"معاريف" عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي: لا علاقة للجيش بالانفجار الذي وقع في إيران
يرى خبراء في العلاقات الدولية والشأن الإيراني أن مستقبل المفاوضات بين واشنطن وطهران، سواء بالتوصل إلى اتفاق أم تعثره، يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كانت إيران ستستخدم "عقلية صانع السجاد" المعروفة بالنَفَس الطويل وسعيها لكسب الوقت، أم لا.
وأشار الخبراء، في تصريحات لموقع "إرم نيوز"، إلى أن هذه العقلية التي ربما أثمرت مع الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، قد لا تنجح مع الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي يفضّل إبرام اتفاقات سريعة تحقق مكاسب فورية، على عكس بايدن الذي سمح لمفاوضات طويلة الأمد بالاستمرار لأربع سنوات.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت، في بيان رسمي، أن المحادثات التي جرت مؤخرًا في مسقط بوساطة سلطنة عُمان، شهدت تبادلًا لوجهات النظر بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر وزير الخارجية العماني، ووصفت الأجواء بـ"البنّاءة" والتي اتسمت بالاحترام المتبادل.
الخبير في العلاقات الدولية، أحمد الياسري، أوضح أن إدارة ترامب تتمسك بعدة نقاط حاسمة، على رأسها أن يكون البرنامج النووي الإيراني سلميًا، وأن تعود نسب تخصيب اليورانيوم إلى أقل من 20%، مع ضمانات رقابية صارمة بإشراف مباشر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبمشاركة أمريكية.
لكن الياسري يستبعد أن توافق طهران على تفكيك برنامجها النووي بالكامل، رغم إصرار إسرائيل على ذلك، مرجّحًا أن تقدم إيران ضمانات بعدم بلوغها عتبة إنتاج السلاح النووي.
كما أشار إلى نقطة خلافية أخرى تتعلق بالمدى الصاروخي، حيث نص الاتفاق السابق مع الديمقراطيين على عدم تجاوز المدى الباليستي 500 كم، وعدم امتلاك أسلحة استراتيجية عابرة للقارات، وهو ما سيكون محل جدل جديد في أي مفاوضات مقبلة.
وحول النفوذ الإيراني الإقليمي، أشار الياسري إلى أن هذه النقطة لم تكن محورًا رئيسيًا في الاتفاق السابق، رغم حضورها في النقاشات، خاصة أن طهران عمدت لاحقًا إلى تقليص ارتباطها ببعض حلفائها مثل الحوثيين و"حزب الله"، ما قد يُضعف من أهمية هذه الورقة في التفاوض الحالي.
ويرى الياسري أن وجود إصلاحيين في فريق التفاوض الإيراني يعزز فرص التوصل إلى اتفاق مع الجمهوريين، خاصة أنهم يمتلكون خبرة تفاوضية أكبر مقارنة بالمحافظين الذين يفتقرون إلى هذه المهارة، مضيفًا أن الظروف الجيوسياسية الراهنة وضعت إيران في موقع حرج، في ظل تهديدات أمريكية مباشرة، وانتشار قطع بحرية أمريكية في الخليج، واستعداد إسرائيلي لضربة عسكرية محتملة.
وأكد الياسري أن "الكرة في ملعب طهران"، وإذا واصلت استخدام عقلية "صانع السجاد" في كسب الوقت، فسيكون هناك صدام مع ترامب الذي لا يمتلك صبر بايدن الطويل.
ضغط داخلي وتشدد خارجي
ومن جانبه، قال الخبير في الشأن الإيراني ناصر عباس، إن سياسة "الضغوط القصوى" التي يتبعها ترامب خلقت مسارات جديدة مكّنت الولايات المتحدة من فرض شروط أكثر صرامة، في ظل تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية في إيران، وتصاعد الغضب الشعبي، ما دفع الإصلاحيين لتصدّر المشهد التفاوضي.
وأضاف عباس أن بروز الإصلاحيين لا يعني غياب "الصقور" من المحافظين والحرس الثوري، بل ما زالوا فاعلين، وتصدر بين الحين والآخر تصريحات رافضة للتفاوض تحت التهديد، تعكس التوازنات الدقيقة داخل طهران.
وأشار عباس إلى أن هناك مقترحات إيرانية تتحدث عن جدول زمني لخفض نسبة التخصيب تحت إشراف دولي، بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية، مقابل حوافز تشمل الرفع الجزئي للعقوبات وفك تجميد الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.
واعتبر عباس أن هذا التوجه من شأنه تقوية موقف الإصلاحيين داخليًا، خاصة إذا أفضى إلى تحسين ملموس في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وهو ما قد يكسبهم دعم الشارع الإيراني.
وحذّر عباس من أن طهران تخشى الزج بنشاط "أذرعها" الإقليمية كورقة تفاوض، خشية أن ترتد عكسيًا، مستذكرًا كيف تسببت تحركات "حماس" في أكتوبر 2023 بتجميد اتفاق كان من المفترض أن يفضي إلى الإفراج عن 10 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.