عاجل

وول ستريت جورنال: أمريكا لا تتوقع اتفاقاً بين إسرائيل وحماس قبل انتهاء ولاية بايدن

logo
العالم

لوموند: أفريقيا "خط صراع جديد" بين روسيا والغرب

لوموند: أفريقيا "خط صراع جديد" بين روسيا والغرب
القمة الروسية الأفريقية الثانية في سانت بطرسبرغالمصدر: أ ف ب
21 أغسطس 2024، 10:55 ص

ذهبت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن أفريقيا باتت الخط الجديد للصراع المتصاعد بين الغرب وروسيا، بعد نجاح موسكو في ترسيخ وجودها العسكري والإعلامي في القارة. 

وأكدت الصحيفة أن روسيا تواجه الغرب بشكل غير متوقع، ولا سيما بعد عام من وفاة يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة "فاغنر" التي كانت الذراع العسكرية الأساسية لهذا التوسع، حيث لم تعد الدولة الروسية تتخفى، وتظهر سياستها تجاه الأفريقية علنًا. 

أخبار ذات علاقة

من هم "رجال بوتين" في أفريقيا؟

شبكة نفوذ 

وألقى الكابتن، إبراهيم تراوري، قائد الانقلاب الذي وقع في بوركينا فاسو قبل عشرة أشهر، خطابًا حماسيًا في قمة روسيا - أفريقيا التي عُقدت في 28 يوليو/ تموز 2023 في سانت بطرسبرغ، وخاطب بوتين قائلًا: "الرفيق الرئيس فلاديمير بوتين". 

وتراوري، الذي ارتدى زيًّا عسكريًا مموهًا وقبعة حمراء، أعلن عن تضامنه مع بوتين، بينما أعرب الرئيس الروسي عن دعمه، ما يعكس علاقة وثيقة بين الطرفين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يعد هناك شك في أن روسيا في أفريقيا لم تعد مجرد حلم بعيد، حيث تحولت من كيان غير ملموس إلى واقع جيوسياسي بارز، يعيد تشكيل التوازنات بين القوى في جنوب البحر الأبيض المتوسط. 

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ العام 2017، شرعت موسكو في بناء شبكة نفوذ في القارة، امتدت من السودان إلى النيجر، مرورًا بليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى مدغشقر، حيث حققت روسيا ذلك من خلال تعزيز وجودها العسكري والإعلامي في سياق الصراع المتجدد بين الشرق والغرب، الذي أشعلته الحرب في أوكرانيا.

الإستراتيجية الروسية 

وأضافت "لوموند" أنه ورغم وفاة بريغوجين في حادث طائرة في 23 أغسطس/ آب 2023، استمرت روسيا في دفع إستراتيجيتها في أفريقيا، حيث تولت وزارة الدفاع الروسية، بدلًا من مجموعة "فاغنر"، إدارة النفوذ الروسي على القارة، وأطلق عليها اسم "الجيش الأفريقي" بدلًا من اسم "فاغنر" الذي أصبح يقتصر على مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.

ويشبه هذا الاسم، من حيث الإيحاءات التاريخية، "فيلق أفريقيا" الذي قادته قوات الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.

وأوضحت الصحيفة أن قدرة هذا التكوين الجديد على تكرار نجاحات "فاغنر" السابقة، التي كانت تتميز بقدرتها على دمج الموارد العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية، ما زالت موضع اختبار.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن "فاغنر" نجحت في تنفيذ إستراتيجيتها بفضل استقلالها عن البيروقراطية الرسمية، فإن عودة السيطرة المركزية تحت راية "الجيش الأفريقي" قد تطرح تحديات جديدة.

البحث عن الموارد

وترتبط زيادة اهتمام روسيا بأفريقيا جزئيًّا بأزمة أوكرانيا التي بدأت بضم القرم في العام 2014، والتي أدت إلى فرض العقوبات الغربية،  في ذلك الوقت، كانت روسيا تبحث عن مصادر دخل جديدة، مثل استغلال المعادن، ولا سيما الذهب، عبر طرق مالية غير شفافة. 

وبدأ السودان في 2017 هذه التوجهات الجديدة، ثم انتقلت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى والبلدان الأخرى في منطقة الساحل، بما في ذلك مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تزامنًا مع تصاعد الانقلابات العسكرية التي قادها ضباط مناهضون للاستعمار.

وقدمت الحرب في أوكرانيا، التي بدأت في فبراير/ شباط 2022، فرصة لتعزيز الإستراتيجية الروسية في أفريقيا، حيث أصبحت القارة مصدرًا مهمًا للأصوات في الأمم المتحدة، وشريكًا في تشكيل جبهة جنوبية ضد الغرب.

كما أعادت قمة روسيا - أفريقيا التي عُقدت في سانت بطرسبرغ في يوليو/ تموز 2023، تأكيد التزام روسيا بترويج "عالم متعدد الأقطاب"، رغم تراجع مستوى تمثيل الدول الأفريقية مقارنة بالقمة السابقة في سوتشي في 2019.

أخبار ذات علاقة

تحالفات وتكتلات.. الدب الروسي يفرض واقعا جديدا في القارة السمراء

تبدّل المواقف 

وأظهرت نتائج التصويت في الأمم المتحدة على القرارات المتعلقة بالاعتداء الروسي على أوكرانيا، أن غالبية الدول الأفريقية قد ابتعدت عن الغرب، حيث امتنعت 38% من الدول الأفريقية عن التصويت، بينما صوّتت 6% ضد القرارات، و14% لم تشارك في التصويت. 

ويعكس هذا التحول تآكل نفوذ الغرب على حلفائه التقليديين؛ ما يسهل على روسيا توسيع نفوذها.

استثمار النزاع 

وبحسب الصحيفة، تستفيد روسيا من نزاعات الشرق الأوسط، مثل الحرب في غزة، لتدعيم موقفها في أفريقيا، كما أن تبنّي روسيا لسياسات موالية للفلسطينيين قد زاد من تأييدها في شمال أفريقيا. 

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا كانت تدعم الحركات التحررية في القارة خلال الحقبة السوفيتية؛ ما يمنحها الآن نوعًا من رأس المال الرمزي.

بالمقابل، تواجه روسيا تحديات اقتصادية، حيث لا يزال اقتصادها محدودًا نسبيًا مقارنة بالدول الكبرى، ومع ذلك، فهي تهيمن على سوق الأسلحة في أفريقيا، حيث تستحوذ على 40% من السوق القاري. 

التحديات والتوقعات

ورغم أن الإستراتيجية الروسية قد تبدو فعالة في الوقت الحالي، تقول الصحيفة، إلا أن هناك تساؤلات حول استدامة هذا النفوذ، مبينة أن روسيا قد تواجه صعوبات عندما تبدأ آثار العنف والتدخلات العسكرية في التأثير سلبًا على الاستقرار في الدول التي تسيطر عليها. 

وعلاوة على ذلك، فإن روسيا قد تسعى لإنشاء قاعدة بحرية في ليبيا، وهو ما قد يشكّل تهديدًا إستراتيجيًا للغرب.

وخلصت صحيفة "لوموند" إلى أن أفريقيا تظل خطًّا جغرافيًّا إستراتيجيًّا رئيسيًّا في الصراع المتصاعد بين روسيا والغرب، حيث تتشكل ديناميات جديدة قد تُحدد مستقبل العلاقات الدولية في القارة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC