logo
العالم

فورين أفيرز: إنهاء حرب أوكرانيا لن يتم دون "مخاطرة" الغرب

فورين أفيرز: إنهاء حرب أوكرانيا لن يتم دون "مخاطرة" الغرب
القوات الأوكرانية تطلق نيرانها باتجاه القوات الروسيةالمصدر: رويترز
25 يوليو 2024، 10:44 ص

ذهب مقال تحليلي في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إلى أن الطريق الصحيح لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، يكمن في عدم التخلي عن كييف، ومنح واشنطن الأدوات اللازمة لتحقيق النصر.

وشدّد المقال على أن الولايات المتحدة اصطدمت بجدار في أوكرانيا، حيث إن النهج التدريجي الذي يتّبعه الرئيس جو بايدن لم ينجح، بل أدى إلى حرب استنزاف طويلة ومأساوية.

ورأى أن أداء أوكرانيا العسكري المتعثر خلال العام الماضي تسبّب في زيادة الاحتمال الكئيب بأن روسيا ستحقق النصر؛ ما يعني سقوط كييف تحت سيطرة موسكو "الإمبراطورية". 

وتابع المقال: "لا بد أن تنتهي الحرب، وأن تنتهي بسرعة، ولتحقيق ذلك فإن الجواب لا يكمن في قطع كل المساعدات الأمريكية عن كييف، أو الاندفاع نحو صفقة غير متوازنة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل يتعين على الولايات المتحدة وحلفائها أن يمنحوا كييف فرصة جدية أخيرة لتحقيق النصر". 

وحث المقال واشنطن وحلفاءها على تحسين الموقف العسكري لأوكرانيا بشكل كبير وسريع، من خلال ضخ كميات كبيرة من الأسلحة، دون وضع أي قيود على استخدامها. 

ومن شأن ذلك بحسب المجلة أن يمنح أوكرانيا الفرصة الأكثر واقعية للسلام إذا ما تمكنت قواتها العسكرية من شن هجوم حاسم، يعيد القوات الروسية عبر خطوط ما قبل عام 2022.

وأردف أنه "وبغض النظر عمن سيتولى الرئاسة في البيت الأبيض، فإن تعزيز المساعدات العسكرية غير المقيدة على المدى القصير، يوفر أفضل فرصة لتحقيق سلام طويل الأمد على حدود أوروبا". 

أخبار ذات علاقة

روسيا تحذر أرمينيا من مصير أوكرانيا "إن تحالفت مع الغرب"

 حرب أبدية 

ولفت المقال إلى أن الإستراتيجية الحالية لإدارة الرئيس بايدن تجاه أوكرانيا غير مستدامة بالنسبة لكل من الولايات المتحدة وأوكرانيا على حد سواء.

وبعد مرور أكثر من عامين على القتال رأى الكاتب أن كييف لم تستسلم، لكن شركاءها الغربيين لم يقدموا لها الأدوات اللازمة لتحقيق النصر، ومن المرجح أن تنتهي حرب الاستنزاف الطويلة بانهيار أوكرانيا، في الوقت الذي لا تمتلك كييف فيه القوة البشرية الكافية لإرسال تعزيزات إلى الخنادق لسنوات مقبلة.

وأضاف المقال أن أوكرانيا تخسر أيضًا بعيدا عن الخطوط الأمامية لجبهات القتال، إذ تعاني ثلاثة أرباع الشركات الأوكرانية من نقص العمالة؛ بسبب الهجرة والتجنيد العسكري. كما فقد القطاع الزراعي مساحات خصبة، حيث انخفضت مساحة الأراضي المحصودة بالنسبة لبعض المحاصيل بنحو الثلث، فيما تسبب فقدان الموانئ، مثل: ماريوبول، في وقوع مشاكل خطيرة بالنسبة للمنتجين الذين يتطلّعون إلى التصدير. 

وأورد المقال تقديرات للبنك الدولي صدرت في فبراير/ شباط الماضي، تشير إلى أن إعادة بناء قطاعات الإسكان والبنية الأساسية والصناعة في أوكرانيا سيتطلب ما يقرب من نصف تريليون دولار، ناهيك عن أن الوضع يزداد سوءًا مع استمرار الحرب. 

