مساعد بوتين: الرئيس الروسي يولي اهتماما كبيرا بكل القضايا خلال الحوار مع واشنطن
رأت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن أوكرانيا تمكنت من خلال "دبلوماسية بارعة" من أن تحول الأنظار نحو موسكو وتضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام "قرار مؤلم".
وسلط تقرير للصحيفة الضوء على طبيعة الرد المرتقب للرئيس الروسي على اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا الذي قدمته واشنطن ووافقت عليه أوكرانيا.
ورأت أن بوتين لا يريد وقف إطلاق النار، ولا عودة تدفق الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية الأمريكية إلى كييف، محذرة من "مستوى أعلى من مكر الرئيس الروسي".
وبحسب الصحيفة، يُعد مقترح وقف إطلاق النار "نصرًا عظيمًا" لأوكرانيا، حيث لم يستغرق وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سوى 30 ثانية لتحويل الضغط الأمريكي بعيدًا عن أوكرانيا نحو روسيا.
ومع إعلانه عن استعداد أوكرانيا للالتزام بوقف فوري لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، أكد روبيو أن "الكرة الآن في ملعب روسيا".
ويأتي ذلك رغم أن روبيو كان يتحدث بعد 11 يومًا فقط من إقصاء الرئيس دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من البيت الأبيض، قبل أن يقطع إمدادات الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، متعمدًا تعظيم تعرض أوكرانيا للهجمات الروسية.
وبموافقتها على وقف إطلاق النار، شريطة أن تحذو روسيا حذوها، وموافقتها على مفاوضات "سلام دائم"، قدمت أوكرانيا ما يكفي يوم الثلاثاء لإعلان أمريكا عن الاستعادة "الفورية" لتبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدة الأمنية.
وأضافت الصحيفة أنه "ظاهريًّا، قد تبدو نتيجة محادثات جدة بمثابة انقلاب غير عادي في الموقف الأمريكي، لكن الحقيقة تحت السطح أكثر تعقيدًا".
وأوضحت أنه "رغم كل هذا الضجيج والغضب، يبدو أن واشنطن تتبع الخطة التي نشرها العام الماضي الجنرال كيث كيلوج، مبعوث ترامب الحالي إلى أوكرانيا".
وقالت إنه يمكن تلخيص هذه الخطة على النحو التالي: الضغط على الأوكرانيين حتى يوافقوا على وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سلام، ثم الضغط على الروس حتى يبادلوا الموقف نفسه.
وتوقعت الصحيفة أن يتردد الرئيس بوتين بشدة في قبول وقف إطلاق النار في اللحظة التي تتقدم فيها قواته أخيرًا نحو أبرز النقاط الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية.
وأكدت أن التسلسل الذي يفضله بوتين هو أن يكون وقف إطلاق النار الخطوة الأخيرة، بعد تسوية كل شيء آخر، ما يسمح للروس بمواصلة الضغط العسكري بكل قوة لانتزاع تنازلات من أوكرانيا طوال أي مفاوضات.
من جهته يريد روبيو من موسكو أن تفعل العكس تمامًا، وأن توقف القتال في وقتٍ لا تزال فيه أوكرانيا تسيطر على ما يقرب من 100 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية كورقة مساومة تقايضها ببعض أراضيها.
وإذا رفضت روسيا هذا العرض، فسيكون أمام أمريكا خيار واضح، كما هو موضح في خطة كيلوج، وهو زيادة الضغط على الكرملين من خلال تقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.
ورجحت الصحيفة أن تتظاهر روسيا بقبول "عرض جدة"، وتفعل ما يكفي لمنع أمريكا من تجديد دعمها لأوكرانيا، بينما تنتهك في الواقع وقف إطلاق النار، وتجد طريقة لإلقاء اللوم على زيلينسكي.