زلزال بقوة 7,1 درجات قبالة جزر تونغا (المعهد الجيولوجي الأمريكي)
تواجه الجبهة الشعبية الجديدة (NFP) في فرنسا، لحظة حاسمة مع تصاعد الحديث عن احتمال سقوط حكومة ميشيل بارنييه عبر تصويت على حجب الثقة، تهدد بتنفيذه مارين لوبان قبل نهاية العام.
وعلى الرغم من أن هذا السيناريو قد يبدو فرصة مواتية لليسار لتقديم بديل سياسي، إلا أن انقسامات عميقة وغياب رؤية موحدة تثير الشكوك حول قدرة أحزاب الجبهة على استثمار اللحظة لصالحها، وفق تقرير لصحيفة "لوفيغارو "الفرنسية .
وأوضح التقرير أنه رغم تحذيرات جان-لوك ميلنشون بأن "الحكومة ستسقط بين 15 و21 ديسمبر"، لم تبادر الجبهة الشعبية الجديدة إلى صياغة خطة سياسية واضحة لمواجهة أي تطورات محتملة.
مبينا أنه ومنذ فوزها الهزيل في الانتخابات التشريعية، لم تنجح الأحزاب الأربعة المشكلة للجبهة في تجاوز خلافاتها الداخلية التي تفاقمت بفعل التوترات بين فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي.
بدورها، أشارت مصادر اشتراكية إلى أن الانقسامات تجعل التصويت على حجب الثقة خطوة محفوفة بالمخاطر، حيث إن اليسار لا يزال بعيدًا عن بناء إجماع داخلي أو طرح بديل سياسي مقنع.
وقال أحد المسؤولين الاشتراكيين: "دون اتفاق شامل بين أحزاب الجبهة ودعم من جزء من الماكرونيين، قد نجد أنفسنا أمام فراغ سياسي يصعب السيطرة عليه".
وبحسب التقرير، تظل لوسي كاستيه، المرشحة التي اختارتها الجبهة الشعبية الصيف الماضي لرئاسة الحكومة، الخيار الأكثر تماسكًا بين أحزاب اليسار.
ولفت إلى أن الانقسامات بدأت تظهر حول قدرتها على قيادة التحالف في هذه اللحظة الحرجة، مضيفًا أن بعض قيادات الحزب الاشتراكي تدفع بترشيح برنارد كازنوف، رئيس الوزراء الأسبق، كبديل محتمل، إلا أن هذا الخيار يواجه اعتراضًا شديدًا من حزبي الخضر وفرنسا الأبية، اللذين يعتبرانه شخصية مثيرة للجدل وغير مقبولة من قبل القاعدة الشعبية لليسار.
بدوره حذر أحد قياديي الحزب الاشتراكي من أن "دعم كازنوف سيؤدي إلى انقسام الجبهة الشعبية، وسيضع الاشتراكيين في تحالف مع الماكرونيين، حيث سيصبحون أقلية في معسكرهم".
من جانبها، ترى "فرنسا الأبية" أن أي محاولة لتجاوز كاستيه ستُعد بمثابة خيانة للمفاوضات الطويلة التي أفضت إلى اختيارها، وهو موقف عبر عنه جان-لوك ميلنشون بوضوح.
وأكد التقرير أن المأزق السياسي يتعمق مع غياب خطة بديلة واضحة، حيث نفذت مارين لوبان تهديدها بتقديم اقتراح بحجب الثقة، ستواجه الجبهة الشعبية أزمة كبرى لتوحيد صفوفها بسرعة وتقديم مرشح توافقي.
ويتطلب ذلك دعمًا من داخل أحزاب الجبهة وأيضًا من نواب ماكرونيين مستعدين للتعاون. لكن، حتى الآن، يبدو تحقيق هذا السيناريو شبه مستحيل.
من جانبه، لخّص مسؤول اشتراكي الوضع قائلاً: "الحل الوحيد هو اتفاق شامل بين أحزاب الجبهة وبعض الماكرونيين على عدم دعم أي اقتراح بحجب الثقة، ودون ذلك، سنواجه فراغًا سياسيًا غير مستدام".
وأكد تقرير "لوفيغارو"، أنه في حين يتردد اسم كازنوف بين بعض الدوائر السياسية، يحذر كثيرون من أن ترشيحه قد يعزز الانقسامات داخل الجبهة الشعبية، مما سيمنح مارين لوبان واليمين المتطرف فرصة لتحقيق مكاسب سياسية.
وفي المقابل، يؤكد أنصار كاستيه أن إعادة فتح النقاش حول القيادة سيعطل أي فرصة لتحرك فعال، وهو ما شدد عليه ميلنشون قائلاً: "لقد ناقشنا هذا الأمر بما يكفي، ولا يمكننا إعادة النظر فيه كلما تغير الوضع السياسي".
وخلص التقرير بالقول إنه مع اقتراب أعياد الميلاد، تعرقل الانقسامات الداخلية وغياب إستراتيجية موحدة موقف اليسار، وبين الطموحات الشخصية والخلافات العميقة، قد تجد الجبهة الشعبية نفسها عاجزة عن مواجهة سيناريو سقوط الحكومة، موضحًا أن هذا الوضع قد يصب في مصلحة إيمانويل ماكرون الذي قد يظهر في موقف أقوى أمام معارضة مشرذمة.