وزير الخارجية المصري يؤكد في اتصال هاتفي مع ويتكوف على ضرورة نفاذ المساعدات إلى غزة

logo
العالم

"إعصار انتخابي".. نيكي هيلي وجيل ستاين "تزعجان" ترامب وهاريس

"إعصار انتخابي".. نيكي هيلي وجيل ستاين "تزعجان" ترامب وهاريس
ترامب وهاريس تتوسطهم جيل ستاينالمصدر: إرم نيوز
30 أكتوبر 2024، 12:33 م

عندما خسرت المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، قالت إن سبب الخسارة كانت الأصوات التي أخذتها منها مرشحة حزب الخضر المستقلة، جيل ستاين، في ولاية ميشيغان.

وفي ذلك الوقت، فاقت تلك الأصوات نسبة 1% من أصوات الناخبين، ولكنها كانت نسبة كافية لترامب للفوز بالولاية المحورية، وبفارق  ضئيل لا يتعدى بضعة آلاف من الأصوات، ولكن الحسم في ميشيغان أنهى السباق الرئاسي آنذاك لصالح ترامب في مفاجأة كانت مدوية.

هذا السيناريو يعود إلى الواجهة مجددًا بين قيادات الحزب الديمقراطي؛ بسبب الظهور المتزايد لستاين في ميشيغان، وبسبب وجود قاعدة واسعة من المؤيدين لها في هذه الولاية المتأرجحة والمفتاحية، إضافة إلى ولايات بنسلفانيا وأريزونا وفلوريدا وويسكنسن.

وتؤمن ستاين بأنها لا تستطيع الفوز في الانتخابات، ولكنها تؤمن بأن لديها رسالة تقدمها للأمريكيين بوجودها الدائم على بطاقات الاقتراع الرئاسي بصفة المرشحة المستقلة، وهي تقول إنها تريد أن تقدم للناخبين خيارًا بديلًا من خارج مؤسسة الحكم التقليدية التي تدير العاصمة واشنطن، وأنها تحرص دائمًا على تقديم آراء مستقلة ليست محكومة بحسابات الربح والخسارة.

وفي هذه الانتخابات، ظهرت ستاين بوصفها مرشحة تدعو إلى وقف الحرب في غزة ولبنان وأوكرانيا، وإلى تدخل بأزمة الشرق الأوسط تدخلًا أكثر صرامة من إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، بالموازاة مع التعجيل بحل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك منع إرسال مساعدات مالية وعسكرية لإسرائيل.

وبتناغم خطاب ستاين تمامًا مع فئات واسعة من الناخبين الأمريكيين، من بينهم المنحدرون من دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، التي باتت أزمة الشرق الأوسط بكل تعقيداتها القضية الانتخابية الأولى بالنسبة لهم، إضافة إلى أنصار وأعضاء تلك الحركة الطلابية الاحتجاجية الواسعة التي شهدتها الجامعات الأمريكية مطلع الصيف الماضي، وكذلك الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي من قيادات الصف الأول، ممثلة بأعضاء بمجلسي النواب والشيوخ، وأولئك اليافعين من الديمقراطيين الذين تقع أعمارهم بين الثمانية عشرة والسادسة والعشرين.

وهؤلاء بمنزلة حركة احتجاجية داخل الحزب الديمقراطي، فهم غاضبون من طريقة إدارة الرئيس بايدن للحرب في الشرق الأوسط، ويدعون إلى العودة إلى التمسك بالقيم الأمريكية الأصلية، من خلال التوقف عن دعم الحروب، والدفاع أكثر عن حقوق الإنسان وحماية الأقليات.

هذه القاعدة الواسعة من الغاضبين داخل الحزب الديمقراطي تزداد اتساعًا بانضمام كثير من أصوات المستقلين والغاضبين من السياسات العامة في البلاد..

وهي القاعدة التي بدأت تشكل رهانًا انتخابيًّا حقيقيًّا بالنسبة لستاين وغيرها من الأصوات الأمريكية التي تدعو لضرورة وجود خيار انتخابي ثالث على الطاولة، بعيدًا عن المؤسسة السياسية التقليدية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري .

وتقول ستاين إن المؤسسة الحاكمة بصورتها النمطية فشلت في تقديم الحلول المقنعة للأمريكيين، وإن استمرارها في الهيمنة على المشهد السياسي لا يقدم الحلول التي يرجوها الناخبون الأمريكيون.

هذا الصوت الذي تنادي به ستاين، يتماهى مع تلك الدعوات التي نادى بها 70% من الأمريكيين عندما قالوا إنهم لا يريدون أن يكرروا سيناريو بايدن وترامب في انتخابات العام الحالي، ويكفي ذلك الذي حدث قبل أربع سنوات.

أخبار ذات علاقة

"نيويورك تايمز": الديمقراطيون يراهنون على "ورقة" حقوق الإجهاض

 

مخاوف الديمقراطيين

ولا تعود مخاوف الديمقراطيين من وجود ستاين في السباق الرئاسي، إلا تجربة الخسارة مع هيلاري كلينتون فقط، ولكن في ذاكرتهم تلك الخسارة المؤلمة التي تكبدها المرشح آل غور في مواجهة الرئيس السابق جورج بوش، عندما خسر انتخابات عام 2000 في ولاية فلوريدا، بسبب تصويت قاعدة واسعة من الديمقراطيين لصالح المرشح المستقل العربي الأصل، رالف نادر، وفوز الأخير بمئة ألف صوت في هذه الولاية، وهي الأصوات التي أعطت التفوق لبوش آنذاك، على حساب آل غور، بفارق لا يتعدى 500 صوت.

