نيويورك تايمز: لا يوجد أساس متين لتشكيل ائتلاف حاكم في فرنسا

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الثلاثاء، إن الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أسفرت عن ارتباك سياسي قد يستغرق حله عدة أشهر، وليس لها أساس متين، مبينة أن المفاوضات البرلمانية المضنية قد تسفر في نهاية المطاف عن تشكيل ائتلاف حاكم قابل للحياة.

وبحسب الصحيفة، رفضت فرنسا حزب التجمع الوطني المناهض للمهاجرين بزعامة مارين لوبان في الانتخابات التشريعية، ما يدل على مقاومتها للمغامرات القومية.

ومع ذلك، لم يمنح التصويت لليسار الحزب السلطة الكافية، وحوّل المشهد السياسي للبلاد من رئاسة قوية إلى برلمان مشترك.

وأضافت أن المحادثات قد تمتد لتشكيل حكومة في الخريف، عندما ستحتاج فرنسا إلى حكومة لتمرير الميزانية.

وترى الصحيفة أن الانتخابات أودت بالبلاد إلى طريق مسدود. على الرغم من أن الجبهة الشعبية الجديدة التابعة لليسار حصلت على المركز الأول بنحو 180 صوتًا، إلا أنها لم تحصل على الأغلبية المطلقة.

من جانبه، قال جان لوك ميلينشون، الزعيم اليساري، إنه لن يتفاوض مع شركاء محتملين في الائتلاف، ولن يغير جملة واحدة من برنامج اليسار، مما لا يبشر بخير للبلاد. 

الخلافات السياسية والانقسامات

زمن الأمثلة على عدم التوافق بين الأحزاب هي أن الجبهة الشعبية الجديدة ترغب في خفض سن التقاعد من 64 إلى 60 عامًا، بعد أن رفعه ماكرون من 62 إلى 64 عامًا بعد معركة مريرة، كما يريد ماكرون جعل خفض عجز الميزانية أولوية، بينما ترغب الجبهة الشعبية الجديدة في رفع الحد الأدنى للأجور وتجميد أسعار الطاقة والغاز، بحسب "نيويورك تايمز".

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن حكومة ماكرون أقرت مشروع قانون الهجرة في وقت سابق من هذا العام لتشديد القواعد التي تسمح للأجانب بالعمل والعيش والدراسة في فرنسا، تعهّد اليسار بجعل عملية اللجوء أكثر سخاء.

وترى الصحيفة الأمريكية، أن تقسيم الجمعية الوطنية إلى ثلاث كتل كبيرة من اليسار والوسط واليمين لم يوفر أساسًا متينًا لائتلاف فعال، والوضع الحالي يعكس تحديات كبيرة أمام فرنسا في تشكيل حكومة مستقرة وقادرة على تنفيذ سياسات فعالة، مما يزيد من التعقيدات في المشهد السياسي الفرنسي.