غارات أميركية تستهدف شرقي صعدة في اليمن
أثار إعلان السلطات النيجيرية عن محاصرة تنظيم "داعش" نحو 500 مزارع، تساؤلات حول أسباب تركيز الجماعات المسلحة والإرهابية في منطقة غرب أفريقيا هجماتهم على المزارعين، الذين يجدون في رعي المواشي والزراعة ملاذا للخروج من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة.
وجاء إعلان السلطات في نيجيريا في وقت تخوض فيه القوات المحلية قتالا عنيفا ضد داعش وجماعة بوكو حرام المتشددة، فيما تحاول بسط الأمن على كافة أراضيها ولا سيما في ظل التغيرات السياسية التي تعرفها منطقة غرب أفريقيا.
الفئة الأكثر هشاشة
وليست نيجيريا فقط التي يواجه مزارعوها هجمات وعمليات مُحاصرة، حيث تشهد النيجر التي عرفت قبل نحو عام ونصف انقلاباً عسكريا، سيناريو مماثلاً حيث يتعرض المزارعين إلى هجمات. وكان الجيش النيجري قد أطلق عملية عسكرية واسعة لتأمين المزارعين، الذين ينشطون بكثافة على نهر البلاد الرئيسي في وقت سابق.
وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشئون الإفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول، إن "المزارعين في منطقة غرب أفريقيا يُعدُّون الفئة أكثر هشاشةً؛ إذ ينشط هؤلاء في مناطق وعرة وهي بالأساس معاقل للجماعات المتشددة، وهي جماعات تَتهم أصلا هؤلاء المزارعين بمساعدة قوى الأمن بمعلومات عن نشاطهم".
وأوضح ديالو، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "قوى الأمن والجيش في المنطقة عاجزة عن تأمين المزارعين وهذه حقيقة أصبحت تقر بها السلطات نفسها؛ لذلك في اعتقادي المعادلة صعبة الآن في غرب إفريقيا فيما يخص ملف المزارعين وبعض الأقليات مثل الفولان".
وشدد على أن "على جيوش المنطقة تكثيف التنسيق فيما بينها إذا كانت ترغب فعلياً في إنهاء معاناة السكان والمزارعين ولا سيما في ظل غياب موارد رزق أخرى لهؤلاء".
وتشكل منطقة حوض بحيرة تشاد مقصد الكثيرين في منطقة غرب أفريقيا، حيث تطل على العديد من الدول، إذ يتم زراعة الكثير من الخضروات على غرار البصل والبطاطا وغيرهما.
وقال المحلل السياسي النيجري، عبدول ناصر سيدو، إن "المزارعين في غرب أفريقيا يجدون أنفسهم ضحية التنافس الشديد بين الجماعات المتشددة في الكثير من الأحيان، إذ تَتهم مثلا داعش هؤلاء بالتعامل وتزويد جماعة بوكو حرام بمعلومات ومؤونة وغير ذلك".
وأضاف سيدو، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أنه "في النيجر، توصل بعض المزارعين إلى اتفاق في وقت سابق مع داعش لكن التنظيم الإرهابي ألغى الاتفاق، متهما المزارعين بالتعامل مع بوكو حرام، وهذا أمر بات مألوفاً في المنطقة؛ لذلك يمكن القول إنه في كثير من الأحيان يصبح هؤلاء المزارعين ضحية التنافس بين تلك الجماعات المتشددة".