صحة غزة: ارتفاع عدد القتلى إلى 921 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها على القطاع
بعد أسبوعين من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية محتدمة، على الرغم من وعد ترامب الانتخابي بقدرته على إنهاء الصراع خلال 24 ساعة بعد توليه منصبه.
ويطرح مراقبون عدة تساؤلات، أبرزها: هل يماطل ترامب في إنهاء الحرب؟ ومن يقف وراء تأخير الحل؟ وهل تغلب الإدارة الامريكية المصالح على الوعود الانتخابية؟
وأرجع خبراء في الشؤون الروسية عدم تنفيذ وعد الرئيس الأمريكي بحل النزاع حتى الآن إلى دور "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة التي لا تريد إنهاء الحرب بين الطرفين.
مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، قال إن هذه الدولة العميقة تحاول عرقلة جهود رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب حول خطة وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن العقبة الوحيدة أمام خطة الرئيس الأمريكي هي بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي وبالتحديد أنصار جون ماكين وبعض المحافظين، الذين يرون ضرورة عدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرجوع بقوة إلى الساحة السياسية الدولية وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية في الملف الأوكراني.
وأضاف بريجع أن تخوف أعضاء الكونغرس الأمريكي من نجاح بوتين في الملف الأوكراني يرجع لمخاوف من تمدد خطة بوتين نحو دول الاتحاد الأوروبي، خاصة مع زيادة خطاب اليمين المتطرف في أوروبا بضرورة التحالف مع بوتين مثل مارين لوبان في فرنسا زعيمة الحزب المتطرف، وكذلك في إيطاليا وحزب "البديل" في ألمانيا.
وأوضح المحلل السياسي الروسي أن الدولة العميقة في أمريكا لن تسمح بإنهاء أو تسوية الملف الأوكراني بحيث تبدو روسيا منتصرة على حساب الغرب، وهذا الأمر قد يعرقل جهود ترامب نحو السلام.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عمار قناة، إن تحقيق وعد الرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية بوقف الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة "ليس بهذه السهولة".
وأضاف أن ما يؤكد ذلك التصريحات الأمريكية الأخيرة حول حل الأزمة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على الساحة الأوكرانية التي رأى أنها تصطدم بالواقع الجيوسياسي.
وأكد قناة في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن وعود ترامب بحل الصراع الروسي الأوكراني كانت بمثابة مادة انتخابية غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع؛ نظرًا لطبيعة الموقف العسكري ومحاولات الناتو حتى الآن إشعال الصراع بين الطرفين.
وتابع أن "تسريبات خطة ترامب الخاصة بوقف إطلاق النار تختلف مع الطرح الروسي، لأن موسكو تريد حلًا كليًا في المنظومة الأمنية مع الغرب وتحييد أوكرانيا بعدم ضمها لحلف شمال الأطلسي، وكذلك جعلها دولة منزوعة السلاح".
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هناك حالة "تخبط" في تعامل إدارة ترامب مع العديد من الملفات الدولية، وفق وصفه.
وتابع: "رأينا معاداة ترامب للحلفاء قبل الخصوم بإشعال حرب تجارية مع حلفاء مثل المكسيك وكندا بفرض رسوم جمركية وكذلك مع الخصوم بفرض رسوم جمركية أيضا على الصين والتلويح بفرض رسوم على الاتحاد الأوروبي الذي يعد حليفا مهما واستراتيجيا للولايات المتحدة".
وأكد قناة أن تمسك روسيا بموقفها بعدم تقديم تنازلات قد يدفع إلى إطالة أمد الحرب التي ستنهي عامها الثالث خلال أيام، "خاصة أن روسيا تقف على أرضية صلبة بتقدمها على كافة جبهات القتال وسيطرتها على المقاطعات الأربع في الشرق الأوكراني".