مصدر مقرب من حزب الله: الغارة الإسرائيلية استهدفت معاون مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب

logo
العالم

خاص- بين التسليح الغربي و"سلام ترامب".. أي حل لحرب أوكرانيا؟

خاص- بين التسليح الغربي و"سلام ترامب".. أي حل لحرب أوكرانيا؟
آثار قصف روسي على سومي الأوكرانيةالمصدر: رويترز
19 نوفمبر 2024، 11:05 ص

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في 16 نوفمبر أن بلاده مستعدة لإنهاء الحرب مع  روسيا في العام المقبل عبر الحلول الدبلوماسية.
الإعلان يمثل ترحيباً وقبولاً بحديث الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية وإعادة السلام مع توليه منصبه، ويعكس أيضاً محاولة زيلينسكي الحفاظ على علاقات دافئة مع الحزب الجمهوري الذي تتبنى قياداته مواقف متباينة فيما يخص الدعم العسكري لأوكرانيا.

 

فالتيار التقليدي يطالب في الحقيقة بدعم أكبر مما تقدمه إدارة بايدن، بينما يرى التيار الأقرب لترامب في الحرب استنزافاً للموارد الأمريكية، وأن التهدئة مع روسيا تسمح للولايات المتحدة بالتركيز على الصين.

إطلاق زيلينسكي موقفا إيجابيا حول مبدأ الحل السلمي يهدف أيضاً لإحراج القيادة الروسية التي لم تعلق بشكل مباشر على احتمال الحل السلمي، والتصريح الوحيد حتى الآن جاء من الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، في 18 نوفمبر، والذي قال إن إيقاف الحرب وفق خطوط التماس الحالية هو أمر غير مقبول بالنسبة لروسيا، مما يشير إلى رغبة روسيا بمتابعة التقدم براً، وذلك على الأقل حتى استكمال السيطرة على المقاطعات الأربع – دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزاباروجيا – التي أعلنت روسيا ضمها رسمياً في 30 سبتمبر/أيلول 2022. 

ألف... وشهران

وتدخل الحرب الروسية-الأوكرانية اليوم، 19 نوفمبر، يومها الألف، ولا يزال يفصلنا أكثر من شهرين على تولي ترامب منصبه.

 

فترة شهرين من العد التنازلي والترقب يمكن أن تكون فترةً طويلةً جداً من حيث التطورات التي يمكن أن يشهدها الميدان الأوكراني، فكل الأطراف المعنية ستحاول تحسين موقفها العسكري والسياسي قبيل انطلاق أي مفاوضات جدية، إلا أن هذه المساعي لتعزيز المكاسب يمكن أن تقود لنتيجة معاكسة، وتضعف حظوظ الحل الدبلوماسي، وذلك إذا ما شعر طرف ما بأنه بات محرجاً وبحاجة للرد بشكل غير مسبوق قبل القبول بالجلوس للتفاوض.

أخبار ذات علاقة

"بايدن يكسر الحظر".. أوكرانيا تستعد لصواريخ بعيدة المدى قد "تقلب الموازين"

 يوم 17 نوفمبر، هو مثال على الأيام الطويلة الغنية بالتطورات، والتي يمكن أن نعيشها حتى وصول ترامب للبيت الأبيض، فقد شهد ذلك اليوم إطلاق روسيا 120 صاروخاً و90 طائرة مسيرة ضد منشآت الطاقة الأوكرانية.

وأصابت الضربات كذلك مباني سكنية في مدينة سومي، قتل فيها 81 شخصاً، ومساء ذلك اليوم أيضاً كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة بايدن سمحت لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية بمداها الأقصى داخل الأراضي الروسية، وذلك بعد أن منعت أوكرانيا لأشهر من استخدام هذه الأسلحة لأكثر من 100 كيلومتر داخل الأراضي الروسية، والحديث بشكل رئيس عن صواريخ "ATACMS" أرض-أرض البالغ مداها 300 كيلومتر. 
وبشكل متزامن تقريباً، كشفت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أن فرنسا وبريطانيا سمحتا لأوكرانيا باستخدام صواريخ "SCALP EG/ Storm Shadow" الجوالة جو-أرض بمداها الأقصى داخل الأراضي الروسية، ويقدر أن مدى هذه الصواريخ يتراوح بين 300 كيلومتر للنسخة التصديرية و550 كيلومترًا للنسخ الخاصة بالقوات المسلحة الفرنسية والبريطانية.

القرار الفرنسي-البريطاني كان متوقعاً بعد أن أشارت نقاشات أوروبية إلى ضرورة رفع القيود عن استخدام أوكرانيا للأسلحة الأوروبية في حال ضربت روسيا البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا قبيل فصل الشتاء.

هذا النقاش ظهر في ألمانيا أيضاً التي زودت أوكرانيا بصواريخ دقيقة بعيدة المدى، ولكنها لا تزال تقيد استخدامها داخل الأراضي الروسية، ففي 14 أكتوبر، طلب فريدريش ميرتس، زعيم حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي"، من الحكومة إصدار تحذير للرئيس الروسي بأن أوكرانيا ستستخدم الأسلحة الألمانية دون قيود في حال ضربت روسيا البنى التحتية الأوكرانية، كما طلب ميرتس تزويد أوكرانيا بصواريخ "Taurus" الجوالة الدقيقة البعيدة المدى، والتي تتميز عن نظيراتها الغربية بقدرتها على اختراق التحصينات المعقدة.

