قصف أمريكي يستهدف ثكنات وتجمعات للحوثي بمديرية " حَيْس" جنوب الحديدة
تبحث أوكرانيا عن طرُق لاستمرار الدعم الأوروبي لعملياتها العسكرية ضد روسيا خوفًا من حجبه بعد تولي ترامب منصبه بالبيت الأبيض، في وقت تسعى فيه روسيا لتطوير أنظمة التسليح العسكري المحمولة لتنفيذ مهام قتالية مختلفة، سواء للدفاع الجوي أم لمهام القتال المباشر مع قوات برية معادية.
الخطوة الروسية لتطوير أسلحتها، تأتي لتلبية احتياجاتها الميدانية للأنظمة القتالية المختلفة، خاصةً فيما يتعلق بقدرتها على القتال داخل التضاريس الخطرة، وأيضًا لتعزيز قدرتها على عبور الموانع المائية وعلى قطع مسافات طويلة في ظروف عمل شاقة.
وتُعد "إس سي سي إس إتش"، واحدة من المركبات العسكرية الروسية، التي نجحت الخبرات الروسية في تطويرها والزج بها في أرض القتال، والتي يُمكنها حمل 3 أنظمة دفاع جوي في وقت واحد، وأبرزها "بوك"، و"بانتسير" و"تور"، وذلك بحسب موقع "كلاشنيكوف" الروسي.
ومركبة "إس سي سي إس إتش" تم تزويدها بمحرك تبلغ قوته 650 حصانًا، يمكنها من العمل بكفاءة عالية حتى في الطرق غير الممهدة والتضاريس الوعرة، ولها القدرة على السير في المياه بسرعة تتعدى 9 كيلومترات في الساعة.
وتصل حمولة "إس سي سي إس إتش" إلى17.1 طن، ويتكون هيكلها من صفائح مضادة للرصاص والانفجارات، ومزودة بمصدر طاقة مستقل وأنظمة مراقبة بالفيديو.
وعن تأثير هذه الخطوات الروسية في تطوير منظومتها العسكرية، أكد الخبراء أنه شتان بين التحركات الأوكرانية والروسية في نظرتهما للحرب بينهما، الأولى تسعى للدعم ومنع مزيد من الخسائر، والثانية تستهدف تطوير وتعزيز قدرتها العسكرية لمواجهة أي تغيرات أو مواجهات محتملة.
وأكد الخبراء، أن روسيا تمتلك القدرات بما لها من خبرات كثيرة في مجال التطوير العسكري، ولم تقدمه حتى الآن في حربها ضد أوكرانيا، وأنها بدأت بالفعل في الإعلان عن بعض من قدراتها، وكان أبرزها الصاروخ الباليستي العابر للقارات أوريشنيك، واليوم تطوير مركبة لها قدرات خارقة لوقف الهجمات الأوكرانية.
وقال د. آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، إنه تم تصنيع المركبة الروسية المطورة في مصنع للمعدات العسكرية، وهو مصنع موجود في ريف موسكو الواقع في الشمال، ويُعد هذا المصنع أحد الشركات ضمن مجموعة كلاشنكوف التي تعمل في مجال الصناعات العسكرية.
وأضاف ملحم في تصريحات لـ«إرم نيوز» أن المركبة عبارة عن عربة برمائية مدرعة تسير على عدة عجلات دافعة لمحركها، وتبلغ قدرة محركها 650 حصانًا صنع في مصنع "توتايسكي" للمحركات، كما أن فيها محركين مائيين يعملان كمضخة مائية نفاثة، وعندما تسبح في المياه فهناك مضخات تقوم بدفع المياه إلى الخلف لتتمكن من التحرك في المياه.
