مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة التبادل

logo
العالم

من التجسس إلى المواجهة.. صراع خفي بين أنقرة وطهران

من التجسس إلى المواجهة.. صراع خفي بين أنقرة وطهران
عناصر من الشرطة التركيةالمصدر: رويترز
18 مارس 2025، 4:58 م

أثار إعلان تركيا عن إلقاء القبض على 5 جواسيس يعملون لصالح الاستخبارات الإيرانية جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، خاصة في ظل التفاهم السابق بين أنقرة وطهران بعدم فضح أي عمليات تتعلق بالجواسيس بين البلدين. 

الخبراء والمتابعون للشأن الإيراني يرون أن هذه الخطوة قد تكون ردًّا على تجاوز إيران للحدود في هذا الملف، ولا سيما في ظل ما يعتبرونه "التقية السياسية" التي تنتهجها طهران.

وفي تصريحات لـ"إرم نيوز"، أشار الخبراء إلى أن هذا الحادث قد يعكس تصعيدًا ملحوظًا في العلاقات بين تركيا وإيران، ويعكس تنامي المواجهات بين المشروعين التركي والإيراني في المنطقة، خاصة في ظل التنافس الإقليمي والدولي المتصاعد في الملفات المختلفة. 

ووفقًا لهذه التحليلات، يمكن تفسير خطوة تركيا كإشارة لدخولها بشكل أكثر قوة على خط الضغوط الدولية الممارسة على طهران.

تفاصيل الحادث

وكانت الشرطة التركية قد ألقت القبض مؤخرًا على 5 مشتبه بهم في قضايا تجسس لصالح إيران، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية، فيما جرت عمليات المداهمة في مدن إسطنبول، وأنطاليا، ومرسين، وأسفرت عن توقيف هؤلاء الأشخاص الذين يشتبه في أنهم جمعوا معلومات حساسة حول قواعد عسكرية ومواقع استراتيجية في تركيا، تم تمريرها لاحقًا إلى الاستخبارات الإيرانية.

تصعيد في العلاقات

الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، أشار إلى أن اعتقال الجواسيس الإيرانيين في تركيا قد يؤدي إلى تعقيد العلاقات بين البلدين، في وقت شهدت فيه العلاقات بين أنقرة وطهران توترًا في أكثر من ملف، ولا سيما في سوريا. 

ويرى الحيدري أن هذا التصعيد يأتي في إطار المواجهات المستمرة بين المشاريع التركية والإيرانية في المنطقة، بالإضافة إلى المشروع الإسرائيلي، وهو ما جعل تركيا تكشف عن هذه الشبكة بعدما كانت قد توصلت إلى تفاهم مع إيران بعدم إعلان أي ضبط للعملاء بين البلدين.

وكانت تركيا قد ضبطت في العام الماضي جواسيس إيرانيين، لكن آنذاك تم التوصل إلى تفاهم بعدم الإعلان عن تلك العمليات. ويعتقد الحيدري أن تركيا قررت الخروج عن هذا التفاهم بسبب ما وصفه بتجاوزات إيران في هذا الملف، خاصة في ظل ما تعتبره تركيا سياسة "التقية السياسية" التي تتبعها طهران، حيث تتظاهر بشيء وتفعل عكسه.

وأضاف الحيدري، لـ"إرم نيوز"، أن تركيا أرادت من خلال كشف هذه الشبكة أن تدخل بقوة في الحملة الدولية المتصاعدة ضد إيران، التي تتعرض لضغوط من قبل الولايات المتحدة، بعد خسارتها لنفوذها في سوريا وتداعيات ذلك على أذرعها في المنطقة مثل "حزب الله"، و"الحوثيين".

كما يرى الحيدري أن هذه الخطوة تحرج إيران على الصعيد الدولي وتضعها في موقف دفاعي أمام دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، التي سبق أن اكتشفت عملاء لإيران.

أهداف تركيا 

الباحث في العلاقات الدولية، عادل سليمان، شدد على أن الهدف من إعلان تركيا عن القبض على هؤلاء الجواسيس يعود إلى رغبتها في إحراز نقطة لصالحها في مواجهتها المستمرة مع إيران. 

وقال في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، إن هذا الإعلان يهدف إلى إثارة ضجة داخلية في طهران، خاصة في ظل التسريبات التي تشير إلى أن أنشطة التجسس هذه قد تكون وراء تسريب معلومات حساسة عن "حزب الله" وبعض القيادات الحوثية.

وأشار سليمان إلى أن هذا التصعيد في العلاقات بين تركيا وإيران ليس جديدًا في سياق المواجهات الإقليمية، لكنه يوضح أن الوضع قد دخل مرحلة جديدة من التصعيد.

وأضاف أن الإعلان عن مثل هذه العمليات بين البلدين ليس أمرًا غريبًا، إلا أن الكشف الإعلامي والتصريحات المتبادلة يعكسان مرحلة أكثر حساسية، مما قد يشير إلى تحولات كبيرة في ساحة المواجهات بينهما في سوريا.

التوقعات المستقبلية

ويتفق الخبراء على أن هذه الخطوة من تركيا قد تمهد لمزيد من التصعيد بين البلدين، خاصة في الساحة السورية التي باتت ساحة تنافس رئيسية بين المشاريع التركية والإيرانية.

ومع تزايد التدخلات الدولية والإقليمية في سوريا والعراق وغيرها من المناطق، يبقى المشهد مفتوحًا على العديد من التطورات المستقبلية، التي قد تحدد شكل العلاقات بين أنقرة وطهران في المرحلة المقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات