عاجل

آيكوم اليابانية: نحقق بتقارير عن انفجار أجهزة لاسلكية تحمل شعار الشركة في لبنان

logo
العالم

شملته صفقة التبادل.. ما حكاية القاتل الروسي "فاديم كيه" الذي أثار جدلا؟

شملته صفقة التبادل.. ما حكاية القاتل الروسي "فاديم كيه" الذي أثار جدلا؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرحب بفاديم كراسيكوفالمصدر: رويترز
02 أغسطس 2024، 12:48 م

فور الإعلان عن أن صفقة تبادل المحتجزين بين الغرب وموسكو شملت اسم فاديم كراسيكوف أو "فاديم. كيه"، حتى تعالت أصوات ناشطين ومنظمات حقوقية تحتج على إطلاق سراح "قاتل".

وتعود حكاية الروسي المدان فاديم كيه إلى صيف العام 2019، حين اقترب من القائد العسكري الشيشاني السابق سليم خان خانغوشفيلي، وأطلق الرصاص على رأسه من مسدس كاتم للصوت، فأرداه قتيلًا أمام الملأ وسط متنزه في العاصمة الألمانية برلين.

وسرعان ما تمكنت السلطات الألمانية من اعتقال القاتل، وحكمت عليه لاحقا بالسجن مدى الحياة، لكن الأسئلة بشأن هذه الواقعة ظلت معلقة، رغم أن برلين لم تستبعد فرضية وجود دافع سياسي وراء الجريمة، في تلميح غير مباشر إلى تورط السلطات الروسية، رسميا، في عملية الاغتيال.

وما عزز مثل هذه الشكوك في تورط موسكو، هو ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" عن إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن تشمل أي صفقة محتملة، "فاديم كيه، وهو ما تحقق فعليا.

القاتل الروسي

تفيد المعلومات المتوفرة أن القاتل المحكوم بالسجن مدى الحياة لدى السلطات الألمانية كان قد وصل من روسيا في ظروف غامضة، بعد حصوله سريعا على تأشيرة لدخول فرنسا حيث سافر في تموز/يوليو إلى باريس، ومنها إلى وارسو ثم إلى برلين. 

وهناك يقال إنه ركب دراجة نارية، وراقب القائد الشيشاني خانغوشفيلي، وأطلق عليه ثلاث رصاصات، في وضح النهار، ثم تخلص من مسدسه، ومن شعره المستعار ودراجته في نهر إشبري، لكن ما لبث أن اعتقلته الشرطة.

ولد كراسيكوف في إحدى قرى كازاخستان، وخدم في الجيش السوفيتي خلال حربه في أفغانستان. وانضم لاحقا إلى وحدات النخبة العسكرية في وزارة الداخلية الروسية وجهاز الأمن الفدرالي، وفقا لـ "وول ستريت جورنال".

وتشير الصحيفة إلى أن زوجة  كراسيكوف وطفله نقلا إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا بعد اعتقاله عام 2019، ويعيشان الآن تحت مراقبة جهاز الأمن الفدرالي، وفقا لأشخاص مقربين من العائلة.

القتيل الشيشاني

أما الضحية، فهو شيشاني من جورجيا، كان أحد القادة الميدانيين المحاربين ضد الجيش الروسي بحرب الشيشان الثانية التي اندلعت قبل نحو ربع قرن.

في عام 2008 حاول خانغوشفيلي تجميع قوة لقتال الروس مرة أخرى حين غزوا جورجيا.

ووفقًا لتقارير، تلقى الرجل عدة تهديدات بالقتل، ونجا من محاولتي اغتيال في جورجيا قبل أن يلتمس الأمان في ألمانيا التي وصل إليها عام 2016، وطلب اللجوء السياسي.

وكانت السلطات الروسية تصنف القتيل على أنه "إرهابي".

ولم يكن خانغوشفيلي من القادة العسكريين الكبار بالقتال ضد الروس، لكن يعتقد أنه كان مستهدفا بسبب دوره المؤثر في منطقة بانكيسي الإستراتيجية بجورجيا، وبسبب ما يقال عن صلته بالقائد الشيشاني البارز شامل باساييف الذي كان عدو روسيا الأول، والذي لقي حتفه بانفجار غامض عام 2006.

كما يقال إن خانغوشفيلي كان مقربا من الرئيس الشيشاني السابق أصلان مسخادوف الذي قتل عام 2005.

تنديد

في ضوء هذه الحقائق، نددت منظمة العفو الدولية بصفقة تبادل السجناء التي وصفتها بـ"المريرة" بين روسيا ودول غربية عدة، والتي تعد الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة، محذرة من أن هذا النهج يشجع على إفلات المجرمين المدانين من العقاب، بحسب تصريح لنائب الأمين العام لمنظمة العفو في ألمانيا كريستيان ميهر.

وذهبت تعليقات نخب حقوقية وقانونية في الاتجاه ذاته، معتبرة أن الإفراج عن "قاتل" مدان يعد تشجيعا، بشكل ما، على الاغتيال السياسي.

أخبار ذات علاقة

بينهم صحفيان.. أبرز السجناء المفرج عنهم ضمن صفقة روسيا والغرب

 دفاع وتبرير

في غضون ذلك، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن قرار الإفراج عن القاتل فاديم كيه المحكوم بالسجن مدى الحياة "لم يكن سهلًا".

لكنه أضاف لدى استقباله في مطار بون/ كولن المواطنين الألمان الثلاثة الذين شملتهم الصفقة "كان لا بد من موازنة مصلحة الدولة في رؤية معاقبته (فاديم كيه.) مقابل الخطر الذي يهدد حياة أبرياء في السجون الروسية".

المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، كان قد برر بدوره الصفقة، قائلًا: "لم تتخذ الحكومة الألمانية هذا القرار بسهولة"، مشيرًا إلى أنه "كان هناك تعارض بين المصلحة الوطنية في تنفيذ عقوبة السجن بحق مجرم مدان وبين حرية وسلامة، وفي بعض الحالات حياة أشخاص أبرياء مسجونين في روسيا بشكل غير عادل لأسباب سياسية".

يشار إلى أن الصفقة، التي تم التفاوض بشأنها سرًا لأكثر من عام، تضمنت 24 سجينًا من الجانبين، وهو ما يشمل نقل 16 سجينًا من روسيا إلى الغرب، وإعادة ثمانية سجناء محتجزين في الغرب إلى روسيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC