إعلام إيراني: مبعوث ترامب يصل مسقط لإجراء مفاوضات مع الإيرانييين حول الملف النووي
في مشهد تاريخي لم يسبق أن عاشته الجمهورية الفرنسية، بات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتقلب على وسادتين بين اليمين واليسار، فبعد أن كان متخوفا من التعايش مع رئيس وزراء يميني متطرف، بات اليوم قلقا من التعايش مع رئيس وزراء يساري راديكالي، بعدما قلب اليساريون الطاولة على معسكري ماكرون وجوردان بارديلا في جولة الانتخابات التشريعية الثانية.
وبعد تفوق اليسار المتطرف في الانتخابات التشريعية على كل من اليمين المتطرف ومعسكر ماكرون باتت الكتل المتصدرة الثلاث في البرلمان الفرنسي لا يملك أيا منها الأغلبية.
ويرى مراقبون أن ماكرون قد يضطر للقبول بحكومة تعايش مع تحالف اليسار الذي يقوده زعيم حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون، والذي يكن له ماكرون (والدولة العميقة عموما) كراهية شديدة.
وأخيرا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه "من غير الوارد" الحكم مع حزب فرنسا الأبية (أقصى اليسار) بعد الانتخابات التشريعية، رغم انسحاب مرشحي المعسكر الرئاسي لصالح ائتلاف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف.
وقال خلال جلسة لمجلس الوزراء بحسب عدد من المشاركين، إن "الانسحاب اليوم لصالح مرشحي اليسار لمواجهة التجمع الوطني لا يعني الحكم غدا مع فرنسا الأبية". وأضاف "الأمر غير وارد".
وفي رسالة سابقة على منصة "إكس" أكد رئيس الوزراء غابريال أتال "ليس هناك تحالف مع فرنسا الأبية ولن يكون".
وبهذه النتائج الأخيرة الصادمة، انقسمت فرنسا إلى ثلاثة أطراف متقاربة من حيث الأصوات والمقاعد؛ ما يجعل حكمها بالغ الصعوبة.
الإشكال الآخر، بحسب مراقبين هو أن اليسار متحالف مع أطراف لا يكن بعضها لبعض الكثير من الود، وستختلف بشدة على من يكون رئيسا للحكومة على سبيل المثال.
وسيعمل اليمين المتطرف (الكتلة الأكثر صلابة) على كسر التحالفات المعادية له وهو الذي أصبح يمثل أكثر من ثلث الفرنسيين من حيث الأصوات.
وستتفاقم قلاقل فرنسا المتصارعة مع نفسها ومع الآخر في آن واحد، وهي التي تخوض معارك مع القوى المعادية مثل روسيا والصين، إضافة إلى أفريقيا التي يتقلص فيها نفوذها بشدة وقد طردت من بعض دولها.
ونشرت قناة "بي إف إم" الفرنسية، نقلًا عن بيانات من مراكز الاقتراع، نتائج التصويت الأولية، التي تفيد بأن ائتلاف الأحزاب اليسارية، (الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم حزب "فرنسا الأبية")، يتصدر الانتخابات في فرنسا، حيث حصل على ما بين 175 إلى 205 مقاعد في البرلمان، ويحتل ائتلاف "معا" بزعامة إيمانويل ماكرون المركز الثاني مؤقتا، حيث حصل على ما بين 150 و175 مقعدا في البرلمان.
واتفقت الأحزاب السياسية التي تمثل اليسار، وتشمل الاشتراكيين، والخضر من اليسار المعتدل، والحزب الشيوعي، وحزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلنشون من أقصى اليسار على تشكيل تحالف.
وتعهد التحالف اليساري بوضع حد أقصى لأسعار السلع الأساسية مثل الوقود والأغذية، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى صافي 1600 يورو شهريا، ورفع أجور العاملين في القطاع العام، وفرض ضريبة الثروة، وإدخال تعديلات على ضريبة الميراث.
كذلك تعهد التحالف اليساري بوقف مشاريع بناء الطرق السريعة الجديدة، واعتماد قواعد لمكافحة هدر مياه الشرب، وإلغاء تعديلات نظام التقاعد التي نفذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق، والعمل من أجل عودة سن التقاعد إلى الستين.
وأعلن أنه سينهي إجراءات التقشف التي فرضت بموجب قواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي، وإدخال تعديلات على السياسات الزراعية المشتركة مع أوروبا.