تشكيل الحكومة والتفاوض مع الغرب.. أين وصلت مهمة بزشكيان؟

اهتمت الصحف الإيرانية بالمصاعب التي يواجهها الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، فيما يتعلق بمهامه خلال الفترة المقبلة، التي من أبرزها تشكيل الحكومة الجديدة، والتفاوض مع الولايات المتحدة والغرب، وتحديات الاقتصاد المتهالك.

ورجّحت صحيفة "جوان" القريبة من الحرس الثوري، في مقالها الرئيس المعنون بـ"المهمة الصعبة أمام بزشكيان" وقوع صدامات وخلاف بين الإصلاحيين والرئيس المنتخب، ولا سيما بعد مواقفه الأخيرة منذ الإعلان عن فوزه، إذ أظهر في مرات عديدة مواقف أقرب إلى الأصوليين منها إلى التيار الإصلاحي، الذي يدعو للتقارب مع الغرب والتركيز على الداخل الإيراني.

ووفق الصحيفة، ظهر بزشكيان في تصريحاته، مؤيدًا العلاقة مع الشرق (روسيا والصين)، واصفا إياهما بـ"الحليفين الإستراتيجيين"، كما أنه راسل زعيم ميليشيا حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، مؤكدًا دعم طهران لما يسمى بـ"محور المقاومة"، بالإضافة إلى عدم وضوحه في قضية التفاوض مع الغرب، إذ دعا الولايات المتحدة إلى تصحيح سلوكها مع إيران، والتراجع عن "الأخطاء" والأساليب السابقة التي سببت توتر العلاقة بين البلدين.

وذهبت إلى أن مثل هذه المواقف لم تعجب الإصلاحيين، لهذا لم يبرزوها في صحفهم ووسائل إعلامهم، معتقدة أن مواقف بزشكيان هذه هي مواقف "ثورية"، لا يطيقها الإصلاحيون الذين لديهم "هوى غربي" و"ابتعاد عن الشرق ومحور المقاومة".

تشكيل الحكومة

وفي الوقت ذاته، بدت "جوان" غير سعيدة بالمهمة التي كلف بها بزشكيان وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، إذ اختاره ليكون رئيسا لـ"مجلس قيادة الفترة الانتقالية لتشكيل الحكومة" وهي لجنة تهتم بتقديم الأسماء وترشيحهم للرئيس، لكي تسهل عليه عملية اختيار المسؤولين.

وفي محاولة أيضًا لاستمالة بزشكيان إلى التيار الأصولي، قالت صحيفة "خراسان" المحسوبة على الأصوليين، إن "بزشكيان أثبت منذ الإعلان عن فوزه، وحتى في أثناء الحملات الانتخابية، بأنه لن يكون تحت عباءة الإصلاحيين فقط، وإنما يريد انسجاما وطنيا".

وأضافت: "على بزشكيان أن يثبت خلال تشكيلته الوزارية بأنه غير حزبي، وسيشكل حكومة تتضمن المتخصصين من باقي الأطراف والتيارات، بجانب الشخصيات المنتمية إلى التيار الإصلاحي".

 الاتفاق النووي

من الملفات التي اهتمت بها بقوة الصحف الإيرانية، قضية المفاوضات مع الغرب، لإحياء الاتفاق النووي، إذ أبرزت الصحف، لا سيما المقربة من الإصلاحيين، كصحيفة "آرمان أمروز، التي أبرزت ما صرح به وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني الذي أكد في تصريحات لوسائل إعلام غربية استعداد طهران للتفاوض مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإحياء الاتفاق النووي.

تحديات اقتصادية

ومن جهتها، قالت صحيفة "نقش اقتصاد"، في تقرير لها حول التحديات التي تواجه حكومة بزشكيان الجديدة، وتحديدًا على الجانب الاقتصادي، إن هناك 6 أزمات كبرى ستواجه الحكومة الجديدة، وعلى بزشكيان التعامل معها جميعا.

وهذه الأزمات - حسبما جاء في تقرير الصحيفة- هي: أزمة الطاقة (شح الغاز والكهرباء)، وأزمة النظام المصرفي، عجز الميزانية، وشح المياه، وأزمة المتقاعدين، وأزمة العملة الوطنية.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الجديد سيتسلم مهامه في الوقت الذي تعيش فيه إيران ظروفا اقتصادية سيئة، والكل غير راض عن الأوضاع الراهنة، بدءًا بالتجار ومرورًا بالنشطاء الاقتصاديين، وانتهاء بالمواطنين العاديين الذين يطالبون منذ سنوات بحلول جذرية لأزماتهم الاقتصادية.