"بتاح تكفا".. مدينة إسرائيلية حولتها المافيا إلى ساحة لحرب عصابات

حذَّر موقع "واللا" العبري من تحوّل مدينة "بتاح تكفا" وسط إسرائيل إلى ما وصفها بـ"مدينة حرب"، جراء صراعات دامية بين عصابات المافيا الإسرائيلية ذاتها، أو بينها وبين رجال أعمال.

وذكر تحقيق للموقع، الليلة الماضية، أن الصراع بين العصابات الإجرامية المحلية وبين رجال أعمال، ولا سيما من المستثمرين في القطاع العقاري، بلغ ذروته، إذ حوَّل "بتاح تكفا"، التي تعد خامس أكبر مدينة إسرائيلية من حيث الكثافة السكانية، إلى ساحة حرب.

عنف العصابات أصبح روتينيًّا

وتشمل تصفية الحسابات المتبادلة بين تلك العصبات إلقاء قنابل يدوية وعبوات ناسفة، وإطلاق الرصاص صوب منازل، وعمليات اغتيال، قال الموقع إنها أصبحت "روتينًا" يتعايش معه سكان المدينة.

ولفت الموقع إلى أن الأشهر الماضية شهدت صراعات بين العصابات المحلية، أدَّت إلى سلسلة أعمال عنف يومية، تؤرق حياة السكان، الذين تجاوزت أعدادهم ربع مليون نسمة.

وقُتل شاب إسرائيلي، يُدعى يوسي ساروسي (21 عامًا) في انفجار عبوة ناسفة ضخمة، دمرت سيارته بينما كانت تسير في شارع "زئيف برندة" ظهر الأربعاء الماضي، فيما أفادت تقارير إعلامية بأنه مقرّب من رجل الأعمال بار إلتاناني، الذي يعمل في قطاع العقارات والقروض، وكان في صراع مع أحد زعماء عصابات المافيا الإسرائيلية، ويُدعى أوفيك نافيه.

وقال سكان محليون للموقع، إن المجرمين يتجوّلون في الشوارع بحرية، ناقلًا عن أحدهم أنه يقطن المنطقة التي شهدت انفجار السيارة، وأن الأشهر الأخيرة شهدت تفاقم الأوضاع الأمنية، وكشف أنه بخلاف انفجار سيارة ساروسي، شهد الشارع ذاته إلقاء قنبلة يدوية الشهر الفائت.

مناطق نفوذ

ونقل الموقع عن مصادر على صلة بالموضوع، دون كشف هويتها، أن أحداث العنف الأخيرة بدأت بسبب صراع بين زعيمي عصابتين محليّين حول مناطق نفوذ وأموال، وأن نجل رجل أعمال من مستوطنة "كفار معاس"، عُرف عنه تقديم قروض في السوق السوداء، دخل في صراع مع مجرم شاب اعتقل مرارًا بتهمة محاولة إلقاء قنابل يدوية.

وأوضح أن خلية إجرامية تعمل تحت إمرة هذا الشاب توجهت إلى منزل رجل الأعمال وأطلقت عليه النار في كل اتجاه، فقامت عصابات يبدو أنها موالية لرجل الأعمال بعرض مبلغ ضخم مقابل رأس المجرم الشاب وعصابته، ما تسبّب في الكثير من العمليات الخطيرة.

حرب عصابات

وتطرق موقع "واللا" العبري للعديد من الحالات الأخرى، وقال إن "حرب العصابات" كانت هدأت منتصف الشهر الماضي، بعد أن تصالح بعض أطرافها؛ ما انعكس على الوضع الأمني في مدينة "بتاح تكفا"، إلا أن تفجير السيارة بعبوة ناسفة أنهى هذا الهدوء.

وكان بيان صادر عن الشرطة الإسرائيلية، وصف تفجير السيارة بعبوة ناسفة في قلب حي سكني بأنه لا يقل خطورة عن العمليات الإرهابية، وذكرت أن ردّها سيكون متناسبًا مع حجم الحادثة.