كشف الجيش الإسرائيلي عن سلاح سري غير تقليدي استخدمه، وكان له بالغ الأثر في حروب غزة ولبنان، حيث أحدثت وحدة 9900 الاستخباراتية المتخصصة في أنظمة رسم الخرائط المتطورة، نظاما جديدا لـ"ألڤى آر".
وهذا النظام يمكّن القيادات والجنود من التعرف على المواقع التي سيداهمونها افتراضيا، قبل دخولها واقعيا، لتجنب المفاجآت والأخطاء.
ويقول أحد المسؤولين في الوحدة للقناة 12 الإسرائيلية، إن القادة القتاليين الذين مرّوا بتجربة "ألڤى آر العسكرية" أو "الواقع الافتراضي العسكري"، تجنبوا المواجهة على أرض الواقع، والتي كانت ستحدث معهم، وهذا يدل على أنه لا يساعد على إنجاز المهمة فحسب، بل يساهم أيضا في تأمين القوات.
وتوضح القناة الإسرائيلية أنه في حرب السيوف الحديدية المتواصلة في غزة، تم استخدام هذا الجهاز بكثرة ولأعداد كبيرة من القيادات والجنود؛ بسبب عدم تمتعهم بالخبرة الكافية للمواقع في لبنان وغزة، فلأول مرة منذ سنوات، لم يكن لدى معظم القوات المقاتلة أي خبرة قتالية سابقة، وفق المصدر.
ورغم أن فرقًا عدة قاتلت في لبنان وغزة، إلا أن معظم القادة الصغار والمقاتلين لم يختبروا القتال بعد في غزة أو لبنان. وهكذا أصبح الاستعداد المبكر ذا أهمية خاصة، وكان مطلوبًا من الوحدة أن تجعل قدراتها متاحة في وقت قصير.
ويقول أحد المشاركين في البرنامج: "عندما تضع نظارات الواقع الافتراضي في القاعدة 9900، يتم استبدال غرفة المكتب بتلال وشوارع كفركلا، والقاعدة الأمامية التي خطط عناصر قوة الرضوان التابعة لحزب الله منها لغزو مستوطنة المطلة، وأقترب عبر الشوارع المنحنية إلى المنزل المقصود".
وتابع قائلا: "أحيط بالمنزل وأحدد نقاط الضعف والتهديدات المحتملة، بدون عصا التحكم أو لوحة المفاتيح، فقط بحركات الرأس الطبيعية، أدرس التضاريس، وبعد أن خلعت نظارتي، عرفت بالضبط من أي زاوية يجب أن أدخل ومن أين يمكن أن يطلق القناص النار".
وتكشف القناة من خلال حواراتها السريعة مع المشاركين، ما يغير قواعد اللعبة في الوحدة هو عمليات المحاكاة ثلاثية الأبعاد الخاصة التي تم إعدادها مسبقًا.
وباستخدام نظارات الواقع الافتراضي والطاولات الرملية الرقمية والأنظمة المحوسبة، يستطيع الجنود السير في الأزقة المزدحمة في مخيم جباليا للاجئين، وتخطيط محاور التقدم في منطقة ميس الجبل، والتعرف على كل ركن من أركان كفر كلا.
ويتم تحديث الأنظمة في الوقت الفعلي، وفقًا للتغيرات الميدانية، خصوصا إن كان ثمة غارة جوية دمرت هيكلًا أو تغييرات أجراها حزب الله أو حماس.
ويعلق الكابتن بار: "تتميز قرية ميس الجبل بوجود منازل، فيها الكثير من الساحات المعقدة والمدرجات والجدران، وهي أشياء لا تراها دائمًا في الصور الجوية، وبدلاً من أن تتفاجأ في الميدان في منتصف الليل وتبدأ في إعادة التخطيط بالقرب من العدو، فإنك تقوم بهذا التحليل في المرحلة الأولية".
وإذا سألت الجيل الأصغر من المقاتلين، الذين نشؤوا على ألعاب الواقع الافتراضي، فهذه أداة بديهية إلى حد ما، وهذا جيل نشأ على ألعاب الكمبيوتر، وهو مرتاح مع لوحة المفاتيح والفأرة، بحسب مسؤول في وحدة رسم الخرائط الخاصة، 9900.
وأضاف، حتى جنود الاحتياط يعرفون كيفية التعامل معها، فقد استخدمنا التقنيات المتقدمة، من الوسائل التكنولوجية المعروفة وبدأنا في جعل المعلومات الاستخباراتية متاحة لهم.
وبعيدًا عن التشابه الخارجي مع لعبة الرماية الشهيرة "كول أوف ديوتي"، فهي أنظمة تشغيلية متقدمة تسمح للمقاتلين بتخطيط محاور الحركة وإجراء قياسات دقيقة وتحديد التهديدات المحتملة في الميدان، ويعتمد كل شيء على المعلومات الاستخبارية الحالية والدقيقة المضمنة في النظام.
ويقول المصدر في الوحدة حول تأثيرات التدريب على الواقع الافتراضي: "من الجنون أن نرى كيف أظهر جنود الاحتياط، ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 25 و30 عامًا، ثقتهم في الميدان، بدلاً من الخوف من الدخول إلى منطقة لم يناور فيها الجيش الإسرائيلي منذ عام 2006".
وتعتمد النماذج ثلاثية الأبعاد للوحدة على مجموعة متنوعة من مصادر الاستخبارات، بداية من كاميرات المراقبة القتالية المثبتة على الأبراج، مرورا بالطائرات بدون طيار، وحتى صور الأقمار الصناعية من الفضاء، والصور الفردية من طائرة بدون طيار، أو طائرة مقاتلة يتم تضمينها في النظام.
كما يتم دمج جميع المعلومات في دمج رقمي لإنشاء نموذج دقيق للتضاريس.
ويقول المقاتلون الذين عادوا من العمليات في جنوب لبنان إنهم شعروا أنهم موجودون هناك بالفعل.
ويشهد القادة الميدانيون بأن التعرف المبكر على القرى من خلال أنظمة التصوير أدى إلى تغييرات جوهرية في خطط العمليات.