وزير الخزانة الأمريكي: يمكن أن نحصل على توقيع أوكرانيا على اتفاق المعادن خلال الأسبوع المقبل
تُخفي الغالبية العظمى من المهاجرين غير النظاميين الراغبين في الوصول إلى أوروبا حلمهم عن أقاربهم، حيث يُعتبر هذا الموضوع من المحرمات في ساحل العاج.
لذلك، تكتشف العديد من العائلات مغادرة أحد أفرادها في اليوم نفسه - أو بعد أسابيع من اختفائه المفاجئ.
من بين هؤلاء أميناتا، شابة تبلغ من العمر 26 عامًا، وتبيع الإكسسوارات والحلويات الصغيرة في كشك متنقل على جانب طريق في سوجون، إحدى ضواحي أبيدجان، تحلم بالذهاب إلى فرنسا، وهو حلم تشاركها فيه صديقتها كادي، التي تصفها بـ"أختها"، وهي أصغر منها بثلاث سنوات، وفق موقع "إنفوميجرون" الفرنسي.
معًا تخطط أميناتا وكادي للذهاب إلى المغرب ثم العبور إلى أوروبا "لم أخبر أحدًا، لا عائلتي ولا أصدقائي"، تقول أميناتًا.
لكن الرحلة لا تزال غير واضحة المعالم تمامًا؛ إذ تخطط الصديقتان للذهاب إلى المغرب، لكنهما لا تعرفان بالضبط كيف ستصلان إليه.
وبمجرد وصولهما إلى المملكة، تأملان في "العمل قليلًا" و"الحصول على تأشيرة" إلى فرنسا.
و"بهذه الطريقة، لن نضطر لعبور البحر الأبيض المتوسط"، تقول الصديقتان وكأن الأمر يبدو سهلًا.
ويعلق فريديريك أجوسي، الذي يعمل في منظمة "رياليك"، وهي جمعية إيفوارية لمكافحة الهجرة غير النظامية: "هذه المشاريع السرية للهجرة مأساة" ، مضيفا: "الشباب الإيفواريون الذين يخططون للرحيل يفعلون ذلك دائمًا تقريبًا في الخفاء، لكن الكثير منهم لا يدركون ما الذي يواجهونه، فهم لا يبحثون عن المعلومات جيدًا. إنهم لا يعرفون حقيقة هذه الرحلة".
ويُطلق على هؤلاء أيضًا اسم "كابا كابا"، وتعني حرفيًا "الذين يذهبون بسرعة"، بحسب بول أدوتي مدير ديوان بلدية سوجون.
وأضاف سوجون، أن"هؤلاء الشباب يعتقدون أن أوروبا ستمنحهم كل ما يفتقدونه هنا. إنه جيل يستعجل كسب المال في وقت قياسي، ومع ذلك، نحن نعلم أن الرحلة محفوفة بالمخاطر".
وبعد بضعة أمتار، يبدو دوران، هو الآخر، تائهًا بعض الشيء فيما يخص الطريق إلى فرنسا. لكن مغادرة ساحل العاج بالنسبة له أمر محسوم. "لقد حلمت بذلك منذ أن كنت صغيرًا"، يقول هذا الشاب البالغ من العمر 26 عامًا، والذي يعمل في جمع الخردة، وهو أب لطفلين يبلغان من العمر 5 سنوات و3 سنوات.
وعلى غرار كثيرين احتفظ دوران بمشروعه سرًا أيضًا، قائلا: "تحدثت عنه فقط مع والديّ في عام 2011، لكن لم يكن لديهما المال لمساعدتي في تمويل رحلتي، لذلك تخليت عن الفكرة مؤقتًا. أما الآن، فأدخر المال كل شهر من أجل الرحيل".
وعن سبب أن الحديث عن الهجرة من المحرمات ويتم إخفاؤه، يؤكد أجوسي أن "هذا الأمر مترسخ في العقلية الإيفوارية"، مبينا أن هناك خرافات قوية هنا تقول إنه عندما يتم الإفصاح عن مشروع الهجرة، تزداد احتمالات فشله.
أما المسار القانوني، فليس خيارًا مطروحًا لهذه الفئة، التي غالبًا ما تكون ذات مستوى تعليميا محدودا، ما يجعلها غير مؤهلة للحصول على تأشيرة، حيث يشير أجوسي إلى أن "عدد الرفض كبير جدًا لدرجة أن الشباب لم يعودوا يحاولون حتى تقديم طلب"، أما دوران، فلم يكن يعلم حتى بوجود إمكانية قانونية للسفر إلى فرنسا.