عراقجي: إيران أمريكا ستجتمعان في عُمان يوم السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى
في وقت يتجه فيه الوضع السياسي في سوريا نحو تشكيل حكومة جديدة عقب التطور المفاجئ هذا الأسبوع الذي انتهى بسقوط نظام بشار الأسد، يظل رد فعل الولايات المتحدة غامضًا.
وتحدثت مجلة "ذا كونفرزيشن" الأمريكية مع الباحث في السياسة الخارجية الأمريكية في الجامعة الأمريكية، جوردان تاما، لفهم الدور الذي أدته الولايات المتحدة في سوريا وما قد يعنيه سقوط الأسد المفاجئ في هذه العلاقة.
وأشار تاما إلى أن تدخل الولايات المتحدة في سوريا بدأ منذ عام 2011 مع انطلاق ما يعرف بـ"الربيع العربي" في الشرق الأوسط، الذي أدى إلى قمع عنيف من الحكومة السورية بقيادة الأسد.
ومع تزايد الاحتجاجات وتحول بعضها إلى صراع مسلح، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الحكومة السورية.
في عام 2013، بدأت الولايات المتحدة بتزويد المجموعات المتمردة بالسلاح لمقاومة النظام السوري، وفي نفس العام، تجاوز الأسد ذلك باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وهو ما دفع الرئيس باراك أوباما لوضع "خط أحمر"، لكنه قرر عدم التدخل بعد التزام الأسد بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، رغم عدم وفائه التام بالوعد، بحسب مجلة "ذا كونفرزيشن".
وفي 2014، بعد أن استولى تنظيم داعش على أجزاء من سوريا، نشرت الولايات المتحدة قوات لمحاربته في 2015. وبحلول 2019، نجحت الولايات المتحدة في إضعاف داعش كثيرًا وقلصت وجودها.
ورغم ذلك، لم تعترف الولايات المتحدة بشرعية حكومة الأسد، لكنها تقبلت في النهاية حكمه في ظل الوضع القائم.
وأضاف تاما أن الولايات المتحدة لا تزال متورطة في سوريا بطرق مختلفة، فهناك نحو 900 جندي أمريكي متمركزين في مناطق نائية لمنع داعش من إعادة تجميع صفوفه. كما قدمت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار مساعدات عسكرية للمجموعات المعتدلة، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على شمال شرقي سوريا وتعاونت مع الولايات المتحدة في محاربة داعش مع الحفاظ على معارضتها للنظام السوري.
وتواصل الولايات المتحدة أيضًا فرض عقوبات على الحكومة السورية منذ عام 2011، بالإضافة إلى تقديم مساعدات إنسانية للمواطنين السوريين المتضررين من الحرب.
ومع ذلك، أشار تاما إلى أن الولايات المتحدة لم تكن جزءًا من الإطاحة بحكومة الأسد، إذ تلقت المجموعات المتمردة الدعم بشكل رئيسي من تركيا التي تسعى إلى تقليل نفوذ حزب العمال الكردستاني السوري، وفق قوله.
وفيما يتعلق بتأثير سقوط الأسد على الولايات المتحدة، أوضح تاما أن هذا التحول قد يفتح الباب لتحسين العلاقات بين البلدين، ولكن ذلك يعتمد على الحكومة الجديدة في سوريا.
من جهة أخرى، يعد تنظيم داعش تهديدًا مستمرًا بالنسبة للولايات المتحدة، التي نفذت أخيرًا ضربات ضد أهدافه لمنعه من استعادة الأراضي بعد سقوط الأسد، كما تقول المجلة.
وعند الحديث عن تأثير الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أشار تاما إلى أن ترامب كان يرى أن سوريا ليست من أولويات الولايات المتحدة. ورغم رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا، فقد تم الإبقاء على عدد قليل من القوات هناك بناءً على نصائح مستشاريه.
وعادةً ما كان ترامب يؤيد إسرائيل، مما جعله أقل اهتمامًا بتورط الولايات المتحدة في الأحداث السورية. ومع ذلك، أكد تاما أن من مصلحة الولايات المتحدة البقاء منخرطة في سوريا، نظرًا إلى تأثير الأحداث في هذا البلد على الشرق الأوسط عمومًا، وفق تقديره.