مستشار الأمن القومي الأمريكي لـ"فوكس نيوز": أعتقد أن نقل الفلسطينيين خارج غزة فكرة "عملية للغاية"
عززت صربيا إنفاقها العسكري بشكل لافت في السنوات الأخيرة؛ ما يطرح تساؤلات عن دلالات هذه الخطوة وسط سياق إقليمي ودولي متوتر.
وتساءل العالم السياسي الخبير في شؤون غرب البلقان، ألكسندر روتيرت، في تحليل نشره موقع "دويتشه فيللي" الألماني عن السب الذي دفع بصربيا إلى استثمار مبالغ ضخمة في إعادة التسلح في السنوات الأخيرة، لتصبح أكبر قوة عسكرية في غرب البلقان؟.
ومنطقة البلقان، الواقعة في جنوب شرق أوروبا، تُعرف تاريخيًا بلقب "برميل بارود أوروبا"، وذلك بسبب تاريخها الطويل من التوترات العرقية والدينية والسياسية.
وقال إن صربيا عززت إنفاقها العسكري في السنوات الأخيرة بشكل يثير مخاوف الدول المجاورة، كوسوفو والبوسنة والهرسك، مشيرا إلى تحذيرات رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني ونظيرها البوسني دينيس بشيروفيتش من سيناريو يتمحور حول تحضير صربي لحرب ضد بلديهما.
ففي مقابلة تلفزيونية في سبتمبر الماضي، حذرت عثماني من أن هناك أملاً في انضمام غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، "لكن الشرط المسبق لذلك هو التعامل مع صربيا على حقيقتها: دولة تابعة لروسيا تعمل على تعميق تعاونها العسكري والاقتصادي والسياسي مع روسيا" وفق تعبيرها.
كما حذر بشيروفيتش من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي مما وصفه بأن قيادة جمهورية صربيا تهدد مرة أخرى سيادة وسلامة أراضي البوسنة والهرسك".
جولة تسوق لشراء الأسلحة
وقال الكاتب "كانت بلغراد لسنوات تستثمر بشكل كبير في قواتها المسلحة، وتشتري أسلحة حديثة مثل الطائرات المقاتلة الفرنسية وطائرات الهليكوبتر الهجومية الروسية، والتي أشاد بها الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش باعتبارها "دبابات طائرة".
كما اشترت أنظمة دفاع جوي صينية، والتي تم نقلها جواً من بكين إلى بلغراد بعد وقت قصير من بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وكانت هناك أيضًا تقارير تفيد بأن صربيا حصلت من إيران على آلاف الطائرات دون طيار من النوع الذي تستخدمه روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
ولاحظ الكاتب أن الهيمنة العسكرية الصربية في المنطقة تتجلى في أسطولها الذي يضم 250 دبابة قتالية، وهو ما يفوق أسطول جميع جمهوريات يوغوسلافيا السابقة مجتمعة (في المقارنة، تمتلك القوات المسلحة الألمانية 295 دبابة) بينما تحتل كرواتيا المرتبة الثانية في يوغوسلافيا السابقة بـ 75 دبابة، والبوسنة الثالثة بـ 45 دبابة، ومقدونيا الشمالية الرابعة بـ 31 دبابة، ولا تمتلك الجبل الأسود ولا كوسوفو أي دبابة على الإطلاق.
وهذا أحد الأسباب التي جعلت القوات المسلحة الصغيرة ولكن المتنامية في كوسوفو مجهزة بطائرات دون طيار تركية من طراز "بايراكتار" حصلت عليها العام الماضي و250 نظاماً أمريكياً مضاداً للدبابات من طراز "جافلين" حصلت عليها هذا العام.
وأضاف أن ما يثير التساؤل حول السبب الذي دفع بلغراد إلى تخزين هذا الكم الهائل من الأسلحة في السنوات الأخيرة وهي التي كانت تعاني حتى عام 2015 من خطر التحول إلى الإفلاس، فهل يخطط الرئيس فوتشيتش لمهاجمة جيران صربيا، كما اقترح رئيس كوسوفو؟
واتهم الكاتب القيادة الصربية بأنها تدفع بمشروع معروف باسم "العالم الصربي" ـ وهو نسخة مخففة قليلاً من أيديولوجية "صربيا الكبرى" التي تبناها الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش ـ والذي قوبل باستجابة إيجابية من جانب الصرب في كوسوفو والبوسنة والهرسك المجاورتين.
وقال إن العديد من كبار أعضاء حكومة صربيا خدموا تحت قيادة ميلوشيفيتش،الذي توفي عام 2006 في زنزانته في مركز احتجاز تابع للمحكمة الدولية في لاهاي، بمن في ذلك الرئيس ألكسندر فوتشيتش ووزير الداخلية إيفيتسا داتشيتش، وكلاهما قاد في وقت ما فريق الدعاية التابع لميلوشيفيتش
هل تلوح الحرب في الأفق؟
وقد أدى تزايد التوتر بين كوسوفو وصربيا في بعض الأحيان إلى إغلاق الحدود بين البلدين في السنوات الأخيرة؛ ما حدا بواشنطن في أغسطس إلى ارسال ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الذي سافر إلى البوسنة والهرسك خصيصاً لوقف الأنشطة الانفصالية التي يقوم بها زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك.
اتخذ دوديك بالفعل عدة خطوات نحو إعلان استقلال "جمهورية صربسكا"، ما حدا بالساسة في العاصمة البوسنية سراييفو إلى توقع قيام "جمهورية صربسكا" بالضغط من أجل الانفصال. وإذا أدى هذا إلى صراع مسلح وإذا تعرض الصرب البوسنيون لضغوط عسكرية، فمن المحتمل تمامًا أن ترسل بلغراد دباباتها إلى البوسنة لدعم الصرب البوسنيين.
كيف سترد إدارة ترامب؟
من غير الواضح تمامًا كيف سترد الولايات المتحدة على مثل هذا الموقف في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب؛ إذ إن أحد المرشحين البارزين لمنصب وزير الخارجية في عهد ترامب هو السفير الأمريكي السابق في ألمانيا ريتشارد جرينيل الذي لديه مع صهر ترامب، جاريد كوشنر، مصالح تجارية كبرى في صربيا.