وتابع: «تم استخدام تلك العربة لوضع منظومات الدفاع الجوي أو راجمات صواريخ، وتعد مهمة جدًّا للقوات البحرية، حيث تم تصميمها عام 2020، وبدأ اختبار تلك المركبة في الربع الأول من عام 2021 وانتهت عمليات الاختبار الخاصة بها في بداية عام 2023، وتم تصفيح هذه العربة من سبائك الألومنيوم الذي يؤمن حماية كبيرة جدًّا، حيث تبلغ درجة الحماية وفقًا للتصنيفات الروسية من الدرجة الرابعة، ما يعني أنها قادرة على التصدي للمقذوفات.
وأكد ملحم أن هذه المنظومة الجديدة واعدة للمساعدة في إنشاء منظومات دفاع جوي عالية الحركة؛ لأنها تتحرك على إطارات مصنوع من المطاط، كما يمكن استخدامها كمنظومات رادارية ومراكز قيادة، ويمكن استخدامها أيضًا لحل العديد من المسائل التكتيكية العسكرية التي تتطلب بالدرجة الأولى حمل ونقل أوزان كبيرة وسرعة عالية ودرعًا حاميًا وواقيًا كبيرًا.
وأشار المحلل السياسي، أن هذه المركبات الروسية المطورة ظلت تحت الاختبار مدة سنتين، كما تُعد قابلة للتعديل من جانب المصممين والمطورين لها، خاصة مع طرحها في أرض المعركة الأوكرانية ومتابعة عملها بشكل جيد، ثم تطويرها وفقًا لظروف المعركة، وبالتالي فإن عملية تطوير تلك العربة مستمر حتى تلك اللحظة، وقد يتم استخدامها لعدة وظائف.
وأكد ملحم أن أهم ما يميز تلك العربة ثلاث مواصفات أساسية تشمل القدرة على رفع الأوزان الكبيرة والسرعة العالية في الحركة والحماية الكبيرة التي تتمتع بها هذه العربة، لافتًا إلى قدرتها على تغيير مسار المعركة.
ومن جانبه، قال العميد نضال زهوي، الخبير العسكري ورئيس قسم الاستراتيجيا في مركز دراسات الإنثروستراتيجيا، إن المركبة الروسية الجديدة لديها قدرات على عبور الممرات المائية، ولديها قدرة على حمل 17 طنًّا مصنوعة من الألومنيوم المقوى وقادر على حمايتها من الرصاص والذخائر الخفيفة والمتوسطة.
وأشار في تصريحات لـ «إرم نيوز» إلى أن أهمية هذه المركبة ترجع لقدرتها على حمل 17 طنًّا من الصواريخ المضادة للطائرات أس أس 300 وأس أس 400 التي تُعد بعيدة ومتوسطة المدى، وبالتالي الفرق كبير بين النوعين المذكورين، حيث تحمل مركبة أس أس 300 صواريخ مداها 300 كيلومتر فقط، وأن أس أس 400 تحمل صواريخ مداها أكبر بكثير، وتصل إلى سرعات فوق صوتية قادرة على اللحاق بأي صواريخ أو طائرات سريعة حتى إن كانت طائرات شبحية.
وتابع: "أهمية تلك المنظومة ترجع أيضًا لقدرتها على استهداف المسيرات والطائرات الهليكوبتر واللحاق بها بشكل عام، أما متوسطة المدى فهي قادرة على اللحاق بطائرات أف- 16 وأف- 15 وأف- 18، أما بعيدة المدى فهي قادرة على اللحاق بطائرات أف-35".
وأضاف زهوي أن تلك المركبة قادرة على حمل ثلاثة أنواع من الصواريخ و17 طنًّا من الصواريخ، ولذلك فإن تلك المنظومة تُعد قادرة على حماية أجواء العمليات بشكل عام، إلا أنها لم تُجرَّب على طائرات أف-16.
وأوضح أنه إذا دخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر الحرب فستكون تلك هي التجربة الأولى لها في طائرات أف-35 الأمريكية، وهذا الأمر مستبعد.
ولفت إلى أن سبب دخول تلك المركبة في ساحة المعركة هو التعامل مع المسيرات والهليكوبترات الـ أف- 16 و 15؛ لأن طائرات الـ أف- 35 لن تكون موجودة في تلك المعركة.
