البيت الأبيض: لن نتسامح مع ابتزاز أوروبا الاقتصادي لشركتي "ميتا" و"آبل"
عاد الجدل المستمر منذ سنوات طويلة بين فرنسا والمكسيك حول إعادة كنوز الأزتيك والمايا إلى الواجهة.
ووفقا لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، "تطالب قبيلة الناهينو الأصلية في المكسيك بإعادة مخطوطة كودكس بوربونيكوس".
وذكرت الصحيفة، أن "هذه الوثيقة النادرة، التي تحتفظ بها الجمعية الوطنية الفرنسية منذ عام 1826، تعد سجلاً للطقوس والتقاليد التي لا تزال تُمارس حتى اليوم، مثل إشعال مشاعل مصنوعة من الصبار للإعلان عن الاحتفالات".
بدورهم، وجه ممثلو الناهينو في ولاية إيدالغو في السابع من ديسمبر/كانون الأول رسالة إلى المشرعين الفرنسيين يطلبون دعمهم لإعادة المخطوطة.
وقالت إميليا ميندوزا إسبينوزا، عضو مجتمع الناهينو التي اطلعت على نسخة من المخطوطة في باريس عام 2023: "تمثل هذه الوثيقة تاريخنا الحي ومقاومتنا للاستعمار".
وأكد التقرير، أن "طلب اسىعادة المخطوطة يحظى بدعم نواب من اليسار الراديكالي في فرنسا، بما في ذلك أرنو لوغال وصوفيا شيكيرو من حزب فرنسا الأبية، الذين وعدوا بطرح القضية في البرلمان".
وأكد لوغال أن القضية تتعلق بـ"الذاكرة والعدالة"، داعياً إلى فصلها عن النزاعات الدبلوماسية.
وتُعد كودكس بوربونيكوس جزءاً من مجموعة ضخمة من القطع الأثرية المكسيكية الموجودة في فرنسا.
كما تضم مكتبة فرنسا الوطنية، 432 مخطوطة، من بينها مخطوطات تعود للعصور ما قبل الإسبانية والفترة الاستعمارية.
وتشمل هذه المجموعة مخطوطة باريس المايا، التي توثق علم الفلك والطقوس، ومخطوطة تليريان-ريمنس الأزتيكية، وتُحفظ هذه القطع تحت حماية القانون الفرنسي كـ"كنوز وطنية"، ما يجعل إعادة ملكيتها معقدة للغاية، ويتطلب ذلك تعديل التشريعات القائمة.
وأشار تقرير "لوموند"، إلى أن "التوترات الثقافية بين فرنسا والمكسيك تعود إلى عقود، وفي عام 1982، قام المحامي المكسيكي خوسيه لويس كاستانيدا ديل فايي بتهريب مخطوطة الأزتيك تونالاماتل أوبين من مكتبة فرنسا الوطنية إلى المكسيك".
بدورها ،منعت فرنسا الباحثين المكسيكيين من الوصول إلى مجموعاتها لسنوات، واستغرق الأمر أكثر من عقد للوصول إلى تسوية تمكّن المكسيك من الاحتفاظ بالمخطوطة مع الاعتراف بالملكية الفرنسية.
وأضاف التقرير، أنه "في عام 2020، طالبت بيتريس غوتيريز، زوجة الرئيس المكسيكي آنذاك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، فرنسا بإعادة القطع الأثرية للاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لاستقلال المكسيك".
ورغم الترتيبات التي سمحت بعرض القطع مؤقتاً، لم يتم اتخاذ أي خطوات لإعادتها بشكل دائم.
وبحسب التقرير، "أظهرت فرنسا استعداداً لإعادة القطع الأثرية الأفريقية في السنوات الأخيرة، إذ أعادت في عام 2019، سيفاً تاريخياً إلى السنغال، وفي عام 2021 أعادت 26 قطعة من كنوز ملوك أبومي إلى بنين، إلا أن هذه السياسة لم تُطبق في أمريكا اللاتينية".
ولا تزال المكسيك تضغط من أجل إعادة "كودكس بوربونيكوس"، إلى جانب مطالب أخرى تتعلق بقطع أثرية محفوظة في النمسا وألمانيا وإيطاليا.
بدورها، أكدت الرئيسة المكسيكية الجديدة كلوديا شينباوم، التزامها بمواصلة هذه الجهود.
وتعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المقررة إلى المكسيك في أوائل عام 2025، فرصة لإعادة إطلاق المناقشات حول الإعادة.
وتأمل السلطات المكسيكية والمجتمعات الأصلية ونواب فرنسيون أن تكون هذه الزيارة إشارة إلى تغيير في السياسات تسهم في إعادة هذا التراث الثقافي الثمين.
وخلص التقرير بالقول، إنه "ورغم العقبات القانونية والدبلوماسية، يبقى شعب الناهينو والمسؤولون المكسيكيون مصممين على استعادة تاريخهم".