الرئاسة الفرنسية: قرار الجزائر بطرد دبلوماسيين غير مبرر
قال محللون وخبراء لـ"إرم نيوز" إن القمة التي عقدتها الصين مع أفريقيا مؤخراً أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت بكين تسعى إلى تعزيز نفوذها والتنافس على مواقع في القارة السمراء، في ظل مخاوف من صدام مباشر بين القوى المتنافسة.
وأوضحوا أن أهم تلك القوى هي روسيا والصين، إذ إن لهما حضوراً أمنياً مكثفاً في القارة، الأولى تستخدمه لدعم أنظمة منبثقة عن انقلابات عسكرية، والثانية من أجل تأمين استثماراتها.
وتحتفظ الصين بقاعدة عسكرية في جيبوتي، هي الأولى لها في القارة الإفريقية، فيما تنشر روسيا عناصر لها في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وقال المحلل السياسي محمد الحاج عثمان، في تصريح لـ "إرم نيوز": "الصين وروسيا لا يمكن أن تقعا في صدام، خاصة أنهما حليفان وثيقان، والثابت أن هناك تنسيقا بينهما بشأن تقاسم المواقع في القارة، ناهيك عن أن كل طرف يتبنى سياسة واضحة تجاه أفريقيا".
وأوضح الحاج عثمان أن "الصين لها دور أمني بالأساس يكمن في تأمين الاستثمارات في دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، ونتذكر الهجوم الذي استهدف عمالا صينيين في موقع لتعدين الذهب في هذا البلد، ما أدى إلى قتل 9 عمال صينيين، ومن هنا تكمن أهمية دور بكين".
وأكد المحلل السياسي أن "هناك معطى آخر وهو أن الصين تزود أنظمة في أفريقيا بأسلحة، وهناك حتى إحصاءات غير حكومية تؤكد أن بكين أصبحت تحتل المرتبة الأولى في بيع الأسلحة لأفريقيا".
وبيّن الحاج عثمان أن "الصين فتحت أيضا فرعا لإحدى شركاتها الأمنية في العاصمة السنغالية دكار، في حين أن الدور الروسي هو عسكري وقتالي بالأساس، إذ تتدخل القوات والعناصر الروسية من أجل خوض معارك ضد الجماعات المسلحة، وهو ما يحدث في دول مثل مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى".
وأشار المحلل السياسي إلى أن الصين تعلن أنها تتدخل في أفريقيا من أجل تعزيز الاقتصاد الذي يترنح تحت أزمات عدة، إذ وعد الرئيس الصيني شي جين بينغ بضخ نحو 51 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة على شكل قروض وغير ذلك في القارة الأفريقية.
وقال الخبير العسكري عمرو ديالو "بالفعل، روسيا والصين قد تصطدمان عسكرياً، خاصة أن بكين بصدد تكريس نفسها كرقم صعب في المعادلة الأفريقية في ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وقد اضطرت مؤخراً لسحب نحو 300 عنصر من لواء الدب من بوركينا فاسو".
وتابع ديالو في تصريح لـ"إرم نيوز": "الروس موجودون بالمئات في الساحل الأفريقي، فيما لدى الصين خطط للتوسع في هذه المنطقة، وهو توسع لا يمكن أن يكون اقتصاديا فحسب، بل يجب أن ترافقه ضمانات أمنية من خلال فتح فروع لشركات أمنية وعناصر أمن خاصة، وفي حال استُهدف هؤلاء لسبب أو لآخر، فلا يمكن توقع ردة فعل الصين".