تلقى الاتحاد الأوروبي ضربة موجعة لنفوذه في منطقة الساحل الأفريقي.
جاء ذلك على خلفية إنهاء فرنسا أكثر من 6 عقود من وجودها العسكري في تشاد، حيث كانت بروكسل تعتمد على باريس كوكيل عنها في غرب أفريقيا.
وأنهت فرنسا، الشهر الماضي، وجودها العسكري الذي استمر 60 عاماً في تشاد، بمغادرة آخر جنودها البالغ عددهم نحو 1000 جندي وإغلاق قواعدها العسكرية والتي كانت في حد ذاتها إرثاً من الهيمنة على المنطقة باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة بهذا البلد.
وطيلة هذه الفترة اختبأ العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي خلف فرنسا التي قادت أكبر عملية لمكافحة التطرف في منطقة الساحل، الأمر الذي ساعد العديد من البلدان في عدم إرسال قوات على الأرض بنفسها.
ويقول المحلل السياسي النيجري أمادو كوديو، إن باريس وبروكسل كلاهما يتحمّلان المسؤولية عن الأخطاء المرتكبة في غرب أفريقيا.
وأضاف كوديو لـ"إرم نيوز" أنه "بينما تعامل الرئيس إيمانويل ماكرون بازدراء مع القادة الأفارقة، ما أثار القطيعة بين الجانبين، أبدى الجانب الأوروبي تردداً في بعث مشاريع تنموية في منطقة الساحل".
ورغم إنفاق ملايين اليورو فقد فشل الأوروبيون في تعزيز الديمقراطية في منطقة الساحل التي عانت من سلسلة من الانقلابات العسكرية، كان آخرها في النيجر.
ولا تريد باريس، ولا بروكسل، التخلّي عن هذه الدول، حيث تتفادى خسائر أخرى عبر تكثيف دعم جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، وفق ما يقول المحلل النيجري.
وعلى مدى السنوات العشر الماضية، أنفق الاتحاد الأوروبي 600 مليون يورو على البعثات المدنية والعسكرية في منطقة الساحل، ودرب نحو 30 ألف فرد من قوات الأمن في مالي والنيجر، و18 ألف فرد عسكري.
وبيّن أمادو كوديو أن الساحل الأفريقي يظل منطقة استراتيجية بالنسبة للأمن الأوروبي والسيطرة على الهجرة، إذ التدفقات في النيجر انخفضت بنسبة 75 %، منذ العام 2016، بفضل الاتفاقيات، إلى غاية أواخر العام 2023 قبل أن تنفجر معدلات تسلل المهاجرين إلى حدود ليبيا والجزائر قصد الوصول إلى سواحلهما.
خلال مشاركته في جنازة الرئيس التشادي إدريس ديبي.. ماكرون: لن نسمح لأحد بتهديد أمن تشاد "لا اليوم ولا غدا"
Posted by Erem News - إرم نيوز on Friday, April 23, 2021
ويتعيّن على فرنسا، والاتحاد الأوروبي، الحفاظ على نفوذهما، لأن رحيل القوات الفرنسية يفتح الباب أمام لاعبين دوليين آخرين منهم روسيا.
ويقال إن مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية التي باتت تحمل اسم "فيلق أفريقيا" بعد وفاة زعيمها، لديها 5 آلاف مقاتل في القارة الأفريقية.
في المقابل، وفي وقت تراجع الغرب في منطقة الساحل، تسعى المجر لإرسال جنود إلى تشاد، وهي مهمة غير مسبوقة بالنسبة للدولة الواقعة وسط أوروبا.
وكانت المجر تريد في البداية الانضمام إلى قوة المهام "تاكوبا" التي تقودها فرنسا في مالي، لكن هذه المجموعة من القوات الخاصة الأوروبية فشلت بتحقيق أهدافها.
كما فشلت خططه في النيجر بعد الانقلاب الذي وقع في يوليو 2023.
وافتتحت المجر، مؤخراً، مركزاً للمساعدات الإنسانية وممثلية دبلوماسية في تشاد، في حين وقعت اتفاقيات في مجالي الزراعة والتعليم، وتخطط أيضاً لنشر قوات لتدريب القوات المحلية ضد المتشددين.