غابارد: مستشار الأمن القومي والتس يتحمل مسؤولية تسريب المحادثات بشأن الحوثيين

logo
العالم

"سيناريوهات مروعة".. البرازيل تكشف كواليس محاولة انقلاب بولسونارو

"سيناريوهات مروعة".. البرازيل تكشف كواليس محاولة انقلاب بولسونارو
رئيس البرازيل السابق بولسوناروالمصدر: أ ف ب
27 ديسمبر 2024، 5:00 م

كشف تقرير صدر عن الشرطة الفيدرالية البرازيلية تفاصيل مذهلة حول محاولة انقلاب فاشلة دبّرها الرئيس السابق، جايير بولسونارو، وبعض كبار المسؤولين العسكريين، بهدف الإطاحة بفوز لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في انتخابات الرئاسة 2022، حيث تسلط التحقيقات الضوء على مؤامرة كادت تودي بالبلاد إلى الفوضى.

ستة مسلحين باسم كودي

وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن المشاهد كانت معدة في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2022 في برازيليا، وبينما كانت العاصمة البرازيلية نائمة تحت تهديد عاصفة، كان هناك ستة رجال مسلحين، مستعدّين للتحرك، يتوزعون في مواقع استراتيجية عبر المدينة، كل واحد منهم كان يحمل اسماً كودياً مثل: "ألمانيا"، "غانا"، "النمسا"، "اليابان"، "البرازيل"، وكان هدفهم هو بدء الانقلاب الذي يهدف إلى منع لولا من تولي منصبه رئيسًا.

مشيرة إلى أنه كان من بين الأهداف البارزة القاضي في المحكمة العليا، ألكسندر دي مورايش، والفائز بالانتخابات لولا نفسه.

أخبار ذات علاقة

رئيس البرازيل السابق بولسونارو: لا أخشى تقديمي للمحاكمة

 

رفض الهزيمة

وأوضحت الصحيفة أن هذه السيناريوهات المروعة خرجت إلى النور من خلال تقرير للشرطة تم نشره في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، الذي يوثق مؤامرة مفصلة داخل أرفع مستويات السلطة في البرازيل، إذ إن محاولة الانقلاب هذه كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا برفض بولسونارو قبول هزيمته الانتخابية.

وبدأت المشكلة في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2022 في المساء، عندما تم إعلان فوز لولا في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 50.9% من الأصوات، حيث عمت البلاد الاحتفالات. وظل بولسونارو صامتًا، غاضبًا بشدة، وكان مقتنعًا بأن الهزيمة ليست خيارًا، وقال لأتباعه إن مستقبله يعتمد على الانتصار أو الموت أو السجن.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الهزيمة، اجتاح مؤيدو بولسونارو الشوارع في احتجاجات مطالبة بالتدخل العسكري لإلغاء نتائج الانتخابات، مبينة أن بولسونارو، وهو ضابط سابق في الجيش، قد بنى علاقات قوية مع الفصائل العسكرية التي لا تزال تعتنق تقديرًا كبيرًا للانقلاب العسكري الذي حدث في 1964، وأدى إلى حكم دكتاتوري استمر حتى 1985.

 

مشاورات سرية 

وبحلول نوفمبر/ تشرين الثاني، كانت الأمور تصاعدت عبر تطبيق "واتساب"، وبدأت الشخصيات اليمينية المتطرفة مثل العقيد روبرتو كريسكويولي والجنرال السابق ماريو فرنانديز في تحفيز الآخرين داخل الجيش والدائرة المقربة من بولسونارو للنظر في اتخاذ إجراءات دراماتيكية.

ووفقًا لتقرير الشرطة، بدأ بولسونارو في إجراء مشاورات سرية في قصره الرئاسي، حيث كان يستعين بضباط عسكريين ومحامين وحتى شخصيات دينية لوضع خطة للاحتفاظ بالسلطة.

 

خطة السكين الأخضر والأصفر

وبحسب الصحيفة، من بين أخطر الاكتشافات هو "خطة السكين الأخضر والأصفر" التي اقترحها الجنرال ماريو فرنانديز، حيث كانت هذه الخطة تتضمن اغتيال القاضي مورايش، ولولا، ورفيقه في الانتخابات جيرالدو ألكمين، إضافة إلى استخدام الأسلحة والمتفجرات لخلق الفوضى وتبرير بقاء بولسونارو في السلطة. واقترح فرنانديز أيضًا تسميم لولا خلال حدث عام، مع تقدير تكلفة العملية بـ 100.000 ريال برازيلي (حوالي 15.000 يورو).

وتم تنفيذ المؤامرة، حيث جرت اجتماعات سرية بين المسؤولين العسكريين والموالين لبولسونارو، ومع ذلك، عندما حاول بولسونارو حشد الدعم من كبار الضباط العسكريين، بمن فيهم رؤساء الجيش والبحرية والقوات الجوية، تراجع الكثير منهم. 

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حذر من أن أي محاولة لتقويض نتائج الانتخابات في البرازيل لن تُقبل، الأمر الذي أدى إلى تثبيط عزيمة القادة العسكريين من دعم الانقلاب.

أخبار ذات علاقة

كانت بحوزة وزير العدل.. العثور على وثائق تؤكد نوايا بولسونارو قلب نتيجة الانتخابات

 

انهيار الخطة

وانتفض بولسونارو غاضبًا من مقاومة الجنرالات العسكريين في 7 ديسمبر/ كانون الأول 2022، مهددًا بأنه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، لن يستسلم، ومع ذلك، رفضت القوات المسلحة التحرك. بحلول 14 ديسمبر/ كانون الأول، تراجع بولسونارو، وتعرضت خطته للانهيار.

وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول، كان من المقرر أن يتم تنفيذ الانقلاب، حيث  أخذ ستة رجال مواقعهم، لكن التغيير المفاجئ في جدول محكمة العليا أدى إلى إفشال المهمة، وانهارت العملية، وأُجبر المتآمرون على التخلي عن مخططهم.

وأكدت "لوموند" أن محاولة الانقلاب قد فشلت، ولكن تداعياتها كشفت عن التصدعات العميقة في الجيش والنظام السياسي في البرازيل، حيث هرب بولسونارو إلى فلوريدا في 30 ديسمبر/ كانون الأول، وتولى لولا منصبه رئيسًا في 1 يناير/ كانون الثاني 2023. 

 

أعمال عنف

بدورهم، هاجم الآلاف من مؤيدي بولسونارو المتطرفين بعد أسبوع فقط مؤسسات البلاد، تحت حماية بعض ضباط الشرطة وأفراد الجيش، مما أدى إلى أعمال عنف في العاصمة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في أعقاب محاولة الانقلاب، أوصت الشرطة الفيدرالية بتوجيه اتهامات ضد بولسونارو و36 آخرين من المشاركين في المؤامرة، بما في ذلك ضباط عسكريون وشخصيات رئيسية في حكومته. 

وتجدر الإشارة إلى أن  بولسونارو يواجه عقوبة تصل إلى 28 عامًا في السجن بسبب تورطه المباشر في محاولة الانقلاب.

وخلصت الصحيفة إلى أن هذه المحاولة الفاشلة تكشف عن هشاشة الديمقراطية البرازيلية، وتأثير الفصائل الاستبدادية داخل الجيش، على الرغم من مرور عقود على عودة البرازيل إلى الديمقراطية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات