سانا: ميليشيا حزب الله تستهدف بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة منازل في قريتي زيتا والمصرية غرب حمص

logo
العالم

"الشركاء الجدد".. درع ثلاثي الساحل لكبح النفوذ الفرنسي

"الشركاء الجدد".. درع ثلاثي الساحل لكبح النفوذ الفرنسي
متظاهرون في النيجر يطالبون برحيل الجيش الفرنسيالمصدر: رويترز
03 نوفمبر 2024، 6:23 م

تواجه الدبلوماسية الفرنسية صعوبات بالغة في استرجاع العلاقات مع دول الساحل الإفريقي الثلاث"  النيجر ومالي وبوركينا فاسو"، بقيادة المجالس العسكرية المعادية صراحة للقوة الاستعمارية السابقة.

وحول ذلك، سلّطت قناة "تي في 5 موند" الفرنسية الضوء على حالة العلاقات الفرنسية مع دول الساحل الإفريقي.

 ففي النيجر لم يعد العلم ثلاثي الألوان يرفرف فوق السفارة الفرنسية في نيامي، في حين لا تزال النوافذ المكسورة والبوابة وواجهة المبنى تحمل ندوب المظاهرات العنيفة المناهضة لفرنسا التي هزت العاصمة النيجرية بعد التغييرات التي أطاحت بالرئيس المخلوع محمد بازوم في يوليو \ تموز 2023.

وكان آخر سفير في النيجر، سيلفان إيتيه، غادر البلاد في نهاية المواجهة بين المجلس العسكري وباريس بعدما رفضت فرنسا الاعتراف بشرعية المجلس العسكري الحاكم.

ولغاية الآن لم يتم استبداله، حيث أُغلقت أبواب الملحق الدبلوماسي رسمياً، وكذلك أبواب مدرسة لافونتين الثانوية الفرنسية، حيث كانت الأعشاب الضارة تحيط بمحيطها التي ظلت مغلقة مع انطلاق السنة الدراسية في شهر سبتمبر \ أيلول الماضي.

وبرّرت وزارة الخارجية الفرنسية إغلاق مقرها "حتى إشعار آخر"، بالعوائق الخطيرة مثل حصار السفارة وقيود السفر والإعادة القسرية للموظفين الدبلوماسيين المقرر وصولهم إلى النيجر.

وأما مركز "جان روش" الثقافي الفرنسي النيجري، فقد حول إلى نيجيريا حصريا في يونيو \ حزيران، وتم تغيير اسمه إلى "مصطفى الحسن"، نسبة إلى مخرج سينمائي محلي.

ويواصل تقرير القناة الحكومية، أنه "إذا ظلت المستشارية الفرنسية في مالي وبوركينا فاسو مفتوحة، فإنها مع ذلك تعمل ببطء، ويرأسها القائم بالأعمال، تماماً مثل سفارتي هذين البلدين والنيجر في باريس".

أخبار ذات علاقة

ملف الهجرة.. مواجهة معقدة بين أوروبا ودول الساحل الأفريقي

 ويستمر إصدار التأشيرات على أساس كل حالة على حدة -في كلا الاتجاهين -وخاصة للطلاب والفنانين والرياضيين وموظفي الخدمة المدنية.

وفيما يتعلق بالمساعدات، علقت وكالة التنمية الفرنسية مشاريعها الجارية في دول الساحل الثلاث، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية ملياري يورو.

كما تتعاون الدول الثلاث، التي طردت الجيش الفرنسي من أراضيها وشكلت كونفدرالية دول الساحل في عام 2023، لاحتواء الهجمات المتكررة التي تشنها الجماعات المتطرفة في الوقت نفسه الذي تقترب فيه من قوى أخرى مثل روسيا.

وقال مسؤول كبير سابق في إدارة بازوم في المنفى إن "النيجر هي حقاً الدولة التي اتخذت المواقف الأكثر تطرفاً، والعلاقات مع فرنسا مقطوعة تماماً" وفق وصفه.

وفي الأثناء يظل مصير الرئيس السابق بازوم، الذي لا يزال محتجزاً منذ الانقلاب، نقطة خلاف رئيسة بين الجيش وباريس التي "طالبت دائماً بإطلاق سراحه"، بحسب ما قاله محيطه.

أما نظام الرئيس الانتقالي في بوركينافاسو إبراهيم تراوري، الذي وصفته عدة مصادر فرنسية أنه "مهووس بأمنه"، فقد حصل في يناير \ كانون الثاني 2023، على رحيل السفير لوك هالاد.

وفي أبريل \ نيسان 2024، تم إعلان أن اثنين من المستشارين السياسيين بالسفارة "شخصان غير مرغوب فيهما"، بسبب "أنشطة تخريبية"، وطُلب منهما مغادرة البلاد حسب القناة الفرنسية.

لكن التوترات بين البلدين تتركز الآن على مصير المسؤولين الفرنسيين الأربعة الذين تم تقديمهم على أنهم عملاء للمخابرات الأجنبية اعتقلوا في ديسمبر \ كانون الاول 2023، واتهموا بـ"التجسس"، ولم تنجح المفاوضات من أجل إطلاق سراحهم حتى الآن، حيث إنهم ما زالوا محتجزين في واغادوغو.

أخبار ذات علاقة

هل ستكون موريتانيا بوابة فرنسا للعودة إلى الساحل الأفريقي؟

 ويؤكد المتخصص الأمريكي في شؤون الساحل مايكل شوركين، " أصبحت فرنسا غير مسموعة لهذه الدول، إنهم يشعرون بقدرتهم معاً على مواجهة التحديات، وهم سعداء بشركائهم الروس والصينيين والأتراك".

وفي المقابل، يوضح التقرير الفرنسي، أن الأجواء تبدو أقل ضرراً مع باماكو، التي يُنظر إلى مجلسها العسكري في باريس على أنه "أكثر تنظيماً وأكثر صلابة من المجلسين الآخرين".

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي للقناة "نحن لا نقطع القنوات أبدًا حتى في أسوأ العلاقات".

ويكشف قائلاً "إننا نتعاون بشكل خاص على المستوى الثقافي أو الرياضي، علاوة على ذلك، يظل المعهد الفرنسي في باماكو نشطًا للغاية، ولكن بمجرد أن يصبح الأمر سياسيًا، تصبح الأمور معقدة ".

وعلى سبيل المثال، كان القائم بالأعمال المالي في باريس باكاري ديمبيلي حاضراً في مواقع الألعاب الأولمبية التي نظمت في فرنسا هذا الصيف، لكنه لم يستجب للدعوة الفرنسية لحضور احتفالات الذكرى الثمانين لعمليات الإنزال في نورماندي.

وكانت وقّعت النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهي 3 دول في غرب أفريقيا يقودها الجيش، معاهدة "اتحاد كونفدرالي" في نيامي، في تطور يؤكد تصميمها على رسم مسار مشترك خارج المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي تحثها على العودة إلى الحكم الديمقراطي.

واستولت المجالس العسكرية في الدول الثلاث على السلطة بسلسلة من الانقلابات في الفترة بين عامي 2020 و2023، وقطعت العلاقات العسكرية والدبلوماسية مع الحلفاء الإقليميين والقوى الغربية، وتحديداً فرنسا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات