خبراء روس: زيارة أوربان اختراق للجدار العازل مع الغرب

قال خبراء روس إن زيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لموسكو جاءت لتغير من معالم خطوط الاتصال بين روسيا والاتحاد الأوروبي التي أخذت طابع القطيعة التامة، والتصعيد العسكري الذي وصل إلى التهديد باستخدام السلاح النووي.

وأكدوا لـ"إرم نيوز"، أن زيارة أوربان كانت بمثابة اختراق للجدار العازل بين روسيا والغرب، رغم أنه لا يمثل في زيارته سوى دولته، فيما رأى آخرون أن الزيارة هي مجرد بداية وتمهيد للتغيير السياسي الذي تعيشه القارة الأوروبية وستعيشه الولايات المتحدة قريبًا.

 

وقال الباحث في الشؤون السياسية الدولية فلاديمر تشوروشكين، "إن أوربان استطاع إحداث خرق داخل الجدار الذي كان يتمدد على مدار العامين ونصف العام بين روسيا والدول الغربية، ورغم أن الغرب جن جنونه من الزيارة، لكن ما جرى يعني أنه بداية تغيير عند الغرب".

وحول نتائج الزيارة أوضح تشوروشكين، "أن أوربان يريد فتح خطوط اتصال بين الطرفين وقد نشهد زيارات متكررة من وفود مجرية ستتحرك في الفترة القادمة بين موسكو وكييف".

وتابع: "لقد سمع أوربان وجهة نظر بوتين كما سمع ما يريده زيلينسكي قبل أيام، وبهذا يكون قد توصل إلى نقاط الخلاف الأساسية وسيعمل على تقريب وجهات النظر".

وبين الباحث في الشؤون السياسية الدولية: "لكن هذا لا يعني أن المهمة سهلة، فوجهات النظر متباعدة جدًا حاليًا، لكن بداية خلق جسر تواصل هو بداية الحل، لذلك أوربان يدرك ذلك وقد قال سابقًا إنه يعلم أن دولته لا تستطيع أن تكون وسيطًا، لكنها ستعمل على إنشاء بداية لحل سياسي".

وحول رفض الغرب للزيارة يقول تشوروشكين: "كان من المتوقع أن يكون هناك رفض غربي لأنهم حاليًا لا يريدون السلام بل المزيد من الدمار والحرب، وهذا ما يحاول أوربان إيقافه".

بداية تغيير

من جانبه، يرى الباحث في الشأن السياسي إيغور بورونوف، "أن الزيارة بداية التغيير القادم في الغرب سواء على صعيد الاتحاد الأوروبي أو على صعيد الولايات المتحدة".

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن أوربان بدأ زيارته لأنه بات يدرك أن التغيير السياسي في أوروبا قد بدأ، وأن الغرب كله على موعد تغيير في الأنظمة السياسية الحالية، فهناك أحزاب تصعد للسلطة وهي رافضة للحرب وهناك مرشح جمهوري لديه حظوظ كبيرة ليكون سيد البيت الأبيض وهذه الفئات السياسية تتحدث عن إنهاء الحرب".

وأشار بورونوف إلى "أن كييف نفسها تدرك أن التغيير قادم، لذلك ظهر زيلينسكي في عدة مناسبات في الآونة الأخيرة وبدأ الحديث عن السلام والتفاوض وخطط ترامب للسلام، هذا تغير كبير والأمر كله مجرد وقت".

وخلص بالقول: "إن المجر لا تريد انتظار حدوث التغيير بشكل كلي، بل تريد استغلال الوقت وتأسيس قاعدة أساسية للانطلاق منها، ومع حدوث التغيير السياسي الكلي في الغرب تكون هذه القاعدة جاهزة وما على الأطراف سوى الجلوس والبدء بالتفاوض، وهذه المرحلة قد تبدأ نهاية العام الجاري".