وميرتس يتزعم أكبر أحزاب المعارضة الألمانية وهو المرشح لقيادة الحكومة بعد الانتخابات المقبلة المقررة في فبراير 2025.

أخبار ذات علاقة

بوريل: على الاتحاد الأوروبي السماح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي

 وفي 18 نوفمبر، كشفت صحيفة "Bild" الألمانية أن ألمانيا ستقدم لأوكرانيا 4,000 طائرة مسيرة انتحارية تستخدم الذكاء الاصطناعي مما يجعلها قادرة على التغلب على إجراءات الحرب الإلكترونية الروسية المستخدمة لحماية المواقع المهمة، وسيبدأ تسليم الطائرات مطلع ديسمبر. 

خطوات أوروبية

هذه الخطوات الأوروبية الجديدة هي استمرار طبيعي لمسار متصاعد، تم التمهيد له في حديث المسؤولين ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأوروبية، ولكن بالمقابل نجد التغييرات الأخيرة في مواقف إدارة بايدن لافتة.

ففي 8 نوفمبر، سمح بايدن للمتعاقدين العسكريين الأمريكيين بالقتال في أوكرانيا، ثم رفع القيود عن استخدام الأسلحة الأمريكية داخل الأراضي الروسية، وهذه الخطوات ستجبر روسيا على البحث عن خيار للرد.

الرئيس الروسي كان حذّر، في 25 سبتمبر الماضي، من أن أي استخدام للأسلحة الغربية داخل الأراضي الروسية سيدفع روسيا لدراسة استخدام الأسلحة النووية، ولا يزال من غير المرجح أن تستخدم روسيا الأسلحة النووية قريباً ولكنها حالياً تحضر لعملية برية كبيرة يقدر أنها ستشهد مشاركة حوالي 50,000 جندي، بينهم حوالي 10,000 جندي كوري شمالي.

طالما كان التقدم العسكري الروسي البري في أوكرانيا بطيئاً، ولكنه كان يحصل بالفعل، ويكون الثمن خسائر كبيرة في البنى التحتية والمدن الأوكرانية، والمشهد الإجمالي طالما كان محرجاً للأوروبيين والأمريكيين ويدفعهم للرد فإن الشهرين المقبليْن سيشهدان على الأرجح تكرار هذه المشاهد، وسنشهد ضغوطاً من دوائر عديدة في الدول الغربية، خصوصاً شركات تصنيع الأسلحة، لتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.

مصالح شركات النفط

وفي الولايات المتحدة تحديداً، من المعروف أن المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي هو أقرب إلى الحزب الجمهوري منه للحزب الديمقراطي، والحال نفسه بالنسبة لشركات المتعاقدين العسكريين. وهذا ما يثير التساؤل عما إذا كانت إدارة ترامب المقبلة ستتخذ خطوات تتناقض مع مصالح هذه الشركات.

وعند الحديث عن مصالح بعض الدوائر الأمريكية لا بد من الحديث تحديداً عن مصالح شركات النفط الأمريكية، فالديمقراطيون رفعوا شعار الانتقال نحو الطاقة المتجددة وعدم تشجيع عمليات استخراج وتصدير النفط والغاز من الأراضي الأمريكية. وفي يناير 2024 أصدر بايدن حظراً على إصدار تراخيص جديدة لتصدير الغاز الأمريكي. 

في المقابل خاض ترامب الانتخابات حاملاً الشعار الحماسي التاريخي لشركات النفط "Drill baby drill" ("احفر يا حبيبي احفر") ووعد برفع كل القيود عن إنتاج النفط الأمريكي، ولكن إنتاج النفط في الولايات المتحدة عالي التكلفة، فتكلفة الإنتاج من الآبار المحفورة حديثاً تصل إلى 60 دولاراً للبرميل فيما تبلغ للآبار الأقدم حوالي 38 دولاراً. ولكن سعر الخام الأمريكي القياسي (خام غرب تكساس) لا يزال منذ أشهر أقل من 70 دولاراً للبرميل.

إن أي صلح روسي-أمريكي سيتطلب رفع العقوبات عن شركات النفط الروسية وعودة النفط الروسي دون قيود للأسواق، وهذا ما يمكن أن يخلق زيادة كبيرة في المعروض النفطي على نحو ما حصل في صيف 2014 والذي استمرت تأثيراته لسنوات.

كل ما سبق يشير إلى أن هناك تحديات وأسئلة معقدة تواجه أي مسعى لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية بشكل سريع عبر المفاوضات، فهذه المفاوضات تحتاج لأن يقتنع الطرفان الروسي والأوكراني بأن الرهان على الميدان وصل إلى طريق مسدود، أو يقترب من ذلك، كما يجب أن يقتنع جميع الداعمين الدوليين لأوكرانيا بأن الحل السياسي السلمي هو الخيار الأمثل، كما يجب أن تقتنع العديد من مراكز القوى ودوائر النفوذ الغربية أن الصلح مع روسيا يخدم مصالحها المباشرة، ولكن الواقع الحالي لا يزال بعيداً بوضوح عن متطلبات التفاوض والسلام.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات