الكرملين: موسكو وافقت على ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود
اعتبر محللون سياسيون فرنسيون أن الحزب الاشتراكي تعرض لنكسة سياسية قاسية ووقع في "الفخ السياسي"، بعد فشله في محاولة لتمرير مذكرة سحب الثقة ضد الحكومة.
وذكروا لـ"إرم نيوز" أن رئيس الوزراء فرانسوا بايرو استغل الفرصة لكشف تناقضاتهم الداخلية وتعميق الخلافات بينهم، وهو ما أدى إلى انسحاب نواب الحزب من قاعة البرلمان، بعد تعرضهم لانتقادات حادة، حتى من حلفائهم في اليسار.
وقال الدكتور بيير لوران، الباحث في معهد الدراسات السياسية "Sciences Po"، إن "الاشتراكيين وقعوا في فخ سياسي خطير من صنع أيديهم، إذ لم يحظَ اقتراحهم لإسقاط الحكومة بدعم كافٍ".
وأشار في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن الاقتراح "أظهر ضعفهم في مواجهة الحكومة، خاصة بعد أن استغل فرانسوا بايرو الموقف للهجوم عليهم مباشرة".
واعتبر الدكتور لوران أن الصراعات الداخلية لليسار جعلت مبادرتهم تبدو كتحرك استعراضي أكثر منه خطوة سياسية مدروسة.
من ناحيته، قال الدكتور فنسنت مارتينيز، الخبير في مركز أبحاث السياسة العامة (Fondation Jean-Jaurès)، إن "المبادرة كانت رمزية أكثر منها عملية، إذ لم تكن هناك فرصة حقيقية لإسقاط الحكومة، بل أدت فقط إلى كشف الانقسامات داخل المعسكر اليساري، ما أضر بصورة الاشتراكيين أمام الرأي العام".
وبيّن في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الاستراتيجية الاشتراكية كانت تفتقر إلى أي حسابات تكتيكية واقعية، وكان من الواضح أن الحزب لم يحصل على دعم كافٍ من بقية أطراف المعارضة، وهذه الحادثة تعكس ضعف الاشتراكيين المتزايد داخل المشهد السياسي الفرنسي.
واعتبر الدكتور مارتينيز أن هذا الإخفاق يؤكد استمرار معاناة الحزب الاشتراكي في إيجاد موقعه داخل المشهد السياسي الفرنسي، وسط تصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية واستمرار هيمنة الحكومة على القرارات البرلمانية.
وشهدت الجمعية الوطنية، يوم أمس الأربعاء، فشلًا ذريعًا لمذكرة سحب الثقة، التي قدمها الحزب الاشتراكي، إذ لم تحصد غير 181 صوتًا، في حين كان المطلوب 289 صوتًا لإسقاط الحكومة.
ولم يكن ذلك الفشل مجرد إخفاق برلماني، بل تحول إلى إحراج سياسي كبير للحزب، فقد استغل رئيس الوزراء فرانسوا بايرو الفرصة لشن هجوم لاذع على الاشتراكيين، خصوصًا على زعيمهم أوليفييه فور.
وفي بداية الجلسة، دافعت النائبة الاشتراكية عايدة حديزاد عن نص المذكرة، متهمة الحكومة بـ"الخضوع بدلًا من المواجهة" أمام اليمين المتطرف.
لكن بايرو رد بقوة، واصفًا المذكرة بأنها "أكثر مذكرات سحب الثقة سطحية في التاريخ البرلماني"، مؤكدًا أنها مجرد "مذكرة سحب ثقة صورية" لا تهدف إلا إلى تسجيل موقف سياسي دون جدوى، وهو ما أثار غضب نواب الحزب الاشتراكي، الذين قرروا مغادرة قاعة البرلمان احتجاجًا.
فيما دافع أمين عام الحزب الاشتراكي أوليفييه فور عن موقف حزبه بعد جلسة البرلمان "الساخنة"، مؤكدًا أن "رئيس الوزراء اختار أسلوب المواجهة والاستفزاز بدلاً من النقاش الجاد"، واصفًا هجوم بايرو بأنه "مبالغ فيه وغير لائق".
وعلى الرغم من أن ذلك التحرك لم يؤدِ إلى أي تغيير في موازين القوى داخل البرلمان، فإنه كشف عمق الأزمة التي يعاني منها الحزب الاشتراكي في إيجاد موقعه داخل المشهد السياسي، وسط هيمنة الحكومة وتصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية.