logo
العالم

تسليح كييف.. مخزون الغرب ينفد وبريطانيا تشعل "الضوء الأحمر"

تسليح كييف.. مخزون الغرب ينفد وبريطانيا تشعل "الضوء الأحمر"
وزير القوات المسلحة البريطانية، لوك بولارد
26 سبتمبر 2024، 1:34 م

في الوقت الذي تزوّد فيه بريطانيا أوكرانيا بالأسلحة المتطورة من صواريخ بعيدة المدى «ستومر»، ومنصات إطلاق صواريخ وحتى طائرات دون طيار، خرج لوك بولارد وزير القوات المسلحة البريطاني، في الساعات الماضية، يُدلي بتصريحات تحمل الكثير من الدلالات والمعاني الخفية بشأن استمرارية الغرب في دعم أوكرانيا ضد روسيا.

وقال وزير القوات المسلحة البريطاني لوك بولارد، إن الحلفاء الغربيين لم يبقَ لديهم أي شيء من المعدات العسكرية تقريبًا في مخزونهم لتسليمه إلى أوكرانيا، وإن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على زيادة إنتاج الأسلحة بين الغرب وكييف كجزء من إستراتيجية طويلة الأجل من شأنها الحفاظ على إمدادات موثوقة من المعدات المتجهة إلى البلاد.

وتزامنًا مع هذه التصريحات، أثيرت المخاوف مُجددًا على الساحتين السياسية والعسكرية الأوكرانية من احتمالية توقف الإمدادات الغربية لكييف، وتأثير هذه الخطوة على وقف الهجوم الروسي داخل الأراضي الأوكراني. وأكد المراقبون أن الغرب وما يعانيه من أزمات في نقص المعدات العسكرية ليس وليد الحرب الروسية الأوكرانية، وإنما ترجع هذه الأزمة منذ الحرب العالمية الثانية، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فهما ما زال لديهما ترسانة متنوعة من الأسلحة المختلفة.

وطرحت «إرم نيوز» على الخبراء والمحللين، العديد من التساؤلات التي أدلت بظلالها في أعقاب تصريحات وزير القوات المسلحة البريطاني، ولعل أبرزها دلالاتها في هذا التوقيت، وما إذا كان الوقت قد حان لرفع الغرب أيديهم عن دعم أوكرانيا، وأيضًا مصير القدرات الأوكرانية حال توقف الإمدادات العسكرية الأوروبية في حربها مع روسيا.

بدايةً، قال د. عادل محمود، أستاذ العلاقات الدولية، والخبير في الشؤون الأوروبية، إن الغرب لم يُحقق أي من أهدافه منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، ورغم ذلك لا يُمكن الجزم بفشلها بسبب استمرار المحاولات الأوروبية لمساعدة ومساندة كييف في هزيمة الدب الروسي، ومنع تزايد نفوذه في المنطقة وتشكيل تحالفات آسيوية وتحديدًا مع كوريا الشمالية تارة وإيران تارة أخرى، وهو الهدف الأساسي الذي يسعى إليه حلف الناتو، مهما كلفه من أموال طائلة، رغم الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها دولة حتى الآن.

وأكد الخبير في الشؤون الأوروبية، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن تصريحات وزير القوات المسلحة البريطاني، وإن تأخرت إلا أنها جاءت في توقيت مناسب، خاصة في ظل تنامي التهديدات التي تطرق أبواب القارة العجوز، والتي بدأت في أعقاب صعود أحزاب أقصى اليمين وتحديدًا في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية.

وتابع أستاذ العلاقات الدولية: «أبرز الأزمات التي تهدد دول الناتو هي الأزمات العسكرية، ونقص التمويل العسكري، وتحديث المعدات العسكرية، وأن الحرب الأوكرانية فاقمت هذه المشكلات بشكل ملحوظ، بعد التعهدات الأوروبية لكييف بدعمها وتنفيذ هذه التعهدات على أرض الواقع، من خلال توريد الأسلحة الإستراتيجية للكثير من الدول، في سبيل إبعاد التهديدات الروسية عنها، إلا أن هذا تسبب في نتائج عكسية لا تُحمد عُقباها، وهو ما حاول التحدث فيه وزير القوات المسلحة البريطاني، ولكن بطريقة غير مباشرة».

