"تلغراف": قمة بوتين وكيم لقاء بين "زعماء الشر"

وصفت صحيفة "تلغراف" البريطانية القمة الثنائية، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بأنها لقاء بين "زعماء الشر".

وأشارت إلى قطار "كيم" المدرع وكيف تبادل الزعيمان البنادق وزارا منشآت عسكرية وتحدثا عن الصواريخ.

وأكملت: "بالطبع، لا يوجد إنسان شرير في نظر نفسه، بل ويقنعها بصلاحه وبحثه عن الخير للآخرين. ومن هنا جاء تصريح الزعيم الكوري بأن الجيش والشعب الروسي سيحققان بالتأكيد نصراً عظيماً في النضال المقدس من أجل معاقبة شر عظيم".

 وقالت الصحيفة: "بالتأكيد يرى الزعيمان أن الغربيين منافقون. فالغرب يحاضر دومًا عن القانون الدولي، ولكن عندما يناسبهم، يقومون بقصف العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا. كم شعر الغرب بالغضب من الاغتيالات الروسية، لكنهم استمروا في محاولة قتل فيدل كاسترو".

وأردفت: "يعتقدان بأن القيم الوطنية والتضحية والعمل الجماعي، تجعل شعوبهم أكثر سعادة من الشعوب الغربية الباحثة عن الحرية والإنتاجية الأعلى".

ووفق التقرير، فإن "الشواهد التي تثبت خطأ اعتقادات الزعيمين كثيرة: فالمقارنة بين الكوريتين اللتين نهضتا سوية بظروف مشابهة؛ واليوم، يبلغ حجم اقتصاد كوريا الجنوبية 57 ضعف حجم اقتصاد جارتها الشمالية. ويعيش شعبها حياة أطول بما يزيد على عشر سنوات، وأنهارها أكثر نظافة، وغاباتها أقل استنزافًا".

وبالمقارنة بين روسيا والولايات المتحدة، فعشية الثورة الروسية، كان عدد البلدين متساويًا تقريبًا. وبعد قرن من الزمان، وبسبب اختلاف معدلات طول العمر والهجرة والإجهاض، تتمتع روسيا بواحد من أعلى معدلات الإجهاض في العالم، وبلغ عدد الأمريكيين ضعف عدد الروس".

وأشارت "تلغراف" إلى أنه "لا يوجد شيء مثالي في عالمنا. فجميع الدول تنتهج أحيانًا معايير مزدوجة. كما يُصر البعض على أن الولايات المتحدة اكتسبت ثروتها بطريقة أو بأخرى عن طريق الحرب وليس عن طريق العقود الحرة وحقوق الملكية".

وختمت: "صحيح أيضاً أن أوكرانيا بعيدة كل البعد عن كونها ديمقراطية مثالية. لكن الأوكرانيين ما زالوا يفهمون الفارق بين الليبرالية والبوتينية، بين خضوع الزعماء للقانون، وبين الزعماء الذين يشكلون القواعد؛ وها هم يقاتلون من أجله".

المصدر: صحيفة تلغراف البريطانية