مسؤول أوكراني: حلفاء كييف يجتمعون الأربعاء في لندن

logo
العالم

بوتين يناور وترامب يترقب.. هل تتحول الهدنة إلى فخ سياسي؟

بوتين يناور وترامب يترقب.. هل تتحول الهدنة إلى فخ سياسي؟
ترامب وبوتينالمصدر: رويترز
15 مارس 2025، 12:32 م

في خضم الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب في أوكرانيا، لا يزال موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يُثير تساؤلات حول نواياه الحقيقية.

وبينما يبدي بوتين استعداداً لمناقشة هدنة مؤقتة، يضع شروطاً معقدة قد تعرقل أي اتفاق فعلي. 

أخبار ذات علاقة

4 خطوط أوكرانية "حمراء" في أي اتفاق سلام مع بوتين.. ما هي؟

 

وخلال الساعات الماضية، أعلن بوتين عن تأييد الهدنة التي اقترحتها واشنطن، قائلاً: "لكن هناك خلافات دقيقة وأسئلة جدية ما زالت عالقة، وتحتاج إلى تواصل مع الأمريكيين، وربما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه".

وأضاف فلاديمير بوتين، أن روسيا توافق على اقتراح إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا، مشترطاً أن يؤدي ذلك إلى سلام طويل الأمد.

ومع مناورة الرئيس الروسي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن تصريح بوتين حول الهدنة المؤقتة واعد للغاية، لكنه غير مكتمل، ويسعدني أن ألتقيه أو أتحدّث إليه، ولكن علينا الانتهاء من هذا الأمر سريعاً.

وحذّر الرئيس الأمريكي من أن رفض روسيا مقترح الهدنة سيكون لحظة تثير خيبة أمل العالم للغاية.

من جانبه، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن التصريحات التي أدلى بها نظيره الروسي بشأن اقتراح أمريكي لهدنة مؤقتة في الحرب الدائرة بين موسكو وكييف تنطوي على "تلاعب"، متّهما إياه بـ"التسويف" بهدف مواصلة النزاع.

هذا النهج يطرح الاحتمال بأن بوتين لا يسعى إلى السلام بقدر ما يناور لكسب الوقت، وتعزيز مكاسبه الميدانية، واستنزاف خصومه سياسياً وعسكرياً.

زيلينسكي خارج المعادلة

ورأى المحلل السياسي محمود الأفندي، أن "تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أصبحت بعيدة تماماً عن الواقع، وتهدف فقط إلى التلاعب الإعلامي أو توجيه الرأي العام".

وقال الأفندي لـ"إرم نيوز"، إن "زيلينسكي لم يكن له أي دور مباشر خلال اجتماع الرياض، ما يعكس تراجع الدعم الأمريكي له، خاصة أن واشنطن لم تعد تعتبره شخصية مقبولة".

 

ورأى أن "التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تحمل طابعاً إيجابياً، بينما جاءت التصريحات الأوروبية سلبية، إذ أعلنت بعض الجهات الأوروبية، في الساعات الأخيرة، عدم دعمها الكامل للهدنة".

العلاقات وتنفيذ الهدنة

وعقد مجلس الأمن القومي الروسي اجتماعاً قرر خلاله استعادة العلاقات الكاملة مع الولايات المتحدة على المستويات العسكرية والسياسية والدبلوماسية، في خطوة تهدف إلى إيجاد آلية لتنفيذ هدنة شاملة على طول الجبهة.

وأشار الأفندي، إلى أن "نجاح أي هدنة يتطلب أولاً إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والسيناريو المتوقع هو إعلان هدنة تخضع لمراقبة مشتركة من قبل الولايات المتحدة وروسيا، مع التأكيد على أن توقيت تنفيذها سيكون أمراً حاسماً".

وأوضح أن "تطبيق الهدنة يتطلب آليات واضحة لنشر القوات والمراقبين، وهو ما قد يواجه تحديات كبيرة، وأن نجاح الهدنة مرتبط بإمكانية تنفيذها على الأرض، وليس فقط في الأجواء والبحار، كما اقترحت كل من فرنسا وبريطانيا".

أخبار ذات علاقة

ترامب: الوضع في أوكرانيا كان يأخذنا نحو حرب عالمية ثالثة

 

هدنة الـ30 يوماً

من جانبه، رأى مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات آصف ملحم، أن "المقترح الأمريكي لهدنة مدتها 30 يوماً بين روسيا وأوكرانيا يثير العديد من التساؤلات حول كيفية إخراج القوات وما إذا كانت أوكرانيا ستلقي السلاح".

وأضاف ملحم لـ"إرم نيوز"، أن "القلق الروسي لا يقتصر فقط على وقف القتال، بل يشمل أيضاً استمرار تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، مشيراً إلى احتمال أن تتغاضى موسكو عن وصول الأسلحة الأوروبية، مقابل وقف تزويد كييف بالسلاح الأمريكي، في خطوة تبدو وكأن روسيا تسعى لكسب ود الولايات المتحدة.

ورغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يرفض الهدنة، فإن هناك العديد من النقاط غير المحسومة حولها.

وأشار ملحم إلى أن "موسكو لم تتحدث في تصريحاتها الأخيرة عن فرض سيادتها الكاملة على الأقاليم الأربعة التي سيطرت عليها في شرق أوكرانيا، مما قد يُعد مؤشراً إيجابياً".

ووفقاً لملحم، فإن "هناك شروطاً رئيسة سيتم حسمها خلال هدنة الـ30 يوماً، من أبرزها منع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، مع تأجيل مناقشة مسألة تقاسم الأراضي إلى وقت لاحق، كما يظل مصير محطة زاباروجيا النووية محل تساؤل بشأن الجهة التي ستشرف عليها خلال هذه الفترة".

أما بشأن معاهدة السلام الشاملة، رأى ملحم أنها "تتطلب وقتاً طويلاً ومفاوضات معقدة، بينما تضع أوكرانيا خطوطاً حمراء تشمل رفض أي تدخل روسي في قرارات جيشها وتسليحه، بالإضافة إلى تمسكها بحقها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

 

مناورات

واعتبر ملحم، أن "كلا الطرفين الروسي والأوكراني، يناوران في هذه المرحلة، إذ صرّح بوتين بأنه مستعد لإعادة تشغيل خطوط الغاز نحو أوروبا، وهو ما يبدو محاولة لجذب الدعم الأوروبي، وفي المقابل، تحاول كييف وحلفاؤها تحقيق أقصى استفادة ممكنة من أي هدنة محتملة".

أما على الجانب الأمريكي، فالوضع لا يخلو من المناورات السياسية، حيث تلعب اللوبيات العسكرية دوراً مهمًا في صياغة الموقف الأمريكي، وتسعى أوكرانيا إلى توقيع اتفاقيات استراتيجية، مثل اتفاقية المعادن مع واشنطن، ما يزيد من تعقيد المشهد.

وفي هذا السياق، رأى ملحم أن "هناك شخصيات نافذة داخل الولايات المتحدة تستفيد من استمرار الحرب، وقد تضغط لاحقاً على ترامب ليغير موقفه، معتبرة أن أوكرانيا ورقة مهمة في اللعبة الجيوسياسية".

وأشار إلى أنه "رغم إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين، فإنه سيكون هشاً للغاية، إذ يمكن لأي طرف خرقه في أي وقت بسبب انعدام الثقة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك بين موسكو والغرب".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC