تظاهرات في إسرائيل احتجاجا على عودة بن غفير للحكومة
في تصعيد جديد يثير القلق في أوروبا وأوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سعي بلاده لإنهاء الحرب مع أوكرانيا، لكنه لم يستبعد إمكانية اللجوء إلى استخدام صواريخ باليستية فرط صوتية من طراز "أوريشنيك" الروسي الصنع، في حال استدعت الحاجة لذلك.
وقال بوتين إن روسيا "ليست متعجلة" لاستخدام هذه الأسلحة، لكنه أضاف أنها قد تستخدمها "اليوم أو غدًا" إذا لزم الأمر، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لاستخدام أسلحة متوسطة المدى أقوى إذا استدعى الوضع.
تصريحات بوتين أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط الأوروبية والأوكرانية، حيث فُهمت على أنها تهديد قوي ليس فقط لأوكرانيا، بل للغرب بأسره.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس جدًا بالنسبة لأوكرانيا، التي تسعى للحصول على ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) لضمان عدم تعرض أراضيها للتهديد الروسي في حال إتمام الصفقة الأمريكية المحتملة، التي قد تسهم في خفض التوتر بين موسكو وواشنطن.
وبحسب الخبراء في الشؤون الروسية، فإن تصريحات بوتين ليست مجرد تهديد عسكري، بل هي جزء من استراتيجية دبلوماسية تهدف إلى إجبار الغرب على التراجع عن دعم أوكرانيا.
وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، الدكتور سمير أيوب، لـ"إرم نيوز" إن موسكو منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا كانت دائمًا تشير إلى أنها تسعى لإنهاء النزاع وأنها لم ترغب في خوضه من الأساس.
وأضاف أن روسيا وضعت عددًا من المطالب الأساسية لإيقاف الحرب، أهمها أن تكون أوكرانيا دولة منزوعة السلاح، وأن تلتزم بعدم الانضمام إلى حلف الناتو أو توقيع أي اتفاقات عسكرية مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن موسكو تؤكد أنها مستعدة لإنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا فور ضمان هذه المطالب.
وأوضح أن تصريحات بوتين بشأن صواريخ "أوريشنيك" تحمل دلالات مهمة، إذ تعني أن روسيا قد تلجأ إلى التصعيد العسكري إذا استمرت الهجمات على أراضيها، وخاصة إذا تعرضت بنيتها التحتية أو مصالحها الاستراتيجية للخطر.
ولفت إلى أن روسيا لا تزال تركز على ضرورة نزع سلاح أوكرانيا والضغط عليها للجلوس على طاولة التفاوض، سواء عبر التفاوض السلمي أو عبر الخيار العسكري، الذي قد يتضمن استخدام الأسلحة الثقيلة مثل صواريخ "أوريشنيك".
من جانب آخر، أشار المحلل السياسي إلى أن روسيا قد تتوقع تدخلات غربية جديدة في دول أخرى مثل بيلاروسيا، التي تشهد انتخابات قريبًا، حيث يعتقد الكرملين أن الغرب قد يحاول زعزعة الاستقرار هناك من خلال التحريض على الاحتجاجات ضد الحكومة.
كما نبّه إلى التوترات في جمهورية مولدوفا، التي أصبحت مصدر قلق لروسيا بسبب تحريض الحكومة الموالية للغرب ضد الأقلية الروسية في البلاد، مؤكداً أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تم تهديد مصالحها في هذه البلدان، ما قد يؤدي إلى توسيع نطاق النزاع ليشمل دولًا أخرى في المنطقة.
بدوره، يرى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، أن تصريحات بوتين رسالة واضحة من موسكو تهدف إلى إجبار كييف على الاستسلام والقبول بشروط روسيا لوقف العملية العسكرية.
وأكد البني لـ"إرم نيوز" أن الشروط الروسية واضحة، حيث تطالب موسكو بأن تكون أوكرانيا دولة منزوعة السلاح، وأن تمتنع عن الانضمام إلى الناتو أو أي تحالفات مع الغرب.
وأوضح أن هذه الشروط تعني فعليًا استسلام أوكرانيا، ولذلك يصر بوتين على إتمام هذه العملية عبر التفاوض القوي، مشيرًا إلى أن روسيا قد تستضيف محادثات سلام في سلوفاكيا.
وأشار البني إلى أن روسيا لن تتردد في استخدام جميع أنواع الأسلحة المتاحة لها لإجبار أوكرانيا على القبول بشروطها، مؤكدًا أن "السلام بالقوة" هو الخيار الروسي في الوقت الحالي.
وأضاف أن هذا المصطلح، الذي يتم تداوله في الأوساط الروسية، يعود إلى تجارب سابقة، مثل الهجوم على جورجيا في عام 1992، حيث استخدمت روسيا الردع العسكري لتأمين مصالحها، وهو ما تحاول موسكو تكراره اليوم في أوكرانيا.