرانية بدلاً من أن تكون ورقة ضغط".
وأردف: "أصبحت المنطقة نقطة استنزاف للقوات الأوكرانية، حيث لم تنجح كييف في تقليل الضغط الروسي على مقاطعات دونيتسك، لوغانسك، وزاباروجيا، رغم هجومها على كورسك".
وأوضح أن "قوات النخبة الأوكرانية، التي تلقت تدريبات مكثفة في الغرب، لم تستطع الصمود أمام الجيش الروسي، مما أدى إلى خسائر جسيمة في صفوفها".
وأشار إلى أن هذه الخسائر قد تدفع أوكرانيا إلى الانسحاب من كورسك لتعزيز جبهاتها الأخرى، رغم أن القدرة القتالية للجيش الأوكراني باتت ضعيفة على مختلف الجبهات.
وشدد المحلل السياسي على أن الدعوات لوقف إطلاق النار تأتي في سياق محاولة منح الجيش الأوكراني فرصة لإعادة ترتيب صفوفه بعد هذه الانتكاسة العسكرية.
وأشار أيوب إلى أن خروج القوات الأوكرانية من كورسك أو القضاء عليها يمثل انتصارًا استراتيجيًّا لروسيا، إذ تفقد كييف بذلك إحدى أهم أوراقها التفاوضية.
ولفت إلى أن مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، الموجود حاليًّا في موسكو، قد يسهم في تحقيق نتائج إيجابية على صعيد وقف إطلاق النار، إلا أن التقديرات تشير إلى أن أي هدنة لن تتحقق قبل النصف الأول من العام الجاري.
واختتم أيوب حديثه بالتأكيد على أن خسارة كييف لمنطقة كورسك تعني أنها ستعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الأوروبي، الذي لم يعد فعالًا كما تأمل أوكرانيا. كما أشار إلى أن فكرة إرسال قوات أوروبية لمراقبة وقف إطلاق النار لن تكون مقبولة من قبل روسيا.
ومن ناحيته، أكد مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إبراهيم كابان، أن طرفي الصراع، روسيا وأوكرانيا، يسعيان حاليًّا لتحقيق مكاسب ميدانية تعزز مواقفهما في أي مفاوضات قادمة.
وأوضح أن التفاوض بات أمرًا حتميًّا، خاصة بعد طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، بالإضافة إلى الضغوط الأوروبية التي تهدف إلى ضمان دور لها في المحادثات المستقبلية.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن الجيش الروسي يواصل عملياته لاستعادة ما تبقى من كورسك، حيث يحاصر القوات الأوكرانية هناك.
وأكد مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، أن موسكو لن توقف العمليات العسكرية إلا بعد تحرير المدينة بالكامل، أو في حال التوصل إلى تسوية تضمن انسحاب القوات الأوكرانية المحاصرة.
وأشار إلى أن كييف تحاول تقليل النفوذ الروسي داخل أوكرانيا، خاصة بعد سيطرة موسكو على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، إلا أن القدرات العسكرية الروسية تظل متفوقة، رغم الدعم الكبير الذي تتلقاه أوكرانيا من الدول الغربية.
ووصف كابان التحركات العسكرية الحالية لكلا الطرفين بأنها تمثل "اللمسات الأخيرة" قبل الدخول في مفاوضات مباشرة.
واعتبر أن "استعادة روسيا لكورسك ستُفقد أوكرانيا إحدى أهم أوراقها التفاوضية، إذ كانت تأمل في استخدامها لمقايضة بعض الأراضي التي سيطرت عليها موسكو في المقاطعات الأربعة بشرق وشمال أوكرانيا".
وتوقع أنه في حال استمرار الحصار الروسي على القوات الأوكرانية في كورسك، فقد تلجأ كييف إلى توجيه ضربات داخل العمق الروسي، ما لم يتم الاستجابة سريعًا لمبادرة ترامب بشأن وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا.