رئيسة المفوضية الأوروبية: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب قلبت الأسواق العالمية رأسا على عقب
اعتبر سيرغي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الحرب في أوكرانيا باتت أقرب إلى نموذج الحرب العالمية الأولى.
وأضاف ماركوف في حوار مع "إرم نيوز"، أن" التفوق في ساحة المعركة لم يعد يُقاس بعدد الكيلومترات، بل بما تستهلكه الأطراف من احتياطيات استراتيجية".
وأشار إلى أن "الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة، هو العقبة الأساسية أمام أي تسوية سياسية، بسبب استمرار تدفق السلاح والدعم العسكري لكييف".
وتاليا نص الحوار:
نعم، هذه الحرب تشبه إلى حد كبير الحرب العالمية الأولى من الناحية العسكرية التقنية، ففي تلك الحرب، كانت الأفضلية للدفاع لا للهجوم، نتيجة استخدام المدافع الرشاشة والمدفعية الثقيلة، وأن الأمر نفسه يتكرر الآن في أوكرانيا؛ فالأفضلية في صالح القوات التي تتمركز في مواقع دفاعية، فيما تبقى خطوط الجبهة شبه ثابتة، لذا علينا ألا نقيس التقدم بعدد الكيلومترات أو المدن، بل بحجم القدرات العسكرية والاحتياطيات التي تُستهلك من كل طرف.
أصبحت الطائرات المسيّرة الأوكرانية الروسية قادرة على الوصول إلى أي هدف، وهذا ما غيّر معادلة الحرب بالكامل، بالإضافة إلى أن الطرفين يستخدمان الأقمار الصناعية في جمع المعلومات؛ ما يجعل أي استعداد للهجوم مكشوفًا مسبقًا، لذلك فأن ما نشهده ليس تصعيدًا عشوائيًا، لكنه يعكس توازنًا هشًا، ومع ذلك فإن استهداف البنية التحتية من قبل أوكرانيا يجعل من الصعب التوصل إلى هدنة شاملة أو اتفاق لوقف إطلاق النار.
أعتقد أن الجانب الأوكراني غير قادر على الالتزام بأي اتفاق لوقف إطلاق النار، بسبب خضوعه الكامل للدعم الغربي، ومن وجهة نظر روسيا، لا يمكن الحديث عن تسوية سياسية دون وقف تام لتدفق السلاح الأمريكي والأوروبي إلى أوكرانيا، ولكن الواقع أن أوروبا لا تملك القدرة أو الإرادة لفرض ذلك، بل فشلت حتى في عزل روسيا ماليًا، ومما سبق أرى أن التوصل إلى اتفاق سلام أو حتى هدنة هذا الربيع أمر غير مرجح على الإطلاق.
هناك 3 سيناريوهات محتملة من وجهة نظر روسيا؛ الأول وهو الأكثر تشاؤمًا، يتمثل في استمرار رفض الغرب لمطالب روسيا، حتى في الحد الأدنى منها.
الثاني، هو استئناف الحوار الدبلوماسي مع واشنطن، بعد أن جُمد تمامًا خلال إدارة بايدن، وروسيا ترى فيه مسارًا قابلًا للتحقيق.
أما السيناريو الثالت، فيتعلق برفع العقوبات الأمريكية، وهو احتمال تنظر إليه موسكو بإيجابية نسبية، خاصة أن العقوبات دفعت روسيا نحو الصين؛ ما يتعارض مع مصالح أمريكا الاستراتيجية.
بريطانيا وروسيا خصمان تقليديان، ومن الطبيعي أن تحدث عمليات استخبارات متبادلة، وإذا نجحت روسيا فعلًا في جمع معلومات من غواصات نووية بريطانية، فسيُعد ذلك إنجازًا استخباراتيًا، ولكن يجب الانتباه إلى أن لندن تستخدم الاتهامات المتكررة كجزء من حرب دعائية، وأن بريطانيا شريك مباشر في الحرب ضدنا، وتدعم سياسات أوكرانيا المعادية للثقافة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية، وتغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان هناك.
نحن لا نرى أن أوروبا تملك إرادة سياسية حقيقية لإنهاء الحرب، وعلى العكس، أوروبا باتت طرفًا فاعلًا في الصراع ومؤيدًا للحرب بنسبة 100%، وعندما يتحدث الأوروبيون عن قوات لـ«حفظ سلام»، فإن إرسال قوات إلى أوكرانيا يُعتبر احتلالًا صريحًا.
وترفض روسيا تمامًا أي وجود أجنبي على الأراضي الأوكرانية، وستتعامل مع تلك القوات كأطراف معادية، نحن لا نثق بأن أوروبا محايدة، بل هي في قلب المعركة ضدنا، لذلك أي مبادرة تحمل اسم «سلام» ستكون مرفوضة من حيث المبدأ إذا جاءت من طرف مشارك في الحرب.