الخارجية الإيرانية: طهران تنوي تقييم نوايا الطرف الآخر في اجتماع السبت
في عالم مضطرب حيث تشتد الرياح العاتية بزعامة دونالد ترامب، ترى الصين نفسها ملاذًا للاستقرار، فقد انتقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي السياسة "ذات الوجهين" التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه بلاده، بحسب صحيفة "إل بايس" الإسبانية.
وفي إجابته عن أسئلة مُعدّة سابقًا، أدان وانغ مبدأ "أمريكا أولاً" الذي تم تبنيه أخيرًا في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن "التركيز على عبارة 'بلدي أولاً' والانشغال بمواقف القوة سيؤدي إلى سيادة قانون الغاب مجددًا".
كما أكد وانغ دعمه المفاوضات في أوكرانيا التي من شأنها التوصل إلى "اتفاق سلام عادل ودائم وملزم"، رغم أنه لم يحدد الدور الذي قد تؤديه الصين أو من يجب أن يكون جزءًا من المفاوضات.
وفي رده على اقتراح ترامب ببناء منتجع على أنقاض غزة، قال: "غزة ملك للشعب الفلسطيني وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية. وأي محاولة لتغيير وضع غزة بالقوة لن تؤدي إلى تحقيق السلام، بل ستؤدي فقط إلى مزيد من الاضطرابات".
وتحدث وزير الخارجية الصيني في المؤتمر الصحفي السنوي أمام غرفة مليئة بالصحفيين من أنحاء العالم عن "التعددية القطبية"، وأهمية أن يكون لكل الدول صوت في الشؤون العالمية. كما شدد على دور بلاده كداعم للقيم الأممية للعالم النامي.
بينما عندما طُرح عليه أسئلة مختارة بعناية، قرأ وانغ إجاباته من الأوراق الموجودة على طاولته، إذ إن العديد من الأسئلة التي طرحت تبدو كأنها جزء من حملة دعائية تعكس طريقة الصين في تقديم نفسها للعالم.
وعندما سُئل عن تصريحات ترامب، التي تحدث فيها عن التخلي عن المنظمات الدولية وتعليق المساعدات الأمريكية لبقية العالم وتهديد الحلفاء التقليديين، أجاب وانغ: "على الدول الكبرى أن تتحمل مسؤولياتها الدولية وتفي بها".
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قدم وانغ قليلًا من التفاصيل، فقد أشار إلى أن الأطراف المعنية لديها ما يكفي من الحجج للجلوس على طاولة المفاوضات، وهو الطريق الأمثل لإنهاء الصراع.
كما أكد أن الصين كانت دائمًا داعمة للسلام، رغم الانتقادات الغربية التي تتهمها بالتحيز لموسكو، بسبب الدعم الاقتصادي الأساسي وتوريد المواد ذات الاستخدام المزدوج.
ووجه وانغ انتقادات لواشنطن بشأن استراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، معارضًا نشر الولايات المتحدة للصواريخ متوسطة المدى في المنطقة. واعتبر أن الوجود الأميركي في المنطقة لم يسهم إلا في إثارة المشكلات وخلق الانقسامات.
وانتقد وانغ أيضًا حرب التعريفات الجمركية التي أطلقها ترامب، التي رفعت الضرائب على جميع الواردات الصينية بنسبة 20%، داعيًا إلى "الاحترام المتبادل" في العلاقات مع واشنطن، مشددًا على أن بكين سترد "بحزم" إذا استمرت الضغوط.