ولا يتردد بعض الديمقراطيين في اتهام ستاين بإفساد الانتخابات، والعمل ضد مصلحة هاريس، ولكن ستاين ترد على ذلك بقولها إن هذا تدخل في حريات الناخبين وقمع لأصواتهم، ومحاولة لإجبارهم للتصويت لصالح المؤسسة الحاكمة.

ومن جانبها، أطلقت حملة هاريس حملة دعائية إعلانية عبر شبكات التلفزيون الوطنية ضد ستاين، مؤكدة أن كل صوت يذهب للمرشحة المستقلة، هو صوت يدعم المرشح الجمهوري في هذه الانتخابات.

قلق الجمهوريين

وفي الجهة المقابلة، هناك امرأة أخرى تفسد خطط الجمهوريين، وتشكل مصدر قلق واسع للمرشح، دونالد ترامب.

إنها نيكي هيلي، الصوت المعارض من داخل الحزب الذي بقي في السباق الرئاسي التمهيدي، ولم يغادره إلا بعد أن غادره المنافسون الآخرون جميعهم، ومع ذلك ورغم خروجها من السباق صوت لها جمهوريون كثيرون في الانتخابات التمهيدية، وفي أغلب الولايات المتأرجحة، وبأرقام مقلقة بالنسبة لترامب.

ورغم حضور هيلي إلى المؤتمر العام للحزب الجمهوري، وإلقائها خطابًا أمام المشاركين، وإعلانها دعم مرشح الحزب، فإن ذلك لم يكن كافيًا لإذابة الجليد المتراكم بينها وبين الرئيس السابق، بسبب الانتقادات الحادة التي وجهتها لترامب، وحصاد ولايته الأولى في البيت الأبيض، وكذلك التشكيك في أهليته لإدارة البلاد لولاية ثانية.

وقدمت هيلي نفسها في الانتخابات التمهيدية على أنها صوت القيادات الجديدة في الولايات المتحدة، التي لم تعد بحاجة كما تقول إلى رجلين، كلاهما في الثمانين من العمر، وكلاهما يمثل الماضي، بينما أمريكا تريد الذهاب إلى المستقبل.

مؤيدو الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولينا داخل قواعد الحزب الجمهوري كثر، خاصة بين النساء الرافضات لخطاب ترامب، ومرشحه لمنصب النائب، السيناتور جي دي فانس، في القضايا المتعلقة بالنساء، وعلى رأسها قضية الإجهاض.

وأعطت هيلي ظهورها اللافت في انتخابات الحزب التمهيدية بارقة أمل للجمهوريين المحافظين الراغبين في الخروج من مرحلة سيطرة حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" على الحزب، وراهن كثير من المستقلين على أن هيلي تملك الفكرة التي تحقق رغبتهم في التصويت لوجه جديد يختلف عن القيادات التقليدية التي يقدمها الحزبان في العقد الأخير.

هيلي التي دعمت ترامب علنًا وصراحة التزامًا بتقاليد الحزب الجمهوري، أبقت الباب مفتوحًا أمام ترامب وأنصاره للتوصل إلى تسوية مقنعة بمشروع ترامب لولاية ثانية، بقولها إنه ذكي بما فيه الكفاية لإقناع هؤلاء بالتصويت له في نوفمبر المقبل.

خيار "الأريكة"

وداخل المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، هناك هذا الخوف المتنامي من ذهاب أصوات الغاضبين إلى المرشح الآخر، أو امتناع أعضاء الحزب عن التصويت، واتخاذ خيار "الأريكة"، وهو المصطلح الذي يعني البقاء في البيت، وعدم الذهاب إلى مراكز التصويت، لأنه لا شيء يستحق ذلك العناء.

وداخل حملة  ترامب، حاول جمهوريون إقناع الرئيس السابق بفتح خطوط التواصل مع المرشحة السابقة، ولكن الاتصالات التي حدثت بين الطرفين لم تصل إلى نتيجة محددة.

وتقول هيلي في خروج نادر خلال أسبوع الحملة الأخير إن ترامب وأنصاره يرتكبون خطأ كبيرًا بالابتعاد عن القيم المشتركة بين الأمريكيين في خطاباتهم، وإن طريق النجاح يمر  من خلال إظهار الاحترام للنساء، والابتعاد عن خطاب التفرقة بين الأمريكيين.

هذا الرأي بحد ذاته، رأت فيه قيادات حملة ترامب مؤشرًا على أن الهوة عميقة بين رؤية ترامب وهيلي، وأنه بات الوقت الآن ضيق  جدًّا أمام أي محاولة لإصلاح العطب الموجود في علاقة الطرفين.

وبقي أسبوع واحد فقط قبل موعد الانتخابات، وبكل تأكيد، فإن الفائز من بين المرشحين سوف ينسى الحديث عن الخيار الآخر فيما بعد الانتخابات، ولكن الخاسر لن يتوقف بكل تأكيد عن الحديث عن الطرف الآخر، الذي سوف يحمله أسباب الخسارة بعدم التعاون الكافي، وبأخذ أصوات كان يفترض أنها سوف تكون لصالحه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC