خبراء: سيناريو "قاتم" يهدد الانتخابات الأمريكية

رسم ساسة أمريكيون ومحللون سياسيون سيناريو "قاتماً" يهدد الانتخابات الأمريكية، معبرين عن مخاوفهم من أن تتحكم أفكار عنصرية ترتبط باللون والعرق على الانتخابات الأمريكية، على خلفية ملف "الهجرة" الذي يشهد اشتعالا في ساحة المواجهة بين "الجمهوريين" و"الديمقراطيين"، قد تتطور إلى أعمال عنف كبيرة.

وصعدت المخاوف بأن تصل المواجهة إلى إسالة الدماء في الشارع مع رفض متشددين إعطاء مجال وشرعية أكبر لملف "الهجرة"، مع وضع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على طريق الانتخابات، وأن تكون لها فرصة بالوصول إلى البيت الأبيض كرئيس في ظل أصولها الأفريقية والهندية.

أصول مهاجرة

وينتاب الشارع السياسي الأمريكي، حالة من القلق مع ارتفاع بعض الأصوات المتشددة من خلال الجماعات المحسوبة على ما يسمى بـ"الترامبية"، واتساع مجال تيار "ماغا" المحسوب على المرشح الجمهوري، والذي ينمي هذه الأفكار بشكل كبير.

ومن نيويورك، يقول الباحث في الشأن الأمريكي ناصر عيسى، إن المعركة ستكون حامية مع نزول "هاريس" وربما نشهد إسالة الدماء ومواقف ومواجهات "حمراء" عنيفة لم تتكرر في انتخابات أمريكية من قبل.

وأضاف الباحث أن مخاوف العنف جميعها قائمة في ظل الدفع بقوة من جانب الحزب الجمهوري واعتماد مرشحه في الحملات بشكل كبير على ملف "الهجرة"، وسيكون لذلك استغلال مع قرار الحزب الديمقراطي الذي قرر ترشيح كامالا هاريس التي تجمع بين أصول مهاجرة، باتت في الطريق كرئيس إلى البيت الأبيض في حال فوزها.

وأكد عيسى في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من أهم الملفات التي ستشعل أزمات كبيرة في الحملات الانتخابية بين المؤيدين سواء الجمهوري والديمقراطي، ملف الهجرة الذي يشهد تباينًا واضحًا، وسيستغل بشكل عنصري إلى حد بعيد من جانب المرشح "ترامب" أمام "هاريس" التي هي نتاج واضح للهجرة.

ويرى عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي مهدي عفيفي، أن الانتخابات الأمريكية أصبحت "أيدلوجية" بشكل كبير وعلى عدة مستويات، منها ما قام به "ترامب" من الذهاب بـ"الحزب الجمهوري" إلى أقصى اليمين.

وينتشر في هذا الصدد ما يسمى بـ"فكر 2025"، يواجهه في المقابل بعض من يتحركون بالحزب الديمقراطي ضمن توجهات سياسية إلى أقصى اليسار؛ لتكون هناك هذه الحرب في مظهر لا يتكرر كثيرا.

تيار "ماغا"

وأوضح "عفيفي" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه مهما تذهب هذه الحرب الأيدلوجية إلى أقصى اليمين، أو إلى أبعد نقطة في اليسار، فلا يزال "الوسط" هو الذي يحكم ترجيح القادم عبر الانتخابات بشكل كبير، ومن يتحدث كمرشح عبر خطاباته وما يظهر من برنامجه بـ"وسطية" واعتدال، ويركز في المقام الأول على القضايا التي تشغل الناخب الأمريكي، هو الذي سيحقق الفوز في نوفمبر المقبل.

"تفشي الترامبية"، بهذا التعبير تحدث الخبير في الشؤون الأمريكية الداه يعقوب، الذي نسب الجزء الأكبر من أن تكون الانتخابات الأمريكية "أيديولوجية" إلى انتشار الفكر الترامبي عبر مؤيدين يطلق عليهم "ماغا"، وهو تيار منتشر داخل الحزب الجمهوري بشكل واسع، له مريدون ينتشرون وتزداد أعدادهم من يوم إلى آخر.

وأضاف يعقوب بالحديث عن "العرابين" لهذا الفكر وهم المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونائبه على تذكرة الترشح "جي دي فانس"، لافتا إلى أنه كان هناك نوع من الرفض لـ"الترامبية" داخل أوساط الجمهوريين، لكن الـ"ماغا" بدأت تتوسع وتجد أتباعًا يسيرون على هذا النهج.

ويشير يعقوب في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إلى أن الانتخابات في هذه المرة تأخذ شكل المعركة الأيديولوجية من مشاهدها طابع الحفاظ على القيم كما يدعي الحزب الجمهوري مقابل الانفتاح وفقا لقوالب الحزب الديمقراطي.

ونبه يعقوب إلى خطورة ذلك والذهاب إلى مواجهات بالشارع في إطار هذا الصراع الذي أخذ الشكل الأيدلوجي، والذي يذهب بشكل كبير، لعدم احترام الأقليات والمهاجرين بمختلف أثنياتهم، والتعامل بأن يكون هناك منع للانفتاح الأمريكي في الولايات المتحدة التي تعتبر في الأساس بلد "هجرة".

ويستكمل "يعقوب" بوصف هذه الأبعاد وما يتعلق بمواجهات تدور في هذا الصدد، في ظل وجود الحزب الديمقراطي الذي يرى أن أمريكا في الأساس بلد للمهاجرين، فضلا عن خلافات على أمور أخرى مثل "الإجهاض" حيث رفض التيار الجمهوري ما تراه نساء أمريكا أن الإجهاض حق، وهو الأمر الذي يسانده ويؤمن به الحزب الديمقراطي.