تساءل تقرير لصحيفة "الغارديان" عما إذا كان وعد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بالتشريع الكامل للماريغوانا سيغير قواعد اللعبة الانتخابية، ويمنحها مزيدًا من أصوات الناخبين الأمريكيين السود.
وبحسب الصحيفة، أعلنت هاريس أنها إذا انتخبت رئيسة، فإنها ستضفي الشرعية الكاملة على "الحشيش الترفيهي" للبالغين على المستوى الفيدرالي، وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها مرشح رئاسي مثل هذا الموقف الواضح بشأن إنهاء حظر الحشيش.
الناخبون السود
وكجزء من تعهدها، قالت نائبة الرئيس إنها ستتخذ خطوات لضمان أن الرجال السود، المسجونين والمحرومين بشكل غير متناسب بسبب الحرب على المخدرات، سيستفيدون من هذه الصناعة.
وفي هذا السياق، قال غريفين ثورن، المحامي المتخصص في قضايا القنب إن " الوعد الذي قطعته هاريس كان سياسيًا بشكل واضح، نظرًا لأن الإعلان جاء قبل أقل من 3 أسابيع من الانتخابات الرئاسية".
ويرى ثورن وغيره من الخبراء الذين تحدثت إليهم "الغارديان" أن حملة هاريس تحاول تعزيز أعداد الناخبين السود، وخاصة الرجال منهم، المترددين في دعم هاريس مقارنة ببايدن، وفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التعهد يُميز هاريس عن خصمها ترامب ورئيسها الحالي بايدن، وفي حين أن الرئيسين الحالي والسابق يدعمان الآن مستوى معينًا من تقنين القنب، فإن هاريس هي أول من ذكر صراحة أن إنهاء الحظر يُمثل أولوية بالنسبة إليها.
وفي الوقت الذي غيّر فيه ترامب لهجته بشأن الحشيش خلال موسم الانتخابات هذا، بما في ذلك دعم مبادرة الاقتراع المقبلة في فلوريدا والتي من شأنها تقنين الحشيش الترفيهي، فإن القرارات التي اتخذها خلال فترة رئاسته تركت شعورًا دائما بعدم الثقة بين المناصرين.
وفي المقابل، قدم بايدن عددًا من الوعود بشأن "الحشيش"، بما في ذلك حذف السجلات الجنائية لإدانات الحيازة وإعادة جدولة الحشيش بحيث يكون مؤهلاً للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء، لكنه لم يحذف سوى جزء صغير من الإدانات المتعلقة بالقنب خلال إدارته.
مبادرات العدالة الاجتماعية
ولفتت الصحيفة إلى أن هاريس تميز نفسها عن ترامب في الدعوة إلى أحكام العدالة الاجتماعية التي تساعد الرجال السود على الاستفادة من صناعة القنب التي يسيطر عليها البيض بشكل شبه كامل.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن تفعيل مثل هذه الأحكام أمر صعب حتى ولو فازت هاريس وسيطر الديمقراطيون على الكونغرس؛ لأن الديمقراطيين عندما سيطروا على مجلسي الكونغرس خلال إدارة بايدن لم يتمكنوا من تمرير إصلاح سياسة القنب بنجاح.
ووفق تقارير، لم تعالج مبادرات العدالة الاجتماعية بشكل كامل العوائق التي تحول دون الدخول إلى الصناعة، وفي بعض الأحيان قدمت التمويل للأشخاص الذين لديهم صلات مشكوك فيها بالمجتمعات المهمشة التي كان من المفترض أن يخدموها.
ومن جانب المنخرطين بصناعة القنب، خصوصًا السود، كانت ردود الفعل على تعهد هاريس مختلطة، وشكك العديد منهم في إمكانية نجاح هاريس في تنفيذ تعهدها.
