تواجه الآلاف من النساء الأوكرانيات اللاتي ترملن بسبب الحرب مع روسيا تحديات عاطفية واجتماعية كبيرة، فمنذ بداية هذه الحرب في شباط/فبراير 2022، فَقدَ أكثر من 70 ألف جندي أوكراني حياتهم على الجبهة، تاركين وراءهم زوجات وأطفالًا.
وقالت صحيفة "لوموند" إن هؤلاء النساء يواجهن تحديات كبيرة، مضيفة بالقول: "غالبًا ما يكون الثكل مصحوبًا بعقبات إضافية بدءًا من الإعلان عن الوفاة وحتى بيروقراطية إجراءات التعويض".
وسلطت الصحيفة الضوء على القصة المؤثرة لإرينا بوندارينكو، التي قُتل زوجها أثناء الحرب، مبينة بأن "قصتها تكشف عذاب الانتظار وألم التعرف على جثمان محبوبها"، لكن بالنسبة لهؤلاء النساء، فإن عدم التوصل إلى حل بشأن مصير أزواجهن المفقودين يضيف مزيدًا من الاضطراب العاطفي الكبير.
وإلى جانب المعاناة النفسية، فإن على هؤلاء الأرامل التعامل مع حالة عدم الفهم وفي بعض الأحياء عداء المجتمع، إذ قالت الصحيفة: "رغم هذه التحديات العاطفية التي يواجهنها، غالبًا ما يُنظر إليهن على أنهن محظوظات بسبب التعويض المالي المرتفع الذي يتلقينه".
غير أن هذا التصور يخلق توترات اجتماعية وأسرية مدفوعة بحالة من "الغيرة والشك" في دوافع الأرامل، لا سيما في ظل "التمييز المالي بين أرامل الجنود الذين توفوا قبل عام 2022 وبعده وهو يثير مشاعر الظلم لدى البعض"، وفقًا للصحيفة.
وتشتكي هؤلاء النساء مما يصفنه بـ"الإهمال وسوء الفهم في المجتمع"، رغم أن الحكومة الأوكرانية أنشأت برامج دعم لأسر الجنود القتلى.
كما تؤدي الوصمة الاجتماعية والصراعات الأسرية إلى تفاقم المعاناة التي تواجهها الأرامل، لكنهن، متماسكات معًا ويسعين إلى دعم بعضهن بعضًا، إذ تظهر مبادرات مثل مجموعة "نحن معًا" على الفيسبوك، فيما يَظهر في المظاهرات العامة تصميمهن على تحقيق الاعتراف والاحترام في المجتمع.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة "الاعتراف الكامل بأرامل الحرب في أوكرانيا ودعمهن، ولا ينبغي تجاهل شعورهن بالوحدة والألم والنضالات، بل ينبغي مواجهتها بالتعاطف والتضامن".