الدفاع الروسية: قواتنا تسيطر على بلدتي بانتيليمونوفكا في مقاطعة دونيتسك وشيرباكي في مقاطعة زابوروجيا

logo
العالم

بعد إعلان استعداده للتفاوض.. ما أوراق زيلينسكي لإنهاء الحرب الروسية؟

بعد إعلان استعداده للتفاوض.. ما أوراق زيلينسكي لإنهاء الحرب الروسية؟
قوات أوكرانيةالمصدر: رويترز
06 فبراير 2025، 4:02 م

مع قرب دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، أصبحت الدعوات لإجراء محادثات سلام بين الطرفين أكثر إلحاحًا، وذلك تزامنًا مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي وقت سابق، أكد ترامب رغبته وقدرته على إنهاء الحرب بسرعة، من دون أن يقدم خطة ملموسة لذلك.

وكرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا استعداد بلاده للتفاوض، شريطة أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه: "التنازل عن أربع مناطق في جنوب وشرق البلاد بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، والتخلي عن الانضمام إلى حلف الناتو"، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف.

ولطالما عارض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل قاطع أي تسوية مع روسيا، لكنه راجع بعض نقاط موقفه في الأشهر الأخيرة، بعد احتدام المعارك وصعوبة موقف قواته العسكرية والمشاكل التي يعانيها جيشه على الجبهة في خضم التقدّم الروسي.

ومُجددًا، أجاب زيلينسكي على سؤال حول إمكانية التفاوض مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة صحفية، قائلًا: "إنه سيفعل ذلك.. إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح".

أخبار ذات علاقة

زيلينسكي يعلن استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع بوتين

 وفي تحرك سريع، اعتبر الكرملين، تصريحات الرئيس الأوكراني غير مفيدة، إذ قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف للصحفيين: "حتى الآن لا يمكن اعتبار هذا الأمر سوى كلام أجوف.. وأن الاستعداد يجب أن يرتكز على شيء ما".

وأكد بيسكوف أن زيلينسكي لا يستطيع التحدث إلى بوتين بعدما أصدر مرسومًا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2022 يحظر أي مفاوضات مع روسيا طالما كان بوتين رئيسًا، وذلك ردًّا على إعلان الكرملين ضم أربع مناطق أوكرانية.

ومع إعلان زيلينكسي عن استعداد بلاده للجلوس مع نظيره الروسي، تُثار الشكوك حول جدية هذا الموقف، وسط تساؤلات حول ماهية الأوراق التي يمتلكها والتنازلات التي سيقدمها على مائدة التفاوض، وموقف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من هذه التنازلات.

أخبار ذات علاقة

"السلام بالقوة".. تفاصيل خطة ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

 أداة أمريكية

وبهذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عمار قناة، إن زيلينيسكي لا يحمل أي ورقه تفاوضية؛ لأن الصراع في الأزمة الروسية الأوكرانية بات في يد روسيا وواشنطن، كما أن زيلينسكي ما هو إلا أداة في يد أمريكا، الأمر الذي اتضح من خلال دعوات الخارجية الأمريكية لزيلينسكي بضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أوكرانيا.

وأضاف قناة، لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الأوكراني منذ توقيعه على وثيقة تمنع التفاوض مع روسيا، أصبح وضعه الغير شرعي كرئيس ممثل لأوكرانيا عقبة أمام التوصل لحل وتوثيقه فيما بعد في أطر قانونية.

وأشار إلى أن موسكو لن تقع في هذه المصيدة مجددًا، كما حدث في اتفاقيتي مينسك 1و2، حيث تخلت المنظومة الغربية عن تلك الاتفاقيات متمثلة في فرنسا وألمانيا، وكانت بمثابة فسحة من الوقت لإعادة تسليح أوكرانيا من أجل مواجهة روسيا.

ولفت قناة إلى أن حل الصراع غير مرتبط بزيلنيسكي، بينما تحاول واشنطن اللعب بعدة أوراق من خلال عملية ابتزاز واضحة في عرض ترامب لتمديد مسألة إرسال الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا مقابل المعادن الأرضية النادرة الموجودة هناك.

مشكلة قانونية

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن إعلان زيلنسكيي عن استعداد بلاده للتفاوض ليس الأول من نوعه، وبعيدًا عن هذا، فإن هناك مشكلة قانونية متعلقة بالتفاوض، وهي أن زيلينسكي كان قد أصدر قانونًا يحظر التفاوض مع الرئيس بوتين.

وأشار الأفندي، لـ"إرم نيوز"، إلى أن زيلينسكي الآن رئيس غير شرعي لأوكرانيا بعد أن انتهت فترة ولايته، وبالتالي حتى لو أصدر قرارًا بإلغاء هذا القانون، سيكون باطلًا؛ لأنه رئيس غير شرعي.

وأضاف أن هذه المشكلة القانونية طرحتها روسيا على الولايات المتحدة؛ لذلك طالبت أمريكا بضرورة إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا قبل نهاية العام الجاري.

وأكد الأفندي أن الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا سوف تكون إجبارية قبل الجلوس على مائدة المفاوضات، وأن الرئيس بوتين لا يمانع التفاوض، لكنه لن يجلس مع زيلينسكي؛ لأنه بروتوكوليًّا رئيس غير شرعي.

وقال إن الحوار المباشر بين روسيا وأوكرانيا لن يسفر عن أي نتيجة، فالعالم اليوم بحاجة إلى اتفاقية على غرار اتفاقية يالطا التي وقعت عام 1945 على ساحل البحر الأسود، ووضعت نهاية للحرب العالمية الثانية، ووضعت نظامًا للسلم والأمن العالمي، وضمت تلك الاتفاقية روسيا، وأمريكا، وبريطانيا.

وأكد أن العالم اليوم بأشد الحاجة لاتفاقية مماثلة تجمع رؤساء أمريكا وروسيا والصين، وبالتالي فإن الحوار مع أوكرانيا لن يسفر عن أي نتيجة؛ لأنها دمية في يد الولايات المتحدة، على حد وصفه.

وقال الأفندي إن روسيا وأمريكا يمكن أن تتجاوزا أوكرانيا من خلال هذا الحوار، لافتًا إلى أن الاتصالات المباشرة بين الإدارة الأمريكية والرئيس بوتين بدأت فعليًّا، ومن المتوقع أن تستضيف السعودية أو الإمارات قمة للزعيمين لوضع خطة للسلام وتسوية الأزمة الأوكرانية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات