رئيس وزراء كوريا الجنوبية: حرائق الغابات هي الأسوأ في تاريخ البلاد والوضع ليس جيدا
حذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دول مجموعة "بريكس" من أي محاولة منها للابتعاد عن الدولار الأمريكي في التجارة الدولية، أو إنشاء عملة خاصة بها.
وتسعى دول "بريكس"، التي تتألف في الأصل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إلى إنشاء عملة احتياطية جديدة مدعومة بسلة من عملاتها، وأصبحت إندونيسيا عضواً في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الماضي.
وحذر الرئيس ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشال" من أن الانتقام الاقتصادي سيحدث إذا حاولت هذه الدول استبدال أو تقليص دور الدولار في التجارة العالمية، وأن هذه الدول ستواجه تعريفات جمركية بنسبة 100%، قائلا: "فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار، بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب.. انتهت".
منصات استثمارية
ورفضت روسيا، أمس الجمعة، تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة بفرض رسوم جمركية على مجموعة دول "البريكس"، إذا أنشأت عملتها الخاصة.
وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن "مجموعة البريكس التي تعد روسيا عضواً فيها لا تتحدث عن إنشاء عملتها الخاصة، بل عن إنشاء منصات استثمارية مشتركة فحسب، وإن هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها ترامب بمثل هذه التصريحات وهي ليست جديدة، إذ كانت هناك تصريحات مثل هذه من قبل عندما كان رئيساً منتخباً".
وبعد التحذيرات الأمريكية المستمرة، يبقى التساؤل الأبرز: ما مصير عملة "البريكس" التي يسعى تحالف من الاقتصادات الناشئة المدعومة من الصين وروسيا إلى إنشائها؟.
مخاوف متزايدة
في هذا الصدد، يقول الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد دول "بريكس" المكونة من 10 دول تأتي من مخاوف متزايدة تشهدها واشنطن؛ بسبب عدم ثقة عدد كبير من دول العالم بالتعامل معها ماليا واقتصاديا.
وأكد أيوب في تصريح لـ"إرم نيوز" أن هناك العديد من دول العالم لا تريد التخلي عن الدولار، ولكن لديها نوايا لإنشاء منصات استثمارية مشتركة كما هو الحال في دول تجمع "بريكس".
وأشار أيوب إلى أن امتناع دول أعلنت رغبتها في التخلي عن الدولار، مثل إيران وفنزويلا، قد يؤدي إلى تقليل الثقة بالولايات المتحدة، كما أن العالم بدأ يشعر بأنه حان الوقت لإنشاء عالم متعدد الأقطاب وليس عالم القطب الواحد المتمثل في أمريكا، التي تستغل وتستثمر في معظم دول العالم وفقا لمصالحها فقط.
وأوضح المحلل السياسي أن روسيا والصين لديهما تعاملات اقتصادية كبيرة بالعملات الوطنية، وأيضا بين روسيا وإيران، لافتا إلى أن الولايات المتحدة قالت إن ذلك لن يؤثر فيها، لكن يبدو أن أمريكا تتخوّف من هذا الأمر بدليل تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على دول "بريكس".
وأشار أيوب إلى أن الصراع السياسي والعسكري والمنافسة الاقتصادية والمالية انتقلت اليوم إلى مسألة التعامل بالدولار، وبالطبع تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون الدولار هو سيد العملات الأجنبية، وهنا يبدو أن روسيا يمكن أن تتعاون مع الصين للضغط على الولايات المتحدة للحد من فرض العقوبات، وبالتالي يمكن أن يؤدي هذا إلى اتفاقيات لتخفيف التوتر بينها، ومنع تغول الولايات المتحدة في فرض شروط عقابية على دول كثيرة في العالم.
ولفت أيوب إلى أن الصين ردت على الولايات المتحدة بأنه لن يمنعها ذلك من مواصلة التعامل مع العديد من دول العالم بالعملات الوطنية، لذلك تهديدات ترامب لا تخيف دول "بريكس" وبالتالي على أمريكا أن تتعامل وفقا للمصالح المشتركة مع تلك الدول.
قلق أمريكي
من ناحيته، قال د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن تهديدات ترامب المتكررة لتجمع "بريكس" بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% في حالة إصدار عملة موحدة لدول التجمع وتخليها عن الدولار، يعكس حالة القلق الذي تعيشه أمريكا من قوة هذا التجمع.
وأضاف رشوان في تصريح لـ"إرم نيوز" أن دول بريكس تستحوذ على 30% من حجم التجارة العالمية، وفي حالة تخليها عن العملة الدولارية فإن ذلك يمثل ضربة كبيرة للاقتصاد الأمريكي.
قوة أمريكا الناعمة
واعتبر رشوان أن قوة الولايات المتحدة تكمن في فرض الدولار في التعامل به بين دول العالم، وهو جزء من قوة أمريكا الناعمة أيضا.
واستبعد رشوان إصدار عملة موحدة لدول "بريكس" في الوقت الراهن، وأن ما أظهره الرئيس بوتين في الاجتماع الأخير لدول بريكس في مدينة قازان الروسية لنموذج عمل "بريكس" كانت عملة تذكارية، وهي رسالة سياسية في الوقت نفسه للغرب والولايات المتحدة.