وأشار د. عادل محمود، أستاذ العلاقات الدولية، والخبير في الشؤون الأوروبية، إلى أن بعض دول أوروبا بدأت بالفعل تخفيض مساعدتها لكييف، وتحديدًا ألمانيا، والتي قررت خفض مساعدتها من 8 إلى 4 مليارات دولار في العام المقبل، بسبب ما تعانيه من أزمات في كافة المجالات، وأيضًا فرنسا قد تخطو هذه الخطوة، خلال الأيام المقبلة، بسبب الأحداث التي تشهدها ومعارضة دعم كييف على حساب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها باريس.

من جهته، قال طالب العواد، المحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الأوروبية، إن بريطانيا لن ترفع أيديها عن الدعم الأوكراني - ماديًا وعسكريًا - على الرغم من تصريحات وزير القوات المسلحة البريطاني لوك بولارد، والتي تتناقض مع سباق التسليح الأمريكي البريطاني لأوكرانيا، باعتبارها قوى عظمى في مجال التسليح والتصدير للدول الأوروبية الأخرى.

أخبار ذات علاقة

تحليل عسكري.. ما مكاسب روسيا من السيطرة على أوغليدار؟

 

وتابع المتخصص في الشؤون الأوروبية في تصريحات لـ«إرم نيوز»: «إذا نظرنا إلى أبرز الدول الداعمة عسكريًا وماليًا لكييف، نجدها أمريكا وبريطانيا، فخلال الأيام الماضية أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي أعلن عن تقديم مساعدات عسكرية لكييف تشمل ذخائر لراجمات صواريخ نوعيه «هايمارس» بالإضافة إلى القنابل العنقودية والتي تقدّر بـ 375 مليون دولار، وبذلك وصل إجمالي عدد المساعدات الأمريكية المقدمة لكييف حوالي 177 مليار دولار منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضًا الحال بالنسبة لبريطانيا، حيث دعمت كييف، مؤخرًا، بحوالي 650 صاروخًا خفيفًا وربع مليون قطعة ذخيرة، وصواريخ من نوع بريمستون».

وأشار المحلل السياسي في تصريحاته، إلى أن وزير القوات المسلحة البريطانية توضح مدى الخوف الأوروبي من صمود الدب الروسي في أرض المعركة، واقتراب هزيمة القوات الأوكرانية، خاصة بعد تدمير مخازن الأسلحة الأوروبية التي عثرت عليها روسيا أثناء سيطرتها على إحدى قرى كورسك التي تسطير عليها قوات كييف، وأن هذه الواقعة ليست الأولى والتي تحرم فيها كييف من الاستفادة من الأسلحة الغربية الإستراتيجية التي تقوم بتخزينها في أماكن مستهدفة من قبل القوات الروسية.

وأوضح الخبير في الشؤون الأوروبية، أن هناك مخاوف أخرى، هي عودة المرشح دونالد ترامب لرئاسة البيت الأبيض مجددًا، وتنفيذه لوعوده بوقف التمويل الإنفاقي الأمريكي على حلف الناتو، بعد استنفاذ الكثير من المخازن الأوروبية بسبب دعم كييف خلال العامين الماضيين.

وأضاف طالب العواد، أن هناك توقعات بوقف توريد الأسلحة من الدول الأوروبية لكييف باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، نظرًا لتمتعهما بترسانة أسلحة عملاقة، وبطبيعة الحال لن تؤثر هذه الخطوة الأوروبية على مسار الحرب؛ بسبب أن أكبر دولتين داعمتين لكييف هما واشنطن ولندن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC