حماس: قطاع غزة دخل فعليا مرحلة المجاعة في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث
قال خبراء سياسيون إن قرار فرنسا إنهاء وجودها العسكري في تشاد يعكس تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في سياستها الدفاعية في أفريقيا، ويشير إلى رغبتها بإعادة تشكيل سياستها الدفاعية بعيدًا عن النفوذ الفرنسي، في ظل صعود قوى جديدة تسعى لملء الفراغ الأمني الذي ستتركه باريس.
وأوضح الدكتور بيير لافون، الباحث في المركز والمتخصص في الشؤون الأفريقية لـ"إرم نيوز"، أن هذا الانسحاب جاء نتيجة تراكم عدة عوامل، من بينها تدهور العلاقات الدبلوماسية بين باريس ونجامينا، والتوترات بشأن القضايا الأمنية، بالإضافة إلى توجه تشاد نحو تنويع شراكاتها العسكرية، لا سيما مع روسيا.
وأضاف لافون أن إنهاء اتفاقية التعاون العسكري التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي يشير إلى رغبة تشاد في إعادة تشكيل سياستها الدفاعية بعيدًا عن النفوذ الفرنسي، في ظل صعود قوى جديدة تسعى لملء الفراغ الأمني الذي ستتركه باريس.
وأكد الخبير أن خروج فرنسا من تشاد، بعد 4 عقود من الوجود العسكري المستمر، يمثل ضربة لعملياتها في منطقة الساحل، لا سيما أن نجامينا كانت تشكل نقطة ارتكاز مهمة في العمليات الفرنسية ضد الجماعات الإرهابية، مثل بوكو حرام وتنظيمات متطرفة أخرى.
وأشار إلى أن هذا الانسحاب قد يدفع باريس إلى إعادة تقييم استراتيجياتها العسكرية في القارة، خاصة مع تزايد المطالبات المحلية في دول أخرى مثل السنغال وساحل العاج بإعادة النظر في الوجود العسكري الفرنسي.
من جانبه، قال الدكتور فرانسوا ديلاكروا، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والمتخصص في السياسات الدفاعية لـ"إرم نيوز"، إن انسحاب فرنسا من تشاد يمثل تحولًا جوهريًا في استراتيجيتها العسكرية في أفريقيا، وهو جزء من إعادة التشكيل الأوسع لنفوذها في القارة.
وأشار ديلاكروا إلى أن هذا القرار لم يكن مجرد خطوة تكتيكية، بل جاء نتيجة تزايد الضغوط السياسية والدبلوماسية بين باريس ونجامينا.
وأوضح أن توتر العلاقات بين البلدين تفاقم بعد فتح تحقيق من قبل القضاء الفرنسي ضد الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، ما زاد من حدة الخلافات بين الجانبين.
كما لفت إلى أن تشاد، التي كانت لفترة طويلة شريكًا عسكريًا أساسيًا لفرنسا، باتت أكثر انفتاحًا على قوى أخرى مثل روسيا، وهو ما يعكس تحولًا في موازين القوى داخل القارة الأفريقية.
وأكد الخبير أن هذا الانسحاب قد يكون له تداعيات على الاستراتيجية الفرنسية في منطقة الساحل، مشيرا إلى أن إنهاء الوجود العسكري الدائم في تشاد قد يؤثر في قدرة فرنسا على تنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب في المنطقة، إذ كانت قاعدة "أدجي كوسي" الجوية تشكل نقطة دعم لوجستي حيوية لعملياتها في الساحل.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كانت فرنسا لا تزال بصدد مراجعة وجودها العسكري في أفريقيا، إذ كانت تخطط لخفض عدد قواتها المنتشرة في تشاد من نحو ألف إلى 300 جندي فقط.
وفي اليوم التالي أعلنت السلطات التشادية إنهاء اتفاقية التعاون العسكري التي تم إبرامها مع باريس منذ ستينيات القرن الماضي، وكان أمام القوات الفرنسية مهلة شهرين فقط لمغادرة البلاد.
وبعد تشاد، التي أدى جيشها دورًا رئيسيًا في عمليتي "سيرفال" (مالي، 2013-2014) و"برخان" (الساحل، 2014-2022)، يُتوقع أن تنسحب القوات الفرنسية من السنغال، بناءً على طلب رسمي من دكار، إلا أنه لم يتم تحديد جدول زمني حتى الآن.