دوي انفجارات عنيفة في العاصمة الأوكرانية كييف
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن استخدام كوريا الشمالية سلاحًا جديدًا ضد كوريا الجنوبية، يتمثل بـ"القصف الضوضائي"؛ وهو ضجيج لا يُطاق.
وبحسب الصحيفة، بعد بالونات النفايات وما شهدته الأوضاع بين الكوريتين من تراجع، تطلق بيونغ يانغ الآن أصواتًا مخيفة عبر الحدود، يقول القرويون إنها تجعل حياتهم جحيمًا.
وفي التفاصيل، أصوات عالية ومتقطعة بدت وكأنها جرس عملاق مشؤوم يتم ضربه مرارًا وتكرارًا على القرية الكورية الجنوبية الحدودية في إحدى الليالي الأخيرة.
وفي ليال أخرى، وصف بعض السكان سماعهم عواء الذئاب، أو طحن المعادن معًا، أو صراخ الأشباح كما لو كانوا من فيلم رعب.
وقال آخرون إنهم سمعوا صوت مدفعية قادمة، أو حتى صوت قرد غاضب يطرق على بيانو مكسور.
ورغم أنهم سمعوا أصواتًا مختلفة في أوقات مختلفة، فإن الناس في هذه القرية الواقعة على الحدود مع كوريا الشمالية يطلقون على أنفسهم ضحايا "القصف الضوضائي"، قائلين إنهم يجدون الوابل المتواصل مرهقًا.
قالت السيدة آن مي هي، من سكان القرية: "إنه قصف دون قذائف". وبينما كانت تتحدث من غرفة معيشتها، تصاعدت الأصوات البعيدة التي تشبه الجرس في الخارج، وبدا أن الضجيج يزداد ارتفاعًا مع اشتداد الليل.
وأضافت: "أسوأ ما في الأمر هو أننا لا نعرف متى سينتهي، وما إذا كان سينتهي أم لا."
وأضافت الصحيفة أنه منذ يوليو/تموز 2024، قامت كوريا الشمالية برفع مكبرات الصوت على طول حدودها مع كوريا الجنوبية لمدة تتراوح بين 10 إلى 24 ساعة يوميًّا، وبثت أصواتًا غريبة أثارت حفيظة القرويين الكوريين الجنوبيين على نحو لم يسبق له مثيل من قبل في أي بث دعائي من الشمال.
ويُعَد الهجوم من أغرب العواقب المترتبة على تدهور العلاقات بين الكوريتين، والتي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات في عهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والرئيس الجنوبي يون سوك يول.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدى عقود من الزمن، تأرجحت الكوريتان، اللتان لم توقِّعا مطلقًا على معاهدة سلام بعد انتهاء الحرب الكورية 1950-1953 بهدنة، بين النغمات التصالحية وقرع الطبول.
وفي عهد كيم، انحرفت بيونغ يانغ نحو موقف أكثر تشددًا خلال السنوات القليلة الماضية. فقد أغلقت كل الحوار مع سيول وواشنطن، وضاعفت من تجاربها على الصواريخ ذات القدرة النووية، وتعهدت بمعاملة كوريا الجنوبية ليس كشريك في إعادة التوحيد، بل كعدو يجب على كوريا الشمالية ضمه في حالة اندلاع الحرب.
وفي الجنوب، تبنى السيد يون أيضًا نهجًا أكثر تصادمية منذ توليه منصبه في عام 2022. ودعا إلى نشر فكرة الحرية في الشمال لاختراق التعتيم المعلوماتي الذي يعتمد عليه السيد كيم للحفاظ على حكمه الشمولي.
وقامت كوريا الجنوبية أيضًا بتوسيع التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة واليابان، والتي شملت حاملات طائرات وقاذفات إستراتيجية وطائرات شبح، لردع كيم.
وتابعت الصحيفة بأن ما زاد الصورة تعقيدًا أن كوريا الشمالية عززت هذا العام علاقاتها مع موسكو وشحنت أسلحة وقوات لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا، وأبرمت اتفاق دفاع مشترك في حالة تعرض أي منهما لهجوم.
وخلُصت الصحيفة إلى أن توتر العلاقات بشكل متزايد يؤثر في حياة الأشخاص الذين يعيشون على طول المنطقة المنزوعة السلاح بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، حيث اتخذت الأعمال العدائية المتزايدة التي يمارسها السيد كيم تجاه الجنوب شكل القصف الضوضائي.