تطوير المسيّرات.. هل يحسم الصراع في أوكرانيا؟

مع ارتفاع وتيرة الاعتماد على  الطائرات المسيّرة من قبل طرفي الحرب في أوكرانيا، قال خبيران عسكريان إن هذا السلاح محدود، لكنه قادر على تحقيق أهداف مؤثرة من دون حسم المعركة لصالح أي طرف.

وقال الباحث في الشؤون العسكرية أندريه ميخييف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن كثرة استخدام المسيّرات في الحرب بأوكرانيا منحت هذا السلاح مكانة قائمة الأسلحة الأكثر تطورا.

وعلى الرغم من الاعتماد على  المسيّرات بشكل كبير في الحرب، أكد ميخييف الحاجة إلى تطوير هذه الأسلحة بشكل أكبر.

ويرى أن أوكرانيا لجأت إلى الاعتماد على المسيّرات لضرب العمق الروسي لأسباب تتعلق بتكلفتها ودقتها، إضافة لكون استخدام الصواريخ قد يأخذ الصراع إلى اتجاه آخر.

وأكد ميخييف أن أوكرانيا "من هذه النقطة تستخدم هذا السلاح يوميا كالذخيرة الفردية، وتحاول ضرب أهداف معينة مثل مصافي النفط التي تشتعل بسهولة، بينما تعتمد روسيا على المسيّرات لضرب تحصينات العدو كالدبابات بدلا من استعمال الصواريخ الضخمة".

ولفت إلى أن هذا "السلاح مزعج، ويرفع من التصعيد خاصة لتنوع بنك الأهداف".

 وختم: "الموضوع يتوسع على مستوى العالم، فكما كانت تفتخر بعض الدول بقوتها في صناعة الطائرات والقنابل والآليات، نجد حالة من التنافس بين الدول على ابتكار مسيرات رخيصة الثمن، وفي الوقت نفسه تحمل ذخيرة كبيرة ومتطورة تكنولوجيا".

غير حاسمة

في المقابل، يستبعد الخبير العسكري فيكتور جولوفانوف، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "تكون هذه المسيرات حاسمة للمعارك واعتبارها سلاحا فتاكا ونوعيا؛ لأنها وصلت إلى سقفها من التطوير والتأثير الحربي، وإلا ستتحول إلى صاروخ في النهاية وتسقط عنها صفة السلاح الخفيف القادر على الطيران والمناورة".

وقال جولوفانوف :" المسيّرة عموما هي آلية طائرة مزودة بذخيرة محدودة، وتطير بسرعة معينة، وعلى ارتفاعات منخفضة، وبهذا يصعب التقاطها عبر الرادارات، وإذا تغيرت أي صفة من الصفات التي ذكرتها لن تكون مسيّرة بعد ذلك ويسهل إسقاطها".

وأضاف: "يمكن تطويرها  وتحسين مناورتها لخداع الرادارات وغير ذلك؛ فهي محدودة، وهذا ما يُضعف تحولها إلى سلاح نوعي قادر على حسم معارك بكاملها".

وعزا جولوفانوف الاعتماد عليها بكثرة بالحرب في أوكرانيا إلى طبيعتها وصعوبة إسقاطها وثمنها القليل مقارنة بالصواريخ، إضافة لقدرتها على الوصول إلى أهداف محددة وصغيرة.

وأكد أن المسيّرات لن تكون بديلة عن الطائرات المقاتلة.