وشدد المقال على أن البلدان الواقعة على خط المواجهة الشرقي لأوروبا تشكل استثناءً، إذ ستنفق بولندا أكثر من أربعة بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي هذا العام، كما تخطط فنلندا، العضو الجديد في منظمة حلف شمال الأطلسي، لمضاعفة إنتاجها من ذخيرة المدفعية بحلول عام 2027. 

وأضاف، أنه بالنسبة للولايات المتحدة لا توجد فائدة من تمويل صراع طويل الأمد، إذ لن تمنع إستراتيجية بايدن المتمثلة في تقديم المساعدات الإضافية من تدمير أوكرانيا في النهاية، وستبقي الولايات المتحدة غارقة في حرب دون طريق لتحقيق النصر.

ويرى الكاتب أن "المخاوف الغربية من التصعيد الروسي مبالغ فيها حال زادوا دعمهم العسكري لأوكرانيا". 

وأشار إلى أن بوتين "وطوال فترة حكمه، كان حريصاً على تجنب الصدام المباشر مع الغرب، والآن، لدى موسكو مصلحة في احتواء القتال في أوكرانيا؛ لأنها ستجد صعوبة في مجاراة قوة النيران الغربية والقوات المشتركة في حرب موسعة".

وفي المقابل يرى كاتب المقال أنه لا تزال هناك حدود لما ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها تقديمه لأوكرانيا، وعلى وجه التحديد، لا ينبغي لهم تحدي الجيش الروسي على الخطوط الأمامية بإرسال قواتهم إلى أوكرانيا. 

أخبار ذات علاقة

التقدم الروسي في أوكرانيا يضع الغرب أمام "خيارين صعبين"

 إجراءات حاسمة 

وشدد المقال على أن "تحقيق الاستقرار في أوروبا أولاً، من شأنه أن يسمح لواشنطن بتركيز جهودها في المسرح الآسيوي، إذ تواجه تهديداً وشيكاً من الصين، بدلاً من المخاطرة بالمواجهة مع قوتين رجعيتين في آن معاً". 

وتحدث المقال عن "إجراءات حاسمة" على الولايات المتحدة القيام بها تجاه أوكرانيا لتحقيق النصر، ومن بينها إرسال المزيد من الأسلحة، وعدم فرض أي قيود على استخدامها.

وأردف: "تحتاج أوكرانيا إلى المدفعية، والمدرعات، والقوة الجوية، ولا بد أن تكون قادرة على ضرب أهداف عسكرية في روسيا، مثل المطارات، ومستودعات الذخيرة والوقود، والمصانع العسكرية".

وتابع: "من خلال رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الغربية، وخاصة الصواريخ متوسطة المدى، ستمنح واشنطن كييف الفرصة لإضعاف القوات الروسية، ومنع الهجمات واسعة النطاق على المدن والبنية التحتية الأوكرانية".

واعتبر المقال أن العامل الحاسم في ذلك هو سرعة وكمية هذه المساعدات الفتاكة. 

ورأى المقال أنه إذا ما تمكنت أوكرانيا من تحقيق انفراجة على خط المواجهة، وفرض العودة إلى الوضع الإقليمي الذي كان قائمًا قبل فبراير/ شباط 2022، فقد يؤدي ذلك إلى هزيمة روسيا بشكل واضح.

وأقر الكاتب بأن شبه جزيرة القرم ستظل تحت السيطرة الروسية، لكنها ستكون أيضًا نقطة ضعف يمكن للجيش الأوكراني استهدافها لردع موسكو عن استئناف حرب واسعة النطاق.

وخلص الكاتب إلى أنه "لا يوجد سبب لتوقع هزيمة دراماتيكية لروسيا، بحيث تؤدي إلى تغيير جذري في النظرة الإستراتيجية لها". 

وتابع "ستظل روسيا دولة نووية قوية، ترعى طموحات عميقة لاستعادة عظمتها الإمبراطورية، ولتحقيق هذا الهدف، فإنها تحتاج إلى أوكرانيا لمنحها القدرة على تهديد بقية أوروبا والسيطرة على السياسة الأوروبية، ومن دون أوكرانيا ستصبح روسيا مجرد قوة آسيوية، تخسر أراضيها بسرعة أمام الصين".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC