صراعات اليمين واليسار تهيمن على التشكيلة المتوقعة للحكومة الفرنسية

تتداول الأوساط الفرنسية أسماء شخصيات يمينية مرشحة بقوة لتولي حقائب وزارية في حكومة رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشيل بارنييه، فيما يرى محللون سياسيون أن هناك تحديات أمام تشكيل الحكومة في الموعد المحدد.

والتقى بارنييه بزعماء اليمين الفرنسي، في إطار استمرار المشاورات حول الحكومة الفرنسية الجديدة، ووعد بتشكيل فريقه في موعد أقصاه الأسبوع المقبل.

شخصيات بارزة

من جهته، قال الباحث السياسي الفرنسي في معهد توماس مور، جون سيلفستر مونغريني، لـ"إرم نيوز": "حتى الآن، لم تُسرب أي معلومات من أي جهة، إلا أن هناك تسريبات متداولة حول انضمام وجوه يمينية للحكومة"، موضحاً أن "بارنييه يطمح لتعيين شخصيات بارزة ذات خبرة في المناصب الكبيرة بالحكومة".

على الجانب اليساري، أعربت سيغولين رويال ومانويل فالس عن استعدادهما لتولي المناصب.

وأشار الباحث السياسي الفرنسي إلى أن بعض اليساريين يعتقدون أنه "إذا أدخل بارنييه رويال أو فالس إلى الحكومة، فلن يتمكن من الادعاء بأنه جلب شخصيات من اليسار".

وأعلنت كارول دلغا ونيكولا ماير-روسينيول ورافائيل غلوكسمان بوضوح أنهم لن يكونوا ضمن الفريق.

كما أعلن أوليفييه فور وبوريس فالو أنهما رفضا حتى لقاء رئيس الوزراء الجديد.

وقد وعد بارنييه، في 12 سبتمبر/أيلول، بحكومة "متوازنة ومتنوعة"، لكنه سيتعين عليه الاستغناء عن جناحه الأيسر.

مرشحون

على الجانب اليميني، يوجد العديد من المرشحين. ولم تتقدم إلا آني جنيفارد بوضوح للمنصب في وزارة التربية الوطنية، لكن العديد من الأسماء يجري تداولها.

وبالنسبة لوزارة الداخلية، يكثر ذكر اسم لوران وكييه وبرونو ريتايو، لكن الأخير لا يلقى ترحيباً لدى المعسكر الرئاسي، كما أكد النائب لودوفيك مينديز من حزب "العمل من أجل الجمهورية" في موزيل، الذي كان سابقاً من حزب الاشتراكيين: "لا نريد أن تكون أفكار ريتايو في وزارة الداخلية".

من جهته، قال الباحث السياسي الفرنسي دومنيك رينيه، لـ "إرم نيوز"، إن اليميني رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي يدفع بعض السيناتورات مثل صوفي بريمات لوزارة الزراعة، وماتيو دارنو للسلطات المحلية أو ما وراء البحار، أو السيناتورة من باريس أغنيس إيفرن للبيئة.

أما المعسكر الرئاسي فقد أشار رينيه إلى أنه سيتواجد أيضاً وزراء منه في الفريق، إذ يرغب ماكرون في الاحتفاظ بأورور بيرجي، وجيرالد دارمانان، ورشيدة داتي، وسيباستيان لوكورنو، وكاثرين فوتران، لكن بعض القادة في المعسكر الرئاسي يلاحظون أنه لا يمكن الادعاء بوجود تعاون دون تغيير الوزراء.

تحديات

وأكد رينيه أنه "على الرغم من ذلك، لا يمكن اختزال التحديات التي تواجهها الحكومة القادمة في مجرد الأسماء".

ورأى أن المشكلة تكمن في تحديد الخط السياسي الذي يعتزم الفريق تبنيه، ومرة أخرى، لا تسرّب لأي معلومات، ما يثير الإزعاج حتى في صفوف المعسكر الرئاسي. 

ووفقا للباحث السياسي، فإن بعض الناس يتصورون حتى أن المعسكر الرئاسي قد ينسحبون من الحكومة المستقبلية إذا تم تجاوز بعض الخطوط الحمراء، مثل إلغاء المساعدة الطبية الحكومية.