كوريا الجنوبية تعلن مقتل 18 شخصا في أسوأ حرائق للغابات تشهدها البلاد
كشف موقع "ذا هيل" انسحاب الولايات المتحدة من التدريبات العسكرية الأوروبية، وأن إدارة ترامب أبلغت الحلفاء بعدم مشاركة واشنطن في تدريباتها المقبلة المقرر إجراؤها عام 2025، معتبرة القرار "خطأ استراتيجيًّا فادحًا".
وبحسب الموقع، يعتبر هذا القرار "خطأ استراتيجيًّا فادحًا" لثلاثة أسباب، هي:
أولًا: تمثل التدريبات مع الحلفاء الركيزة الأساسية لاستراتيجية الدفاع الأمريكية، فهي تُبقيها متماسكة، ويرجع ذلك إلى أن الجيش الأمريكي لا يُقاتل منفردًا، لم يفعل ذلك قط، ومن المُرجح ألا يفعل ذلك أبدًا، ما لم يحدث تحول جذري في المفاهيم الاستراتيجية والعملياتية الأمريكية.
لذلك، فإن أي شيء يُضعف قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على القتال معًا يُهدد استمرارية القوة العسكرية الأمريكية، وفق الموقع.
وأوضح أن التدريبات تُعد أفضل آلية متاحة لتعزيز التوافق التشغيلي والتحقق من جاهزية القوات الأمريكية وقوات حلفائها للقتال.
ولفت "ذا هيل" إلى أن الجاهزية لا تقتصر على الأسلحة فحسب، بل إن التوافق المعرفي بين الأفراد الذين يستخدمون الأسلحة هو ما يُحدث الفرق.
وأكد أن المواجهات المتكررة هي وحدها التي تجمع بين أصغر التحديات التكتيكية (مثل كيفية ربط جهازي راديو مختلفين) مع أكبر الأهداف الاستراتيجية (كيفية ضمان قدرة جيوش متعددة على تأمين الأراضي وردع الخصم)، وهي القادرة على خلق هذا النوع من الجاهزية القتالية الفتاكة التي يتوقعها الأمريكيون، ويحسدهم عليها العالم.
ثانيًا: إن العملة الوحيدة التي تُوفر هذا التوافق هي الوقت الذي تهدره الفوضى اللوجستية الناجمة عن الانسحاب من التدريبات دون داعٍ.
ونظرًا لتعقيدها، قد يستغرق التخطيط حتى للتدريبات البسيطة عامًا على الأقل، وفق الموقع، لافتًا إلى أن مناورة "المدافع الثابت 24"، وهي أكبر مناورة لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة، استغرقت سنواتٍ في الإعداد، وشارك فيها 90 ألف جندي من 32 دولة، وشارك فيها 80 منصة جوية و50 سفينة و1100 مركبة قتالية.
وبحسب الموقع، لم يكن الغرض من المناورة سوى إظهار قدرة الناتو على إجراء عمليات متعددة المجالات، على نطاق واسع وفي مدى زمني مستدام، أي إثبات قدرة الناتو مرة أخرى على الوفاء ببند الدفاع الجماعي في ميثاقه، المادة 5، وبالنسبة لأمر معقد كهذا، فإن إلغاء دولة واحدة أو تعديلها لمناورة يمكن أن يقوض الخطة بأكملها.
ثالثًا: تُكتسب الثقة بالقطرات وتُهدر بغزارة، والعرض العلني لعدم موثوقية أمريكا يُهدر الكثير من الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، الذين اعتمدت عليهم بشدة.
وأشار الموقع إلى أن المرة الوحيدة التي استند فيها الناتو إلى المادة الـ5، كانت ردًّا على هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة، وهو ما فعله في غضون 24 ساعة.
وفي غضون الشهر التالي، أطلق الناتو أول عملية له على الإطلاق لمكافحة الإرهاب، وهي عملية "مساعدة النسر"، التي شهدت قيام 830 طيارًا من 13 دولة عضوا في الناتو بتنفيذ 360 طلعة جوية.
وأكد الموقع أن هذا النوع من الاستجابة السريعة، التي تكاد تكون انعكاسية، هو نتاج الثقة التي تولدت عبر عقود من التدريب والممارسة والتعلم والعمل الجاد معًا.
وفي تقدير الموقع، لا تستطيع الولايات المتحدة، بغض النظر عن توجه قيادتها في السياسة الخارجية، تحمل خوض غمار هذه التجربة بمفردها.
وبأي مقياس - سواء كان ذلك عودة صعود القومية اليمينية المتطرفة عالميًّا، أو تراجع الحريات في صناديق الاقتراع، أو الآثار المتسارعة لتغير المناخ التي قد تُشعل الصراعات أو تُرسّخها - فإن هذا التوجه لا يبدو إيجابيًًّا للاستقرار العالمي، في عالم كهذا، تحتاج الولايات المتحدة إلى أصدقائها، على حد تعبير الموقع.
وخلص الموقع إلى أن التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وقوات حلفائها ليست مضيعة للوقت، بل هي دفعة أولى لاستمرار النهج الأمريكي في الحرب.
وقال إن مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستخوض الحرب، وأين، وكيف، هي نقاش جدير بالاهتمام، لكن الاستراتيجية هي التي تُحرك العمليات، وليس العكس.
وأوضح أن الانسحاب المفاجئ من التدريبات العسكرية يُجبر على تغيير استراتيجي من خلال تقليص القدرة العملياتية الأمريكية الحالية، وهذا ليس سلوك قوة عظمى، فما لم تُقرر الولايات المتحدة سحب قواتها والانسحاب خلف حدودها، فإن التدريبات العسكرية ستكون ذات أهمية.
وقال تقرير سابق نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن السيناريو الأسوأ الذي يخشاه الأوروبيون اليوم هو اعتماد "سياسة الكرسي الفارغ" وتوجه واشنطن نحو فك الارتباط مع "الناتو".
وأشار التقرير إلى أنه "بينما يستعد الحلفاء لزيادة إنفاقهم العسكري، تشير الشائعات إلى انخفاض عدد القوات الأمريكية في القارة القديمة، وبحسب ما ورد يستعد الأمريكيون لسحب جزء من قواتهم في أوروبا ويمكنهم تعليق مشاركتهم في التدريبات مع حلفائهم في الناتو".