وسط مخاوف أوروبية.. بزشكيان في زيارة "كسر العزلة" إلى روسيا

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء، إلى روسيا في أول زيارة رسمية منذ توليه منصبه في يوليو/ تموز الماضي.

وسيشارك  بزشكيان في قمة "بريكس"التي تستضيفها مدينة "قازان" عاصمة جمهورية "تتارستان" الروسية.

وتترقب أوروبا لقاء الرئيس الإيراني مع نظيره الروسي أثناء مشاركته في القمة، إذ قال السفير الإيراني لدى روسيا، كاظم جلالي، إنه سيتم التوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران خلال الزيارة.

وأكد السفير الإيراني، في تصريحات له، أن "وثيقة الشراكة الشاملة" جاهزة للتوقيع عليها على هامش قمة "قازان"، إلا أن رئيسيْ البلدين اتفقا خلال اجتماعهما سابقًا على أن يتم إبرامها خلال الزيارات الثنائية في موسكو.

وفي تصريحات سابقة، خلال لقاء رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن التعاون بين روسيا وإيران يمكن تعزيزه بشكل كبير، خاصة التعاون في مسألة العقوبات المفروضة على بلدينا".

وتُثير زيارة الرئيس الإيراني لموسكو و"اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة" مع روسيا مخاوف زُعماء الدول الأوروبية.

هذا الأمر أكده المراقبون الغربيون في قراءتهم لهذه الزيارة، والتي تهدف إلى كسر العزلة الدولية التي فرضتها أوروبا على كل من طهران وموسكو عن طريق تزايد العقوبات عليهما خلال الفترة الماضية.

 ترقب أوروبي 

وعلى وقع هذه المخاوف والترقب الأوروبي، يبقى التساؤل عن دلالات هذه اللقاءات المحتملة التي يعقدها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش مشاركته في قمة "بريكس"، والنتائج المحتملة لهذه الزيارة في إطار اتفاقية الشراكة الشاملة بين البلدين.

وقال خبراء إن اتفاقية التعاون العسكري الإيراني الروسي المتوقع إبرامها تأتي في توقيت مهم، إذ تتزايد وتيرة التهديدات الإسرائيلية بضرب الأهداف الإيرانية خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعزز موقف طهران العسكري.

وتوقع الخبراء، احتمالية توسط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحث إيران وإسرائيل على ضبط النفس لعدم توسع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، وذلك وفقًا للسياسة الروسية المعلنة.

تعاون عسكري 

وقال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إن التعاون العسكري سيكون على أجندة لقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة بريكس.

وأضاف كابان أن أذرع إيران في منطقة الشرق الأوسط تعرضت لضربات قاسية منها حزب الله في لبنان، والمجموعات الإيرانية في سوريا، وأيضًا في غزة، وهناك تهديدات إسرائيلية مباشرة لضرب الأهداف الإيرانية ووصول منظومة الدفاع الأمريكية "ثاد" إلى إسرائيل.

وأكد لـ"إرم نيوز"، أن هناك تعاونًا إستراتيجيًا حقيقيًا بين موسكو وطهران وقد يناقش هذا التعاون بشكل معمق بين الطرفين في ظل التهديدات والتحديات التي تواجهها الدولتان.

وأشار إلى أن روسيا أمامها سيناريوهان، إما تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وإما دخول المنطقة إلى حرب بهدف جر الولايات المتحدة الأمريكية إلى حالة استنزف، لكن روسيا قد تخسر مصالحها في الشرق الأوسط إذا لجأت إلى السيناريو الثاني، وكذلك إيران.

وأضاف أن الرئيس الإيراني الحالي أقرب إلى القوة الغربية، حاليًا، وسياسته تقوم على التهدئة مع القوة الغربية، وهذه التحركات أيضًا لصالح الدول التي تحاول تحجيم المد الإيراني في المنطقة العربية.

ولفت إلى أن الأهداف الإيرانية في المنطقة كانت واضحة، وهي التوسعة على حساب الدول العربية، لكن روسيا لن تدخل في مغامرات مع إيران على حساب قوة الخليج العربي التي لها ثقل اقصادي ضخم في المنطقة، وبالتالي روسيا مقيدة أمام قوة الخليج العربي العملاقة اقتصاديًا.

التهديدات الإسرائيلية 

من جانبه، اعتبر بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن زيارة الرئيس الإيراني مسعود  بزشكيان إلى روسيا للمشاركة في قمة بريكس تأتي في وقت مهم بسبب الضغوط على إيران مع الحديث عن الضربة الإسرائيلية المحتملة ضدها، فهناك تفاهم وإستراتيجية بين روسيا وإيران، وعلاقة إستراتيجية، وصداقة، وتحالف بينهما.

وأوضح البني في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أنه من الممكن أن يناقشا  العدوان الإسرائيلي على إيران حال  توجيه ضربة إسرئيلية ضد أهداف إيرانية وكيفية الرد عليها، حيث من المتوقع  أن يطلب الرئيس الإيراني من روسيا إمداده بأسلحة الدفاع الجوي على غرار ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية بإمداد إسرائيل بصواريخ ثاد للدفاع الجوي.

وأضاف الخبير في الشؤون الروسية، أنه على الأغلب سيتم وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق باللمسات الأخيرة لمعاهدة أو اتفاقية الشراكة الإستراتيجية المنتظر توقيعها في هذا اللقاء وفقًا لما صرحت به إيران من قبل أنها تأمل بتوقيع الاتفاقية الإستراتيجية في قمة بريكس.

وأكد أن روسيا حريصة على عدم توسيع الصراع في الشرق الأوسط لأنها غير معنية بصراعات دولية قد تتسبب في حرب عالمية ثالثة وهو الأمر الذي لا ترغب فيه روسيا وكذلك الدول الغربية.

وأوضح أن هناك  تفاهمات ضمنية بينهما بأن لا ينجر أي من الطرفين لحرب عالمية ثالثة .

وتابع بسام البني: "هذا سيكون محل نقاش كبير بين الرئيس الروسي والإيراني، وأيضًا  لحث إيران وإسرائيل على ضبط النفس، وذلك وفقًا للسياسة الروسية المعلنة، حيث أعلن الرئيس الروسي في وقت سابق أنه يمكن إيجاد حل وسط بين إسرائيل وإيران، وإذا طلب الطرفان المساعدة في أن روسيا مستعدة لهذه المساعدة".

 ولفت إلى أنه ربما تطلب إيران من روسيا المساعدة في حل هذا الصراع، وإيقاف القتال بين إسرائيل وإيران من جانب، وإسرائيل وغزة وحزب الله من جانب آخر.