برلين تحضّ على "حل دبلوماسي" عشية المباحثات بين واشنطن وطهران
وجهت صحيفة "كيهان" التابعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، الخميس، انتقادات لاذعة للرئيس مسعود بزشكيان ومستشاريه.
جاء ذلك على خلفية حديث بزشكيان مع شبكة "NBC" الأمريكية، التي أكد فيها، الأربعاء، أن "طهران لم تكن لديها نية لمعاقبة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ولم تخطط لاغتيال لا في السابق، ولن تكون لديها مثل هذه النية في المستقبل".
واعتبرت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "السيد بزشكيان! ترامب إرهابي، وعقوبته مؤكدة"، أن "تصريح رئيس الجمهورية يتعارض مع الموقف الرسمي للمرشد الأعلى الإيراني، الذي أكد ضرورة معاقبة المسؤولين عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني".
يُذكر أن إيران تعهدت سابقًا على لسان كبار قادتها السياسيين والعسكريين من بينهم الحرس الثوري بالانتقام من مرتكبي هذا الاغتيال في الوقت المناسب.
ووصفت الصحيفة الإيرانية موقف بزشكيان بأنه "مثير للجدل"، لافتة إلى أن مثل هذه المواقف تعد "تنازلاً واضحًا عن مواقف إيران الثابتة تجاه اغتيال سليماني، الذي يُعد رمزًا وطنيًا".
وقالت الصحيفة إن "تناقض تصريحات الرئيس بزشكيان مع خطاب المرشد الأعلى، الذي أكد في عامي 2020 و2022، ضرورة الانتقام من جميع المسؤولين عن اغتيال سليماني، سواء المنفذون أو الآمرون، وقال خامنئي في حينها "القاتل والآمر سيواجهان انتقامًا في الوقت المناسب، ولن ننسى دماء سليماني".
وذكرت الصحيفة أن "تصريحات بزشكيان تزامنت مع صدور تقارير منظمات معادية لإيران، مثل "اتحاد ضد إيران النووية (UANI)"، التي دعت إلى إجراءات أكثر صرامة ضد طهران، ما جعل توقيت تصريحاته محط تساؤل كبير".
وأضافت أن "إشارات الرئيس بزشكيان الإيجابية تجاه الغرب لم تؤدِ إلى أي تنازلات أو تحركات إيجابية، بل زادت من التصعيد والعقوبات".
كما سلط التقرير الضوء على مستشاري الرئيس الإيراني، وقالت إن "بزشكيان اعتمد على مستشارين وصفوا بأنهم "غير أكفاء"، ولهم سجل مليء بالفشل في التعامل مع السياسات الخارجية خلال حكومات سابقة، مثل حكومتي روحاني ورفسنجاني".
وأشارت إلى أن هؤلاء المستشارين يكررون نفس الأخطاء التي قادت البلاد إلى أزمات سياسية واقتصادية.
وأشارت صحيفة "كيهان" إلى أن تصريحات بزشكيان تعكس ازدواجية في المواقف بين الحكومة ووزارة الخارجية، إذ تتبنى الوزارة مواقف أكثر انسجامًا مع توجهات النظام، في حين تبدو الحكومة وكأنها تسير في اتجاه مختلف، منوهة إلى أن "هذه الازدواجية قد تُضعف المفاوضين الإيرانيين في أي حوارات محتملة مع القوى الدولية".
وفي نهاية التقرير، دعت "كيهان" الرئيس بزشكيان إلى إعادة تقييم مواقفه، والابتعاد عن التأثيرات السلبية للمستشارين الذين ثبت فشلهم، مشددة على أن حسن نية إيران تجاه الغرب لم تؤدِ إلا إلى مزيد من الاستفزازات، معتبرة أن التنازلات تُفسر غالبًا كعلامة ضعف.
وتأتي تصريحات بزشكيان في توقيت حساس، وسط ضغوط دولية وداخلية متزايدة، ما يجعلها محط انتقاد واسع وتثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على تبني مواقف تتماشى مع تطلعات الشعب وسياسة النظام.