الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف لمبان في الأحياء الشمالية لمدينة رفح
توقع خبراء في القضايا الدولية، توقف مسلسل "الرد المتبادل" بين إسرائيل وإيران، خلال الفترة المقبلة على الأقل، بسبب إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تبعد باحتمالية "رد" قريب من طهران.
وأكدوا أن إيران وإسرائيل ملتزمتان بخفض التصعيد المتفق عليه من 40 عامًا، بتجنب أي مواجهة مباشرة حقيقية بين البلدين.
وأوضح الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الرد الإسرائيلي يحمل شكلًا من الرضاء المتبادل بين طهران التي تروج إلى أن دفاعتها تصدت للضربة وحققت إنجازًا كبيرًا، وتل أبيب التي تؤكد أنها حققت أهدافها خلال الرد.
واعتمد محللون في استبعاد استكمال "الرد المتبادل" في هذه الفترة، إلى أن الضربة الإسرائيلية كانت محدودة وبسيطة وجزئية وليست قوية ولم تنفذ "تل أبيب" التهديدات الخاصة بـ"رد" يستهدف منشآت نووية أو نفطية أو اقتصادية إيرانية.
ويقول الخبير في الشؤون الإيرانية، د.محمد المذحجي، إن هناك عدة اعتبارات دولية وأيضًا ما بين طهران وتل أبيب، تجعل مسلسل "الرد والرد المتبادل"، ينتهي أو يتوقف حتى لو كان لمدة زمنية في الفترة المقبلة.
وأكد المذحجي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "الرد" الإسرائيلي، ضربة "تمثيلية" مثل الضربة الإيرانية السابقة على إسرائيل، مشيرًا إلى أن طهران، كانت نسقت مع الجانب الإسرائيلي، قبل التنفيذ بأكثر من 12 ساعة، عبر الولايات المتحدة الأمريكية، مثلما حدث في هذا السيناريو، عبر مرات سابقة بينهما.
وذكر أن ما يحدث في هذا الإطار، يؤكد أن إيران وإسرائيل ملتزمتان بخفض التصعيد المتفق عليه منذ 40 عامًا، بتجنب أي مواجهة مباشرة حقيقية بين البلدين وأن يبقى الصراع على أراض خارجهما.
واستكمل المذحجي قائلًا إن "من ضمن الاعتبارات التي قد تحكم الردود عند هذا المستوى، الوجود العسكري الروسي على الأراضي الإيرانية والمنظومات الروسية الموجودة هناك وبكوادر من الجيش الروسي، وما يقابلها من منظومات دفاعية أمريكية بخبراء جاؤوا من واشنطن إلى إسرائيل".
وأشار إلى أن ذلك يعني أن أي تصعيد بين طهران وتل أبيب، محكوم بالتنسيق الروسي الأمريكي؛ ما يعتبر قائمًا بالفعل، ليس في الشرق الأوسط فقط، ولكن في بقع أخرى في العالم، لتفادي أي مواجهة مباشرة بين موسكو وواشنطن.
وقال إن "الانتخابات الأمريكية تبعد باحتمالية أي رد قريب من طهران، لأن أي صراع عسكري في الشرق الأوسط، سيعطي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، حتمية الفوز على حساب هاريس التي تعتبر جزءًا مهمًّا من الإدارة الأمريكية الحالية".
وأكد أن هذه الضربة لم تُحدث أي أضرار، وإن حدث فقد كانت طفيفة، وإيران تروج بأن دفاعتها تصدت للضربة وحققت إنجازًا كبيرًا، وإسرائيل تؤكد أنها حققت أهدافها، إذن لا داعي للتصعيد، بعد أن حققت كل الأطراف أهدافها التي تريد التباهي بها".
ويرجح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني د.نبيل الحيدري، عدم قيام طهران بـ"الرد" على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، لا سيما أنها كانت محدودة وبسيطة وجزئية وليست قوية في وقت كانت تحمل فيه التهديدات.
وتوعدت إسرائيل، باستهداف منشآت نووية أو نفطية أو اقتصادية إيرانية، أو القيام بتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات مهمة أو ضرب مواقع مهمة تخص "الحرس الثوري".
وأوضح "الحيدري" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل قد أبلغت إيران بوقت الضربة وحجمها والتسريبات كشفت ذلك، بأنه تم توصيل رسائل فحواها، أن الضربة ستكون محدودة، خلافًا عما كانت تهدد به إسرائيل، طوال الفترة الماضية، من أنها ستوجه ضربة قوية، وستصل إلى المنشآت النووية والنفطية.
وأشار الحيدري إلى أن المعادلة بين إسرائيل وإيران، مرسومة بينهما بالحدود التي لا يجب تجاوزها، والدليل على ذلك، عدة مواقف منها أن أمريكا عندما كانت تجهز لاغتيال القائد السابق لـ "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، طلبت من إسرائيل مساعدتها، لكن الأخيرة رفضت المشاركة في هذه العملية، حتى لا يتم تجاوز حدود "المعادلة" حتى لو كان ذلك، بحضور واشنطن ذاتها.
ولفت الحيدري إلى أنه بجانب "المعادلة" المحاطة بخطوط بين تل أبيب وطهران، فإن خروج الرد الإسرائيلي بهذا الشكل، حمل دورًا مهمًّا من جانب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كان يرفض تمامًا أي "انفلات" حتى لو كان "شكليًّا".
وأشار إلى أن لذلك عدة انعكاسات في ظل نهاية ولايته الرئاسية وحلول الانتخابات الأمريكية بين نائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.