وزير الخارجية لدى الحوثيين: نحن في حالة حرب مع أمريكا الآن وسنرد على الضربات
خطا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطوة جديدة قد ترسم ملامح جديدة للصراع بين موسكو وكييف، بعد التراجع الملحوظ للدعم الغربي لبلاده، تزامناً مع تولّي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض، وعدم تحقيق وعده بإنهاء الصراع، خلال 24 ساعة، من توليه السلطة.
الخطوة الأوكرانية التي وصفت بـ"الجديدة"، عرضها زيلينسكي، مرارًا، على حلفائه الأوروبيين، في الخريف الماضي، وكانت، آنذاك، تُعرف بـ"خطة النصر"، التي تضمنت بين طياتها تقديم الموارد الاقتصادية الأوكرانية ومعادنها أمام الغرب لاستغلالها مقابل تقديم ضمانات أمنية ضد روسيا.
وآنذاك، قال الرئيس الأوكراني، إن 20% من الموارد المعدنية موجودة في بلاده، ومنها نحو نصف مخزونها من العناصر النادرة، موجود في الأراضي التي تحتلها روسيا، وإن هذه المعادن عامة تستخدم في تصنيع المغناطيس عالي الأداء، والمحركات الكهربائية، والأجهزة الإلكترونية، والصناعات العسكرية.
لم تجد "خطة النصر" الأوكرانية اهتماماً غربياً، بعد رفضها، علنًا، من قبل حلفاء كييف دون تقديم أسباب، ودون الانتباه لما تضمنته من تنازلات أوكرانية قد تُعدل من أوضاع القارة العجوز اقتصاديًا، وتعوض خسائرها جراء الدعم العسكري الذي قدمته لأوكرانيا دون تحقيق أهدافها، وفق مراقبين للحرب الروسية الأوكرانية.
وبعد تولّي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، بادر نظيره الأوكراني بعرض "خطة النصر".
وخلال الأيام الماضية، قدم زيلينسكي اقتراحاً جديداً لواشنطن، يتضمن إتاحة المعادن الحيوية والنادرة في أوكرانيا للتطوير المشترك، مقابل تقديم ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، كجزء من أي تسوية.
وبعد تقديم هذا العرض، أثار ترامب فكرة أن أوكرانيا قد تصبح روسية ذات يوم، وذلك في إطار سعيه لإنهاء الحرب التي دامت قرابة 3 سنوات؛ قائلًا: "قد يتوصلون إلى اتفاق، أو لا، قد يصبحون روساً يوماً ما، أو ربما لا".
وأوضح ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تحصل على حصة من الموارد الطبيعية الهائلة في أوكرانيا كتعويض عن مئات المليارات التي أنفقتها على مساعدة كييف في حربها ضد روسيا، قائلًا: "أخبرتهم أنني أريد ما تعادل قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة، ووافقوا بشكل أساس على ذلك".
وتمتلك أوكرانيا رواسب ضخمة من العناصر والمعادن الأساسية من الليثيوم إلى التيتانيوم، وهي حيوية في صناعة التقنيات الحديثة، كما أن لديها احتياطات من الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي، واليورانيوم.
وفي أعقاب هذه التصريحات والمساومات الأمريكية، أعلن ترمب أن وزير الخزانة سكوت بيسينت سيتوجه، قريباً، إلى أوكرانيا، حيث يلتقي الرئيس زيلينسكي.
وكتب ترامب: "هذه الحرب ينبغي أن تنتهي، وستنتهي سريعًا.. كثير من القتلى والدمار.. الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات مع نتائج ضئيلة".
من جانبه، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت في كييف، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة تريد الحصول على "اتفاق تعاون اقتصادي" مقابل دعمها لأوكرانيا، وهو أمر حيوي بالنسبة إلى كييف لمواجهة روسيا.
وقال بيسينت، خلال لقائه زيلينسكي: "نود التوصل إلى اتفاق تعاون اقتصادي، وفي مقابل هذا الاتفاق، ستواصل الولايات المتحدة تقديم دعم مادي إلى أوكرانيا وشعبها".
ووصف المراقبون، العرض الأوكراني بأنه "رشوة" واضحة، وأن الرئيس الأمريكي لن يتنازل عن تحقيق أهدافه الاقتصادية باعتباره رجل صفقات، وأن هذا العرض لن يحل الصراع الروسي الأوكراني.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، الدكتور رامي القليوبي، إن ترامب يسعى، مرة أخرى، للظهور كرجل صفقات قادر على حل النزاعات، لكنه في نهاية المطاف ملياردير شعبوي أكثر منه سياسي محترف؛ لأن مثل هذا المطلب غير واقعي.
وأضاف القليوبي، لـ"إرم نيوز"، أن 500 مليار دولار رقم غير واقعي لكي يحصل ترامب على معادن نادرة من أوكرانيا.
وأوضح أن 500 مليار دولار تعادل 250% من الناتج المحلي لأوكرانيا، حيث بلغ حجم الناتج المحلي لأوكرانيا نحو 200 مليار دولار في العام 2021.
وتابع أن جزءاً كبيراً من هذه المعادن سيطرت عليه روسيا بعد أن بسطت نفوذها على المقاطعات الأربع في شرق أوكرانيا، الغنية بهذه المعادن، وهي مقاطعات متنازع عليها بين موسكو وكييف، وحتى لو منحت الولايات المتحدة بعض الامتيازات لتطوير هذه المناجم، فهي لا ترقى إلى هذا الرقم الضخم والخيالي.