بوليتيكو: القاضي الذي عين للنظر في دعوى تتعلق بمحادثة سيغنال كان ترمب طالب بعزله قبل أسبوع
أعلنت المجموعة الفرنسية العامة للطاقة النووية "أورانو" عن استثمار بقيمة 1.5 مليار يورو لتطوير منجم لليورانيوم في منغوليا، في خطوة تهدف إلى تنويع إمداداتها وتعويض العمليات المتعثرة في النيجر.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المنجم الجديد في صحراء غوبي بحلول عام 2028، ما يعزز موقع منغوليا بوصفها مصدرًا رئيسًا لليورانيوم.
إستراتيجية لتعويض خسائر النيجر
ظلت فرنسا تعتمد على اليورانيوم المستخرج من النيجر، حيث مثل نحو 15% من إجمالي إمدادات "أورانو" في العام الماضي.
لكن بعد انقلاب عسكري في النيجر عام 2023، سحب المجلس العسكري تصريح تشغيل الشركة الفرنسية، وأعلن سيطرة السلطات النيجرية على عملياتها في البلاد.
وبينما كانت النيجر توفر 32 ألف طن من اليورانيوم، تسعى "أورانو" إلى تعويض هذه الكميات من مناجمها العالمية، وتشمل تلك المناجم مواقع في كازاخستان بكميات تصل إلى 4000 طن سنويًّا، بالإضافة إلى مشاريع أخرى في كندا وأوزبكستان.
منغوليا: وجهة إستراتيجية جديدة
بحسب بيانات "أورانو"، تمتلك منغوليا موارد تقدر بـ87 ألف طن من اليورانيوم، ما يضعها في المرتبة العاشرة عالميًّا من حيث الاحتياطي، وتشير التقارير إلى أن الاستثمار الفرنسي سيكون ثاني أكبر استثمار أجنبي في تاريخ منغوليا، بعد مشروع "أويو تولجوي" لاستخراج النحاس والذهب الذي أطلقته شركة "ريو تينتو" عام 2023.
ووُقّعت الاتفاقية الجديدة خلال اجتماع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره المنغولي خورلسوخ أوخنا في قصر الإليزيه، وتأتي بعد زيارة تاريخية للرئيس المنغولي إلى باريس في أكتوبر 2023، لكنها تواجه تحديات بسبب السياق السياسي المحلي، حيث تقترب منغوليا من الانتخابات التشريعية في يوليو 2024.
تحديات جيوسياسية
على الرغم من الطموحات الفرنسية، تواجه منغوليا تحديات تتعلق بجارتَيها القويتين، روسيا والصين، اللتين تعارضان بشدة تعزيز الشراكات التجارية بين منغوليا والشركات الغربية.
وقالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن منغوليا تظهر رغبة واضحة في استغلال مواردها المعدنية بشكل أفضل، لكنها بحاجة إلى إدارة التوازن الجيوسياسي الدقيق في علاقاتها مع القوى الإقليمية.
استثمار إستراتيجي للمستقبل
يمثل هذا المشروع خطوة مهمة لفرنسا لتأمين إمدادات مستقرة من اليورانيوم، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المضطربة في بعض مناطق الإمداد التقليدية. وبالنسبة لمنغوليا، يعد هذا التعاون فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة مع تنويع شراكاتها الدولية.
وبين الطموح الفرنسي والتحديات الجيوسياسية، يبقى المشروع الجديد اختبارًا لمدى قدرة باريس على تعزيز نفوذها في قطاع الطاقة النووية، وتوسيع خياراتها الإستراتيجية بعيدًا عن الاعتماد المفرط على مناطق النزاعات.